بعد عام من احتجاجات حاشدة مناهضة للنخبة الحاكمة في لبنان، اختار الساسة نفس رئيس الوزراء الذي كان قد استقال آنذاك، ليقود البلاد الآن للخروج من أزمتها.
وسعد الحريري، الذي تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات والوريث لأسرة ثرية، هو أبرز السياسيين السنة في لبنان منذ اغتيال والده في عام 2005.
وتنحى العام الماضي بعدما خرج مئات الآلاف إلى الشوارع للتظاهر ضد طبقة سياسية يتهمونها باستنزاف الدولة على مدى عقود.
وقال الحريري حينها إن جهوده الرامية لإبرام اتفاق على إصلاحات تحتاجها بلاده بشدة وصلت إلى طريق مسدود، حيث عرقلتها الانقسامات الطائفية والمصالح، ولا يمكن أن يكسر الجمود إلا ”الصدمة الكبيرة“ الناجمة عن استقالته.
لكن الاحتجاجات استمرت في شتى أنحاء لبنان مطالبة بإبعاد الطبقة السياسية التي يتهمها المتظاهرون بنهب البلاد ودفعها إلى الأزمة.
وخلال الشهور التي أعقبت ذلك، واجه أكاديمي سابق ودبلوماسي صعوبة في قيادة أو حتى تشكيل حكومة اختصاصيين لتوجيه البلاد في اتجاه جديد.
وبعد عام تقريبا، شهد كوارث، منها أزمة مصرفية وانهيار العملة وارتفاع حاد في معدلات الفقر وانفجار ضخم بمرفأ بيروت، يقول الحريري إنه ”المرشح الطبيعي“ لقيادة لبنان.