اقتضت الفطرة الالهية أن يقترن الرجل بامرأة مصداقاً لقوله تعالى ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) وذلك حفاظاً على السلالة البشرية واستمراريتها عن طريق التناسل والانجاب ولأجل أيضاً إعمار الأرض وعبادة الله وهو الأساس لقوله تعالى ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) ويتم هذا القران بموجب عقد مُوثق اعتبره القرآن الكريم ميثاقاً غليظاً تُستحلُ به الفروج في اطار من الطهر والصون والكرامة لمن قدر عليه أو خشي العنت كما في قوله ﷺ : يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج (الحديث) وله شروط وواجبات كدفع المهر وتوفير السكن والنفقة والمبيت والعدل والمعاشرة الحسنة امتثالاً لقوله تعالى (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) أما بالنسبة للتعدد وهو محور حديثنا هذا فتشير مصادر تاريخية إلى أنه كان معروفاً لدى الشعوب منذ القدم وحينما جاء الإسلام قصره على أربعة زوجات فقط ووفقاً لمقاصد شرعية كما في قوله تعالى ( فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً ) وقوله ﷺ تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة وهو ما يُفهم منه التعدد ولكن دونما افراط أو تفريط أو تلاعب بمشاعر النساء وأذلالهن وعلى المخطوبة فضلاً عن وولي أمرها أن يكونا على دراية مُسبقة بكفاءة من يتقدم إليها من حيث استقامته وتحليه بالأخلاق الفاضلة وسلامته من الأمراض المعدية ومقدرته المالية وتحمله المسئولية فلقد حضرت فاطمة بنت قيس رضي الله عنها إلى النبي ﷺ واخبرته بتقدم معاوية بن سفيان وأبو جهم بن حذيفة لخطبتها فقال لها أما الأول فصعلوك لا مال له وأما الثاني فلا يضع عصاه من عنقه وهو ما يؤكد على مدى أهمية اختيار الزوج وعدم التعجل في اتخاذ القرار يُشار ضمن هذا السياق إلى أن بعض المعددين يُبررون اقدامهم على التعدد اقتداءً بالرسول ﷺولكن يغيب عن بالهم في الوقت نفسه بأن الرسول عليه الصلاة والسلام ما كان هدفه من التعدد التمتع في حد ذاته أو بما وصفه الغربيون بأنه شهواني قبحهم الله والذي لو كان كذلك لتزوج أجمل بنات قومه ولما تزوج خديجة رضي الله عنها وعمرها أربعون عاماً بينما كان عُـمره خمسة وعشرون عاماً وعندما توفيت مكث بعدها لثلاثة سنوات دونما زوجة تؤانسه أو تقوم في خدمته أو يكون مبعث هذا التعدد التقليد أو المباهاة أو حباً في التغيير والتبديل لكسر حاجز الملل والروتين على حد تعبير احدهم وغيرهم ممن يُطلق عليهم بالذواقين والذين لا يختلفون بهذه النزعة المتأججة عن زواج المتعة الذي حرمه الإسلام وإنما لهدف نشر الإسلام بين القبائل وابطال عادات الجاهلية ومساعدة النساء اللاتي فقدن ازواجهن في الغزوات لتربية أبنائهن ولأجل أيضاً عتقهن ومكافئتهن على جهادهن وصبرهن بالإضافة لأكثرهن حفظاً لكتاب الله العزيز يُذكر في هذا الصدد بأن أحد الأشخاص حينما سُئل عن سبب اقدامه على التعدد أجاب بقوله النساء كالفاكهة لكل منهن طعمها ومذاقها الخاص وهي النظرة التي ربما دفعت ذاك الرجل الأفريقي للزواج من (132) امرأة مدعياً بأنه يملك مؤثرات لأسر قلوب النساء ومقدرته على تنظيم حركة الانجاب فيما بين زوجاته بحيث لا تزيد الواحدة منهن على أربعة أبناء بلغ عددهم الإجمالي (265) من اللاتي أنجبن فقط أما ما يُؤسف له حقاً ضمن هذا التعدد موافقة بعض الأسر على تزويج بناتهم لرجال ذواقين ولديهم علم ودراية مُسبقة بهم مُغلبين بذلك المكاسب المالية أو النيل من الشهرة والوجاهة التي يتمتع بها بعضهم على حساب صحة ومصلحة ومستقبل بناتهم واللاتي قطعاً سيكون مصيرهن الطلاق بين عشية وضحاها وما ينعكس عليهن في وقت لاحق من متاعب نفسية وجسمية وشعور بالدونية ولربما شماتة وتعيير من بعض صديقاتهن والذي ربما يدفعهن للإحجام عن الزواج لمرة ثانية وما قد يُعولن عليه من انجاب ذرية تكون سنداً لهن وقتما يكبرن ويتقدم بهن السن ناهيكم عن زيادة عدد المطلقات في المجتمع وما يترتب عليه من حدوث مشاكل اجتماعية لا حصر لها وفي مقدمتها تشتت الأبناء وضياعهم أو انجرافهم في قضايا غير محمودة العواقب مستائين من ناحية أخرى لما قام به أحد الأشخاص من تطليق زوجته في ليلة زفاهما لكونها لم تتمكن من تقطيع الكعكة التي أعدت لهما بهذه المناسبة حيث سقطت السكين من يدها على الأرض أمام الحضور ولعلنا نختم مقالنا هذا بدراسة تمت بجامعة شيفيلد البريطانية عام 2008م وأخرى من قبل باحثين سعوديين أثبتت على أن المُعددين هم الأكثر عرضة للإصابة بتصلب الشرايين التاجية مقارنة بغيرهم المتزوجين بواحدة بنسبة (4-1) نتيجة لما يواجهونه من مشاكل اجتماعية عويصة أحياناً يصعب حلها في ظل تزايد أفراد أسرهم و التدخلات المستمرة من لدن أقاربهم وكثرة متطلباتهم المعيشة لا سيما إذا ما كان دخلهم المادي محدوداً قال أحد الشعراء في عفة وقناعة النفس :
وغـنى النفوس هو الكـفاف فإن أبـت * فجميع ما في الأرض لا يكـفـيها
الباحث التربوي عبد الفتاح بن أحمد الريس
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
- النيابة العامة تعلن عن تدشين “غرفة الاستنطاق المخصصة للأطفال”
- «الحياة الفطرية» تطلق 26 كائناً مهدداً بالانقراض في متنزه السودة
- تستمرّ للثلاثاء المقبل معلنة دخولَ الشتاء.. جولة مطرية جديدة يصحبها انخفاض بدرجات الحرارة بمعظم المناطق
- لاستبدال 250,000 مكيف.. “موان” يعلن إطلاق ثالث مراحل مبادرة “استبدال”
- «الجنائية الدولية» تصدر مذكرتي اعتقال لنتنياهو وغالانت
- “حساب المواطن” يعلن صدور نتائج الأهلية للدورة 85 لشهر ديسمبر القادم
- من مخاطر داخل المنزل تهددهم.. “المدني” يؤكد أهمية المحافظة على سلامة الأطفال
- “الهيئة العامة”: كود الطرق وضع معايير وشروط لتصميم وتركيب مطبات السرعة
- بوضعية خارج الرحم.. “سعود الطبية” تنقذ جنينًا بحالة حمل نادرة في الأسبوع الـ26
- «الطيران المدني» يُصدر تصنيف مقدِّمي خدمات النقل الجوي والمطارات لشهر أكتوبر الماضي
- الزكاة والضريبة والجمارك تدعو وسطاء الشحن إلى الاستفادة من الخدمات الجمركية المقدمة في المنافذ البحرية
عبد الفتاح بن أحمد الريس
الذواقون . . يعتبرون النساء كالفاكهة
19/10/2020 11:50 ص
عبد الفتاح بن أحمد الريس
0
202328
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3411111/