نادراً بل قلما، ما أتناول في مقالاتي ، شخصيات أثناء توليها منصب معين في المملكة، رفعاً للحرج عني وعن الشخصية، وحرصت في هذه السطور إبراز الحقائق والمعطيات حول شخصية ذات صيت قوي محلياً ودولياً ألا وهو "سعود القحطاني" الذي كان يشغل منصب مستشاراً بالديوان الملكي.
لقد تصدر "القحطاني" خلال فترة ماضية تفاعلات مغردين على موقع التواصل عقب إثبات براءته وهو ما استوقفني كثيراً، ففي أثناء التحقيقات صبّ حاقدون جُل غضبهم موجهين اتهامات ما أنزل الله بها من سلطان مستبقين أحكام القضاء، ومع الأسف هذه آفة الناجحين.
صحيح أنه لم يسبق لي أن التقي بـ"القحطاني" يوماً، لكن الرجال يعرفون بأعمالهم ونجاحاتهم وما يحققونه من إنجازات، فالمتابع لإنجازه يجد أنه ذو خبرة سياسية وعلمية دفعته للترقي في العديد من المناصب حتى وصل إلى الديوان الملكي الذي لا يختار سوى الأكفاء، فمن حق من تفان في خدمة وطنه أن نذكر محاسنه.
ولا يختلف اثنان على أن الرجل من الوجوه المشرفة للمملكة وله باع طويل في القانون ، فقد حصلَ "القحطاني" على شهادة البكالوريوس من كلية القانون بجامعة الملك سعود، ثم حصل على درجة الماجستير بامتياز مع مرتبة الشرف في العدالة الجنائية من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، وله العديد من الشهادات العلمية المتخصصة في القانون والإدارة. إلى جانبِ كل ذلك؛ فالقحطاني كاتبُ رأي في عدة صحف ومجلات سعودية وعربية.
ورغم صيته الذي يشهد له القاصي والداني لم يكن يسعى يوماً للظهور أمام كاميرات التلفاز أو أن يلهث وراء الشهرة مثلما يفعل من أصحاب العلم المحدود والرؤية المشوشة ، بل تراه نادراً ما يظهر بالفضائيات، رغم أهمية الوظائف التي تقلدها والخبرة الواسعة التي يتمتع بها، وأحد المنابر القوية المدافعة عن الوطن.
إن توجيه الشكر لـ" القحطاني" على ما قدمه لوطنه ليس فيه رياء ولا سمعة وإنما من منطلق حديث النبي صلى الله عليه وسلم :" لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ".
وهنا ألوم على بعض من هؤلاء الذين كانوا يشيدون بـه وهو في منصبه لدرجة أنهم كانوا يملؤون الدنيا مديحاً وثناء ويكتبون فيه شعراً، ولما أقيل بدا لهم كالشمس التي أغربت في آخر النهار ،وتوقفوا عن إشادتهم له، متسائلا: أين أنتم الآن أيها المدّاحون؟.. ألا تخجلون من أنفسكم؟.
وختاماً فإن الهجوم على قامة يصعب النيل منها وخاصة عندما كان في شدته من قبل بعض النكرة ، دليل يؤكد بأن الرجل، كان منبراً قوياً في الدفاع عن الوطن ضد الخونة والمغرضين ومسبقي الدفع ، ومزعجهم حتى في مضاجعهم ، وكاسر شوكتهم ، وفاضح أفكارهم و مخططتهم الخبيئة ،وتبقى القامات قامات رغم الحاسدون .
أ. عبدالعزيز بن رازن @aziz_bin_Razn