إنه مجرد رقم فلماذا الفزع ؟
رقم يُضاف لـ ( روزنامة ) الأرقام في شهادة ميلاد كل واحد منّا فلماذا القلق ؟
نخشى أن نتقدم فالسّن !
نخشى رؤية اللون ( الأبيض ) في رؤوسنا و وجوهنا ..!
نهاب أن نرى أثر ( التجاعيد ) في المرآة ونحن نقف أمامها ..!
إنه مجرد رقم فهدأ من روعك ..
الأرقام التي أيقضتك من ( منامك ) هي ليست إنعكاساً لعمرك الحقيقي ..
فإذا أردت معرفة العمر الحقيقي الذي يجب أن تقلق من أجله ، والذي يستحق منك العناية والإنتباه له ..
فما عليك سوى ملامسة باقة ( العواطف ) التي تشكلها أحاسيسك وإنفعالاتك ..
عليك الإهتمام بتلك الباقة لأن إهمالها قد يجعلها ( تذبل ) مبكراً ، والعناية بها قد يجعلها ( تنمو ) لتصبح شجرة مثمرة ..
شجرة مورقة بالنور ..
وافرة الظل ، عامرة العطاء ..
لا تهرم ولا تصاب أغصانها بالشيخوخة ، ولا تفزعها التجاعيد وآثار الزمن ..
لأن الـ ( صّبا ) و الـ ( شّباب ) ليسا في الشكل والمظهر وإنما في الأحاسيس والمشاعر ..
دعونا نعتني بـ ( وريقات ) الروح ونسقي ( جذور ) مشاعرنا من ( ماء ) الرضا الصافي ، لكي تتدلى منه ( عناقيد ) الإبتسامات ..
عندها فقط قد ننسى متى ( ولدنا ) فيغدو تاريخ ( الميلاد ) الذي نخفيه عن أعين الناس مجرد رقم في أوراق ثبوتية فقط ، وأما ( عمرنا ) الحقيقي هو ما عشناه بأحساسيسنا ومشاعرنا ..
فالختام ..
يفقد الإنسان هيبته ويكون كـ ( دمية ) يعبث بها خبراء التجميل وباعة المساحيق عندما تعج عيادات التجميل بالنساء و صالونات الرجال تكاد لا تجد فيها موطأ لقدم ، عندها فقط يتساوى الرجال بالنساء في فصيلة واحدة متشابهة كلها تمشى على أرض ( السواد ) خوفاً من ( بيضاء) المنظر
والمظهر ..
التعليقات 2
2 pings
اخوك ابو بندر
10/10/2020 في 10:03 م[3] رابط التعليق
لله درك يا مبدع استمر يابطل وانثر ابداعاتك فمنك نستقي الامل
(0)
(0)
داهم القحطاني
13/10/2020 في 8:59 م[3] رابط التعليق
أحسنت يا أستاذي .. بل كما أُحب أن أناديك ( عرّابي )
كعادتك إبداعٌ لاحدود له .. وجواهرٌ نفيسةٌ تُنثر أمام أعيننا ..
إعجازٌ بإيجاز .. ولو كنت أملك من الأمر شيء .. لجعلت هذا الجمال كحديقةٍ.. ولتنقلت بين كلماتك وجمعت رحيق أزهارها.. ولقطفت من أزهارها وجعلتها ( باقةً من العواطف )
أُحافظ عليها .. لكي أعيش في ( أرض البياض ) والنقاء ..
على أرض الواقع لا ( على أرض السواد ) ..
من القلب شكرا .. وهنيئاً لنا بقلمك
(0)
(0)