أكد معالي وزير التعليم أن التعليم عن بعد أصبح خيارا إستراتيجيا للمستقبل ! , الحقيقة أن التعليم عن بعد رغم الإيجابيات الكثيرة له إلا أنه لا ولن يكون في يوم من الأيام خيارا إستراتيجيا , هو في الأصل خيار لجأت إليه وزارة التعليم كما هو الحال في جميع دول العالم , ليس لأنه الأفضل بل لأنه كان (الخيار) الوحيد المتاح الذي إقتضته الضرورة (الوباء) , لأن البديل الأفضل هو التعليم المباشر والذي حال الإنتشار الكبير لفيروس كورونا دون اللجوء إليه . التعليم ليس مجرد تحصيل للمعلومات ومن ثم إجراء إختبارات لقياس كمية المعلومات التي يحصل عليها الطالب . التعليم قبل ذلك هو حياة وتربية وإنضباط ومهارات وقدوة ومثل لا يمكن أن يحصل عليها الطالب من وراء حجاب (التعليم عن بعد) . أنا مع التعليم عن بعد في الظروف الإستثنائية التي قد تمر فيها إي دولة مثل (الأوبئة , الحروب , الكوارث , التغيرات المناخية , الظروف الإقتصادية) . التعليم عن بعد يمكن أن يتحول إلى داعم أو مساند للتعليم المباشر , وأنا مع الإستمرار فيه ولكن بشكل محدود وعلى نطاق ضيق , وذلك حتى تكون هناك بنية تحتية وجيل تقني يستطيع أن ينتقل من التعليم المباشر إلى التعليم عن بعد في حال إقتضت الظروف ذلك (الجاهزية) , أما أن يتحول إلى خيار إستراتيجي (البديل) فسوف تكون له نتائج سلبية في المستقبل القريب . سوف نشهد تراجع وفجوة تعليمية وحضارية ومعرفية وإستكشافية كبيرة , أقل ما فيها ظاهرة الطلاب المتفوقين دراسيا والمتخلفين إجتماعيا نتيجة العزلة الإجتماعية . من أين سوف يتعلم الطالب الإنضباط والمواظبة والمسؤولية والمتابعة والتعامل مع الآخر والحوار وهم في سن مرفوع فيه القلم عنهم يحتاجون فيه إلى المتابعة والتوجيه ؟! , في ظل غياب الوالدين عن المنزل بحثا عن لقمة العيش , العالم الإفتراضي لا يمكن له أن يوفر لهم ذلك , فهو مثل ألعاب البلاستيشن يعني كمن يخوض المعارك في الخيال !! , لا أعرف إذا كانت الخادمة سوف تقوم بهذه المهمة إضافة إلى قيامها بأعمال المنزل بدلا عن المدرسة ؟! . أتمنى من وزارة التعليم أن تعيد النظر من كون التعليم عن بعد (خيار) إستراتيجي إلى خيار (الضرورة تقدر بقدرها) دون إفراط أو تفريط .