يلعب مربو الأبل في المملكة دوراً مهماً في الحفاظ على هذا الموروث الغالي على نفوس السعوديين خاصة، وعلى العاشقين لهذا النوع من هذه الثروة التي لا تجد مثيل لها في أوروبا أو أسيا بل هي أشبه بالذهب الأبيض النفيس.
فمربو الأبل بمثابة الحارس الأمين لسفينة الصحراء، ومن بين هؤلاء الكرام الأجلاء الرجل الخلوق المتواضع الذي لم التقيه بعد انما عرفته عن بعد بنعم المعرفة وكما قيل قديماً " ذكر الحيا والطيبين يُبين " عبد المحسن البعيجان لما له من باع طويل في هذا المجال، للموروث العربي الأصيل وتربية الإبل والحفاظ على سلالتها والمشاركة بالمهرجانات التي تدعم ملاك الإبل وتعزز لديهم الحفاظ على إبلهم وتطويرها.
ومثلما مَن الله على هذا الوطن المعطاء برجال رفعوا رايته عالية خفاقة داخلياً وخارجياً، قد مَنّ أيضا عليه برجال يحفظون مورثته من أجل تنمية والحفاظ عليه وعدم التفريط فيه، كالمالك"البعيجان" وملاك اجلاء آخرين.
وحقيقةً بحكم انني بدوياً وقد لازمت أبل أجدادي منذ صغر سني ورأيت غيرها لدى ملاك اخيرين ذوى اختيار وذائقة قوية ولا اعتقد يغيب عن نظري كيف تنتقى الإبل من ناحية كل ما تعلق بها وخاصة ًجمالها فقد جذبني بل أدهشني ما رأيته بـأم عيني في منقية مالك ( قطامات) الذي يشرف عليها "البعيجان"، فهي ثمرة مجهودات الرجل وحسن اختياره وانتقائه لها ونظرته الثاقبة التي لم تخب لمستقبل مأمول لهذه الاصناف الجميلة الثمينة ذات اللون الابيض الذي اعشقه وغيري الكثير بل ( ربما ) يكون اختيار النخبة ذوي الذوق الرفيع لهذا اللون ناصع البياض ، ولا شك كل ولونه المفضل بالتأكيد.
كما أن الرجل نال شرف استلام جائزة قطامات المتوجة بالمركز الأول في فئة شلفا ولي العهد وفئة نخبة النخبة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قائد المسيرة وباني النهضة الذي يعمل لمستقبل أفضل للوطن والمواطن.
ولعل ما يميز الرجل تواضعه الشديد، فعلى الرغم من الجوائز الكبيرة والكثيرة التي حاز عليها ، تجده يستمع وينصت للآخرين ويستقبلهم بكل حفاوة يفتح منزله للقاصي والداني ، فهو اسم على مسمى وصدق من سماه "عبد المحسن".
ولا يفوتني هنا أن أشيد بالشيخ "فهد بن فلاح بن حثلين" رئيس مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل الذي أحدث نقلة نوعية بل قفزة هائلة في تربية وتطوير سلالة الأبل لينقلها من المحلية إلى العالمية، من خلال تنظيم المهرجانات والمسابقات الداخلية والدولية في العديد من الدول لاسيما الأوربية .
وفى الختام فإن كل من بذل جهدا للحفاظ على هذا الموروث العربي الأصيل له كل الشكر والتقدير والعرفان ، ولكل من لم يدخر جهداً في تنظيم مهرجانات الأبل من أجل امتاع عشاقه وخاصة ما يواكبه من فعاليات ذات مردود اسري كالأسر المنتجة وغيرها.
وما نتطلع عليه هو أن تكون هناك تغطية إعلامية اكبر من درجة الجهد المبذول في هذه الفاعليات ، وتليق بالاسم الغالي على أنفسنا المؤسس- رحمه الله- على أن تكون التغطية بلغات أجنبية طالما الطموح والوجهه عالمية.
أ : عبدالعزيز منيف بن رازن.
مستشار بمركز الاعلام والدراسات العربية الروسية بالرياض.