المتابع للانتخابات الأمريكية التي ستجرى بداية شهر نوفمبر المقبل، حيث ستحدد من سيحكم أقوى دولة في العالم لمدة 4 سنوات مقبلة، يجد عدة ملاحظات في غاية الأهمية، متمثلة في أنها تكون مرتعاً لكل من "هب ودب " لبعض من يصفون أنفسهم بالمحللين السياسيين.
الغريب في هذا المشهد، أننا كعرب غير مؤثرين في هذه الانتخابات، فنحن لسنا كاللوبي الصهيوني الذي يحدد من سيحكم الولايات المتحدة الأمريكية وبيده بطاقة عبور الساكن الجديد للبيت الأبيض، من خلال قوة هذا اللوبي الاقتصادية والسياسية والإعلامية على حد سواء، فهؤلاء اقرب بمفعول به وليس فاعل في هذا المشهد ان صح التعبير.
وهنا أتفق مع الدكتور ماجد التركي رئيس مركز الدراسات العربية – الروسية، و الذي أكد أنه يجب على ممن يصفون أنفسهم أنهم مختصون في الشأن الأمريكي أن يتجه لتحليل "التكتيكات" المستقبلية المُحتملة حال فوز أي من المرشحين الديمقراطي والجمهوري في الانتخابات الأمريكية، فالاستراتيجيات الأمريكية لن تتغير ومستمرة بأي منهما، أما التحولات فلن تتجاوز حدود ترتيب الأولويات.
فالمتغير الوحيد في نتائج الانتخابات الأمريكية والسياسية الأمريكية بخلاف أي كانت خلفية الرئيس المقبل (ديمقراطي- جمهوري) هي أنها ثابتة في التعامل مع الملفات الخارجية كالملف النووي الإيراني الذي لن يعدو حد العقوبات الاقتصادية وهذا ما شهدناه خلال ولاية الرئيس الديمقراطي بارك أوباما والجمهوري الحالي حيث تجد أنها عقوبات لا تخدم الا الداخل الأمريكي مادياً.
وتشير تقارير غربية وعربية على حد سواء إلى أن التعويل على الموقف الأمريكي إزاء الملف النووي الإيراني هو دون المأمول ، والحل هو أن يكون القرار عربياً خالصاَ بإجماع لمواجهة الخطر الصفوي الراغب في التمدد والتوغل المتبجح بالاستيلاء على عدة عواصم عربية عبر أذرعها العسكرية وميلشياتها الإرهابية.
وختاماً فإنه ليس للعرب لا ناقة ولا جمل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية ، حتى يتشدق بعض المحلليي اليوم بمواقفهم وأراءهم منها، لأن ما يهمنا هو ألا يمس ساكن البيت الأبيض الجديد بالثوابت العربية وألا يتدخل في شؤونا الداخلية وان ينظر بعين العدل والإنصاف لقضية الامة الاساسية التي هرمت.
أ : عبدالعزيز بن رازن ciars