أصبحت لبنان من دون أدنى مجالاً للشك جراء سيطرة ميلشيات حزب الله الإرهابية، مسرحاً واسعاً للصراعات بين القوى الإقليمية والدولية من جانب وبين الصراعات الطائفية من جانب آخر.
فأما الصراعات الإقليمية والدولية تتمثل في هيمنة إيران على المشهد اللبناني وتحرك ذرعها العسكري والسياسي المتمثل في حزب الله ، مقابل المبادرة الفرنسية الرامية لوضع حلولاً للأزمات الاقتصادية والسياسية المحدقة، لكن مع الأسف في ظل الأوضاع الراهنة لاسيما عقب انفجار مرفأ بيروت أصبحت مبادرة باريس لا تسمن ولا تغني من جوع.
غير أنه يُشهد للمبادرة الفرنسية أنها محاولة عن كثب لإخراج لبنان من غيابة جب "حزب الله " وأذرع إيران أي ببساطة هو صراع بين الخير والشر على أرض بلاد الأرز.
ولعل من أهم معوقات المبادرة الفرنسية تلك الشوكة وحجر العثرة الذي يقف في طريق لبنان نحو التنمية، هو أن فرنسا لم تضع بعد حزب الله اللبناني على قائمة الكيانات الإرهابية مثلما فعلت دول أوروبية كثيرة مؤخراً، ومنها ألمانيا، وقد ذكرت ذلك في مقال سابق نشر بتاريخ 7 مايو الماضي حمل عنوان:" تضييق الخناق على «حزب الله» دولياً بصحيفة عكاظ العريقة
وأرى أن المرحلة الراهنة تبدو وكأن اللبنانيين يعيشون على صفيح ساخن بل في قلب جهنم، لسبب واحد وهو أن الثنائي الشيعي "حزب الله – حركة أمل" على مسؤوليّة كاملة عن اعتذار رئيس الوزراء مصطفى أديب من جانب وعرقلة المبادرة الفرنسيّة من جانب آخر، فتعيش بلاد الأرز بين حجري رحا، تدمر كل حل أي كان.
كما أن الثنائي الشيعي هو من عرقل المبادرة الفرنسية باعتبار أنه لم يكتفي فقط بالإصرار على تسمية وزير المال، وهذا الأمر لوحده إن حصل كان كفيلاً بنسف الحكومة برمتها، وإنما أصر الثنائي على تسمية وزير المال وباقي الوزراء من الطائفة الشيعيّة.
وما يزيد الطين بلة في لبنان هو أن معظم رؤساء الوزراء الذين تم تكليفهم عقب سعد الحريري ذوي انتماء شيعي، وهو سبب رئيس في تدهور الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد وسوء علاقاتها مع المحيط الدولي وخاصة الإقليمي، وهو ما جانته لبنان من سيطرة حزب الله على مقاليد الأمور، والحل يكمن في المشكلة أي أن حكومة بدون استقطاب شيعي.
علاوة على ذلك فإن الدولة الفرنسية لديها مشاكلها الداخلية التي تؤرق حكومة باريس على سبيل المثال لا الحصر الإصلاحات التي وعد بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمتظاهري" السترات الصفراء"، بالإضافة إلى ما يلوح بالأفق من تصدع في الاتحاد الأوربي الذي هي من أعمدته الخرسانية.وختاماً فإن الأوضاع في لبنان تواجه وضعاً داخلياً وإقليمياً وأوروبياً معقداً للغاية أقرب ما يكون بلعبة "الشطرنج" عندما يواجه الملك وحده مجموعة من العساكر، فتطول الجولة والنهاية محسومة ايرانيا مالم تلفظها احرار لبنان.
أ : عبدالعزيز منيف بن رازن.
مركز الإعلام والدراسات العربية الروسية بالرياض.
التعليقات 1
1 pings
الحسن لشهاب/المغرب
28/09/2020 في 7:41 م[3] رابط التعليق
الصراع على مناصب الجاه و السلطة و المال بين الاحزاب المسيحية و الاحزاب الاسلامية اللبنانية، و الشعب اللبناني يؤدي الثمن غال،و الغرب المنافق واضع الخريطة السياسية الجهنمية ،يتفرج على الكائنات السياسية و الاقتصادية و الدينية ،و هم يهرولون بلا رحمة و لا شفقة نحو المال و الجاه و السلطة،خوفا من المستقبل،تماما كما تفعل الخريطة السياسية الانتربلوجية الاستعماريةالصهيونية بالكائنات السياسية و الاقتصادية و الدينية ،سواءا كانت اسلامية او علمانية لا دينية او تكنوقراطية….
(0)
(0)