نفاق المنصات الاجتماعية "السوشيال ميديا " بجميع تصنيفاتها وتوجهاتها ، يماثله نفاق المجالس بين المتجالسين من الزملاء والأصدقاء وحتى الغرباء الذين ربما لا تربطهم مع بعضم سوى روابط عابرة. النفاق هو التلون في العلاقات، وعدم الوضوح في المواقف والمبادئ والأحاديث لغرض الإفساد أو الانتفاع! النفاق أن تقول ما لا تبطن و تظهر عكس ما تخفي بين جوانحك ، أن تظهر الخير وتكتم الشر، أن تذيع الحب والاحترام وتخفي الكره والحقد! المنافق شخصية خطيرة مؤذية للفرد والمجتمع ، للمسؤول في أدنى مسؤولياته والوزير في أعلى سلطاته لأنه يمتلك وجهان يظهر أحدهما حسب الموقف الذي يمر به! وهو من أسوأ الصفات التي يتصف بها بني الإنسان، لأنه خدعة كبيرة ورزية عظيمة ، أقل ما ينشأ عنه الإفساد والتباعد والكره والإثارة ، يذهب الحسنات ويقتل الفضائل والمروات! على سبيل المثال للحصر ، ما يدور في مجموعات الواتس أب من نفاق اجتماعي فما أجمله أمامك لكنه خلفك عدو غادر وخبيث ماكر ! في حضورك يغدقك بجميل العبارات ويصفك بأرقى الصفات ويمنحك كافة الميزات ، وإن لم يكن يرى بداخله الخفي فيك أو بفعلك شيء من التميز يذكر) وإذا قابل أو حادث شخص آخر وربما يكون من بين المتواجدين حين تمجيده لك، ظهر له بوجه آخر ( شفت فلان فعل وعمل ويجري على لسانه سيل من الغيبة والنميمة ووابل من الشتيمة ) ومن أخطر أنواع النفاق وهدم للمنجزات ما يُسكب في أذن المسؤول لأنه يظهر له انه في الاتجاه الصواب حتى وأن كان على خطأ فيستمري ذاك المسؤول عمله ويستمر على نهجه وتوجهه ، الذي حتماً سيتضرر منه المجتمع بكامله ؟! لماذا اعتدنا على النفاق والمجاملة الكاذبة لبعضنا البعض ، للمسؤولين للعامة والخاصة حتى أصبحت ظاهرة مستطابه لدى الكثير رغم شناعتها وسوء عاقبتها ؟ لماذا نحن كذلك ؟ لماذا نرتدي رداء النفاق أمام الأخرين وننتقدهم بقسوة في الخفاء؟ ما أجمل وارقى أن نكن صرحاء فمن كره من أخاه المسلم أين كان شأنه وموقعه قولاً أو فعل فليتحدث إليه بدل من أن ينافقه في حضوره ثم بنهش لحمه ويدق عظمه في غيابه! أخيراً وليس آخراً :- من يستحق المديح والإشادة في حضوره كان ذلك أو في غيابه ، فلا تبخل عليه بذلك فهو لن ينقص من مقامك شيء بل يزيدك رفعة وعلو ، ويدفعه للبحث عن الرقي أبعد. دمتم بود.