بحكم معرفتي للشأن الفرنسي ، ومن خلال دراستي ( 1987 _1992 ) في أعظم المدارس والجامعات الفرنسية التي يشار اليها بالبنان مما شجعني لتحليل شخصي او ما يسمي في العلم الجيوسياسي "بتقدير الموقف " ... فالزيارتان المهمتان اللتان أجرهما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للعاصمة اللبنانية، فالأولى كانت عقب انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس الماضي والأخرى قبل يومين، غير أنى لست متفائل إلى حد كبير .
والسبب في ذلك هو أن لبنان عقب الانفجار لم يتغير بالشكل المطلوب، وما حدث هو تغيير في الوجوه وإنما السياسية اللبنانية واحدة، وهو ما يجعل المملكة تقف على مسافة واحدة من كافة الأطراف اللبنانية تاركة الرأي والحكم للشعب هناك دون تدخل لكونها السياسية التي دائما ما تتبعها الرياض تجاه شؤون الدول بشكل عام.
ذهبت حكومة "دياب" وجاءت "أديب" وكأن ما حدث هو تغيير في الحروف وليس السياسية ، فكلا منهما مدعوم من ميلشيا حزب الله ، ذراع إيران العسكري والسياسي فى بلد شجرة الأرز التي طالما عانت الفساد والفقر على مدار الحكومة السابقة والحالية.
وأصبح الشعب اللبناني لا حول له و لاقوة يعيش بين مطرقة "نصر الله" وسندان الفساد، ومحسوبية الرئيس اللبناني ميشيل عون ورفاقه في فرض الشخصيات التي تقود الحكومة على اللبنانيين، في تغييب عن عمد لإرادة الشعب في الحق في تقرير مصيره.
وكما هو معروف للجميع بالنسبة للرياض فإن حكومة المملكة تكن كامل الاحترام والتقدير للشعب اللبناني حيث تشير بيانات رسمية صادرة عن الأمم المتحدة أن المملكة قدمت نحو 70 مليار دولار خلال عقدين ونصف ( 1990 - 2015 )، واعتقد في نفس الوقت انها غير مستعدة لتمويلات لا تصل إلى شعب لبنان ولا تؤثر في تطوير بنيته التحتية .
إن المملكة لم تتخلى يوماً عن الشعب اللبناني، بل قدمت له كل غال ونفيس على الصعيد السياسيين والاقتصادي ومن ذا الذي ينسى أو يتناسى اتفاق الطائف الذي وقع في عام 1989 ، والذي بسببه تم وضع حد للنزاعات السياسية والعسكرية بين الأطراف المتنازعة في لبنان، وذلك بوساطة سعودية خالصة في مدينة الطائف وتم إقراره بقانون بتاريخ 22 أكتوبر 1989 منهياً الحرب الأهلية اللبنانية وذلك بعد أكثر من خمسة عشر عاماً على اندلاعها.
وعقب انفجار مرفأ بيروت لم تبالى المملكة بإرسال مساعدات إنسانية للشعب اللبناني ، بغض الطرف عن أن الحكومة كانت مدعومة من حزب الله ، حيث تم تسير أساطيل جوية محملة بالمساعدات لدعم اللبنانيين بعد المصاب الألم الذي الم بهم .
وختاماً فإن لبنان تحتاج لتغيير حقيقي وحكومة وطنية تلبي احتياجات شعبها الذي يعانى الأمرين إثر سيطرة مجموعة من المرتزقة والممولين من إيران على المشهد اللبناني .. وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ"
أ. عبدالعزبز بن رازن ciars