مخطئٌ أنتَ يا (صاحبي) إن كُنْتَ تظنُّ أنَّكَ أهلاويّاً أكثرَ مِنّي .! أنا يا صاحبي مع هذا الأهلي منذ أكثر من ٤٥ عاماً .. لعلّكَ لم تكن يومَها قد ولدتَ بعد ، أو أنّكَ على الأكثر ما زلتَ طفلاً لم تتعلّم بعدُ كيف تقفُ على رجليك .. في ذلك الزّمن كانت لدينا كتيبةٌ من المحاربين ، كانَ شعارها على الدّوام
(لا للهزيمه) .!
يكفي أن أقولَ لكَ يا صاحبي أنَّ أحَدَ أولئكَ المحاربين قد رفضَ أن يغادرَ أرضَ الميدان وهو يدافعُ عن ألوان منتخبنا الوطني في مباراةٍ شهيرةٍ ضدّ منتخب العراق رغم كثرةِ الدّماء التي كانت تسيلُ من رأسه .! ألم أقل لكَ أنّهم كانوا محاربين قبلَ أن يكونوا لاعبين .!؟
كُنّا يومَها مع الأهلي ومع الأهلي فقط .. كُنّا نقيّمُ (العمل) ولا نهتمُّ كثيراً إن كانَ وراءهُ (فلان) أو غيره .! كلُّ من يقدّمُ عملاً يخدمُ مصلحةَ الأهلي يكون جديراً بالمنصب الذي يشغله ويستحقُّ أن نقدّم له الشّكر وهو في نفس الوقت معرّضٌ للنّقد والمحاسبه متى ما أخفقَ في عمله .!
لعلّكَ بدأتَ الآن تقرأُ ما يجولُ بخاطري وأصبحتَ على يقينٍ من أنّني أتحدّثُ عن أمرٍ أصبحَ يؤرّقُ جماهير الأهلي وقد يلعب دوراً رئيساً في مسيرةِ فريق كرة القدم على وجه التّحديد .!
والله إنّي لأربأُ بِكَ يا صاحبي أن يكون حكمك على الأمور من منظارٍ شخصي فإنّكَ إن فعلت فلن تخرجَ عن أن تكونَ أحَدَ اثنين ، إمّا (مادحٌ) أعماهُ حُبُّهُ لصاحبه ومنعهً عن أن يستنصحهُ ويرشدهُ إلى ما يقوّم به عمله ، وإمّا (كارهٌ) حملَهُ بُغضهُ على النَّيلِ منه لمجرّد أنّهُ (فلان) .. وذاكَ والله هوَ الظّلمُ بعينه .!
وعينُ (الرّضا) عن كلِّ عيبٍ كليلةٌ
ولكنَّ عينَ (السّخطِ) تُبدي المعايبا
(الأهلي وكأسُ الملك)
أيّامٌ قليله وينطلقُ الدوري من جديد ، وستذهبُ البطولة لمن يستحقُّها ، إمّا "هلالٌ" وإمّا "نصر" وإن كان الهلالُ أقرب بحكم الفارق النقطي ، لكن كرة القدم علّمتنا ألاَّ نستبق الأحداث فالفرصة لا زالت قائمةً أمامَ النصر هو أيضاً وإن كانت بنسبةٍ أقل .!وفي الجانب الآخر سيكونُ (الصّراع) على أشدِّه بين فرقِ المؤخّره من أجلِ الهروب من (قاع) الترتيب .. (صراعٌ) لن يقلَّ ضراوةً عن صراعِ القمّه إن لم يكن أشد .!
أخيراً ، (بقي) كأس الملك ، ولم (يَبقَ) في الأهلي ممّن يمكنُ الرّهانُ عليهِ سوى (فلادان) !
أتركوا عنكم التشاؤمَ والتّعذّر بمن غابَ ومن حضر فالأهلي بالبقيّةِ الباقيه من اللاعبين ومع هذا الصربي على وجهِ الخصوص ، سيكون لهُ أوفرَ النّصيب في إحراز هذهِ الكأس .!!