إن حكومة خادم الحرمين الشريفين وهي تتشرف بخدمة حجاج بيت الله الحرام في هذه الأيام الفاضلات والحج الاستثنائي الذي ما كان متوقعاً في ظل الظروف الراهنة مع تفشي فايروس كورونا المستجد (كوفيد-19) التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث، ولكنها نعمة الله على هذه الدولة بما آتاها الله من بصيرة وحكمة وسداد في اختيار الأصلح للمسلمين لتأدية الركن الخامس من أركان الإسلام. إن ما تم ويتم الآن من تسهيلات لحجاج بيت الله الحرام سيسجله التاريخ ويوثقه العالم أجمع لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهد الأمين. إن حرص الدولة على سلامة الحجاج فوق كل اعتبار، وتسخير جميع الطاقات والكوادر في جميع مؤسسات الدولة لهو أكبر دليل على هذا العمل المتكامل والمتناغم والدور الكبير الذي تقوم به الوزارات المعنية في تسهيل أمور الحجاج وهم يمثلون (160) جنسية من المقيمين في المملكة، وقد تم اختيارهم بنسبة 70% من نسبة حجاج هذا العام واقتصرت النسبة الباقية على الممارسين الصحيين الذين أصيبوا بفايروس كورونا المستجد وتشافوا منه ولله الحمد والعاملين في القطاع الأمني، ويقوم على خدمتهم ستون ألفاً يمثلون جميع قطاعات الدولة. لقد من الله تعالى على حكومة المملكة العربية السعودية بالخير الكثير، ومن هذا الخير هو تنظيم حج هذا العام حيث ألجم ألسنة الناعقين أصحاب النظرة السوداوية الذين لا يرون الأشياء على حقيقتها وإنما وفق أمزجتهم وأهواءهم وتفسيراتهم في ضوء ما تملي عليهم أجندتهم الواهية. إن هذه الجائحة لم تثن المملكة عن القيام بكل ما تستطيع في سبيل تجنيب المواطنين أي أخطار قد تلحق بهم جراء التهاون في الالتزام بالتعليمات والاحترازات التي أقرتها الدولة لحماية الأنفس وأخذ كل التدابير اللازمة للقيام بما يحقق سلامة المواطن والمقيم. إنها دعوة لكل مواطن ومقيم على أرض هذا الوطن المعطاء في إجازة عيد الأضحى أن يتعاونوا مع المسؤولين في جميع القطاعات المعنية بالالتزام بالاحترازات المقررة والتي تنص على التباعد الاجتماعي ولبس الكمامة وتقليل الاجتماعات والابتعاد عن المصافحة وأخذ الحيطة والحذر في كل الأحايين وعدم تعريض الآخرين للأخطار. إنني أستغرب من بعض الناس الذين لا يزالون غير مقتنعين بأثر هذه الجائحة والذين لا يلتزمون بالتعليمات بل وينتقدون من يعمل بها، فأقول لهم اتقوا الله في أنفسكم، فلا تعرضوا غيركم للأخطار فكم من نفس بريئة انتقلت إلى الدار الآخرة بسبب تهاون واستهتار البعض مما أدى إلى خسائر في الأروح ووفيات لا يعلم بها إلا الله. إن حكومتنا الرشيدة لا يمكن أن تساوم على أرواح المواطنين والمقيمين ولا يمكن أن تعطل كل مصالحها وتضر اقتصادها من أجل خطط موهومة كما يعتقد البعض ممن لديهم لوثة في عقولهم ويعتبرون أن كل شيء يحدث هو من نسيج خيالاتهم ومؤامراتهم التي يدعونها وهي دائماً حاضرة في تفسيراتهم وتحليلاتهم. إنها دعوة لكل انسان لديه شك في هذه الجائحة أن يزور المستشفيات والمصحات ويطلع على الأعداد والإحصاءات المعلنة ليرى أن ما يحدث هو واقع وليس خيال وأن ما يحدث هي جائحة عالمية لم تفرق بين أسود ولا أبيض ولا غني ولا فقير ولا رئيس ولا مرؤوس ولا قوي ولا ضعيف ولا مسلم ولا كافر. إن ما تقوم به وزارة الحج ووزارة الداخلية ووزارة الصحة ووزارة الإعلام من دور كبير في تسهيل أمور حجاج بيت الله الحرام لمن الأمور التي تدعو إلى المفخرة والغبطة والسرور، وسينصر الله هذه الدولة بنصرها لعباده وشرفها بالقيام على خدمة الحرمين الشريفين وعلى رعايتهم والحفاظ على صحتهم وأمنهم وحياتهم وأسرهم، وكم نتطلع إلى عودة المعتمرين والزوار إلى الحرمين الشريفين وأن يرفع الله هذه الجائحة عن بلادنا خاصة وعن جميع بلاد العالم أجمع. لقد استبشر العالم الإسلامي بخروج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز معافى سالماً بعد إجراءه العملية الجراحية تزامناً مع ليلة العيد، وسرنا ما شاهدناه من لقاءات الحجاج من الجنسيات المختلفة ودعواتهم لحكومة خادم الحرمين الشريفين على ما وجدوه من رعاية وتسهيل وتعاون من الجميع، ولا شك أن هذا مما يدخل السرور والسعادة على الجميع جراء ما تقوم به الدولة من عناية بضيوف الرحمن في هذا الحج الاستثنائي. الشكر قليل في حق من يستحق الشكر، فالشكر أولاً وأخراً لله تعالى على نعمه التي لا تحصى، ثم الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على حرصه على راحة الجميع وضيوف الرحمن بوجه خاص وعلى حرصه على سلامة أبناءه وبناته في هذا الوطن المعطاء. نسأل الله تعالى أن يبارك في عمره وعمله، وأن يجزل له المثوبة وأن يجزيه عن كل مسلم خير الجزاء وأن يحفظه ذخراً ونصراً وعزاً ورفعة لكل مواطن ومقيم.
كتبه الدكتور/ خالد بن عبدالله التركي
عضو مجلس إدارة نادي الإبل