أدى المصلون صباح اليوم صلاة عيد الأضحى المبارك في المسجد الحرام، وفي المسجد النبوي، وفي مختلف أنحاء المملكة، وسط أجواء آمنة مطمئنة مفعمة بالخشوع لله سبحانه وتعالى في هذا اليوم الفضيل، وفق منظومة من الإجراءات والتدابير الاحترازية لمنع انتشار وباء كورونا تنفيذاً لتوجيهات ولاة الأمر – وفقهم الله -، وملتزمين بالتباعد المكاني، داعين الله – تعالى – أن يزيح هذه الغمة عن بلادنا وبلاد المسلمين والعالم أجمع.
ففي المسجد الحرام فقد أدى المصلون صلاة عيد الأضحى المبارك يؤمهم فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني الذي أوصى حجاج بيت الله بتقوى الله عز وجل في السر والنجوى .
وقال ” هذا يوم عيد الأضحى المبارك، يوم الحج الأكبر، يوم اكتمال الوحي وتمام نعمة الإسلام ” ، فيه نزل قول الله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) في سورة المائدة ، وهذه السورة تتخللها أحكام الحلال والحرام إشارة إلى ترابط قواعد هذا الدين، وأنه وحدة متكاملة وكتلة مجتمعة لا يقبل التجزئة ولا التفرقة ، فلا يصلح أن يؤخذ بعضه ويترك البعض، فالحمد لله على نعمة الإسلام “.
وأضاف فضيلته ” إن من أفضل الطاعات ومن أعظم القربات عند الله القيام بفريضة الحج الذي هو خامس أركان الإسلام ، وهو فرض على كل مسلم ومسلمة مع القدرة والاستطاعة، وهو يجمع بين العبادة البدنية والمادية ، لذا كان فضله كبير وأجره عظيم قال صلى الله عليه وآله وسلم ( والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) ” .
وأشاد الشيخ الجهني بما ارتأت حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – من إقامة فريضة الحج بأعداد محدودة حفاظًا على أمن وسلامة حجاج بيت الله الحرام ، وذلك نظراً لم يمر به العالم من ظروف استثنائية هذا العام بانتشار جائحة كورونا وخطورة أعراضها، مبينًا أن هذا من مقاصد الشريعة الإسلامية بوجوب المحافظة على النفوس، مستشهدًا بقوله تعالى (ولا تقتلوا أنفسكم) وقوله تعالى ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة إن الله كان بكم رحيما) ، مؤكدًا أن قواعد الشريعة الإسلامية تدل على دفع الضرر قبل وقوعه، ورفعه بعد وقوعه أو التخفيف منه عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا ضرر ولا ضرار ) .
وقال فضيلته ” من جمال هذا الدين أن المسلم إذا نوى العمل الصالح ولكنه لم يستطع القيام به لعذر فإنه يكتب له أجر ما نوی، ويبلغ المسلم بنيته مالا يبلغه بعمله إن كانت نيته صادقة، قال الصحابي الجليل جابر بن عبدالله رضي الله عنهما إنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة وهي تبوك، فقال عليه الصلاة والسلام لهم، إن بالمدينة لرجالًا ماسرتم مسيرًا ولا قطعتم واديًا إلا كانوا معكم، أي معكم بالأجر، ولهم مثل مالكم من الثواب، كما في الرواية الأخرى شركوكم في الأجر، لأنهم لم يمتنعوا عن الخروج معنا إلا بسبب العذر، حبسهم المرض ”
وأفاد فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالله الجهني أن هذه الجائحة أيقظت الهمم ونبهت العقول، وحركة النفوس للرجوع إلى الله تعالى والالتجاء إليه، والانكسار بين يديه، وأداء شرائعه وإخلاص العبادة له وملازمة طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وحث فضيلته المسلمين بالإكثار من ذكر الله ومن دعائه والتضرع إليه عملا بقول الله تعالى : ( ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين) وبقوله تعالى : ( وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) ، لافتا الانتباه إلى أن الدعاء مخ العبادة، وليس شيء أكرم على الله من الدعاء، ولا يرد القضاء إلا الدعاء، فهو ينفع مما نزل ومما لم ينزل، ومن فتح له باب الدعاء فتح له باب الرحمة، وأفضل العبادة ملازمة الدعاء، وانتظار الفرج من الله عز وجل .
ودعا المسلمين إلى أن يسألوا ربهم حوائجهم كبيرها وصغيرها عاجلها وآجلها وقال ” نسألك يالله باسمك الحافظ أن تحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه وأن تكتب من وراء ما أصابنا خيرًا “.
وأضاف فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني قائلًا: اعلم أن لك ولدينك خصومًا وأعداءً ، ولك ولإخوانك حسادًا يحسدونكم على نعمة الإسلام وتحكيم شرع الله، وحسادًا على هذا الأمن والرخاء والهدوء والاستقرار، يحاولون سلب النعمة فتكونون أنتم وهم سواء، يحاولون بكل وسيلة تفریق الجماعة وتشتيت الشمل، وتمزيق الأخوة، وقطع حبل الترابط بين المسلمين وقياداتهم، فكن أخي المسلم كیسًا فطنًا، ولا تترك مجالًا للإرجافات والدعاية، واحذر كلمة (يقولون) فبئس مطية الكذب (زعموا) وعليك بطاعة ولي الأمر بالمعروف، واعلم أنها واجبة على كل مسلم، والنصح له والتعاون معه على البر والتقوى، واعلم أن الاختلاف علیه ومنازعته حرام، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني )، وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أهان السلطان فقد أهان الله “.
واستطرد الشيخ الجهني قائلا ” إن الإمام حماية ودرع وجنة لرعيته، يتحمل عنهم الأعباء والمشقة والعناء، يتعب ليرتاحوا، ويسهر ليناموا، ويعمل ليسعدوا، ويكدح لتحصيل متطلباتهم ، ويجتهد في رفع الأذى والخطر عنهم، وولي الأمر أعلم بمصالح شعبه وبلاده، وخبير بتحقيق المصالح ودرء المفاسد، وأعرف بحال الشعوب الأخرى والحكومات، فيجب علينا أن نحبه لله وفي الله، وأن نقف وراءه وأن نشد عضده، وننصح له من صميم قلوبنا وبكل إمكانياتنا ، قال تعالى ( يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن کنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير واحسن تأويلا ) ” .
وأشار فضيلته إلى أن لكل أمة من الأمم عيدا يعود عليهم والمسلمين عيدهم هو الأضحى والفطر ، وقال ” لكل أمة من الأمم عيدٌ يعود عليهم في يوم معلوم، وعيدنا نحن المسلمين عيد الأضحى وعيد الفطر فعن أنس رضي الله عنه قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: ما هذان اليومان ؟ قالوا كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما؛ يوم الأضحى ویوم الفطر )، وكان من هديه عليه الصلاة والسلام في يوم العيد إن وافق يوم الجمعة أنه يصلي العيد ويصلي الجمعة، ورخص صلى الله عليه وسلم لمن حضر صلاة العيد عدم الحضور لصلاة الجمعة ويصليها ظهرا في وقت الظهر، وخير الهدي وأكمله هدي النبي صلى الله عليه وآلة وسلم ” .
وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن هذا اليوم هو أفضل الأيام عند الله قال صلى الله عليه وسلم ( أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر)، ويوم القر هو اليوم الذي يلي النحر وهو اليوم الحادي العاشر، ويوم النحر: هو اليوم الأول من أيام العيد وهو يوم الحج الأكبر، وسمي كذلك لما يجتمع فيه من أعمال جليلة كالوقوف بمزدلفة، ورمي جمرة العقبة، والنحر، والحلق، وطواف الإفاضة، وصلاة العيد ،لافتًا النظر إلى أنه يستحب التبكير لصلاة العيد وأن يُذهب من طريق ويرجع من طريق آخر، كما يستحب التهنئة بالعيد لما روي عن جبير بن نفير، قال : كنا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض، تقبل الله منا ومنك ، ووقت التهنئة بعد أداء صلاة العيد كما كان يفعل الصحابة، ومن الأعمال الجليلة في هذا اليوم نحر الأضحية بعد الصلاة، قال صلى الله عليه وسلم وهو يخطب: إن أول ما نبدأ من يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر فمن فعل فقد أصاب سنتنا.
وأضاف فضيلته : يستحب إظهار البشر والسرور وصلة الأرحام ونبذ الشحناء والخلاف ومسامحة الخلق والعفو عنهم، والتوسعة على العيال وإدخال السرور عليهم، ولا بأس باللعب واللهو المباح لأن في ديننا فسحة، كما يستحب التكبير عقب الصلوات الخمس ؛ ويبدأ من فجر عرفة إلى اليوم الثالث من أيام التشريق وهو اليوم الرابع من أيام العيد، ومن صيغه : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
وحث فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني المسلمين على الفرح بالعيد وإقامة شعائر الدين والإحسان إلى الفقراء والمساكين فرحمة الله قريب من المحسنين، سائلا الله أن يمن على الجميع بقبول الطاعات، وکشف الكربات وغفران الزلات، وأن يعز الاسلام والمسلمين ، وينصر عباده الموحدين، وان يرزقنا الآمن في الأوطان وأن يصلح الأئمة وولاة الأمور ، وأن يؤيد بالحق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأن يوفقه للهدى ويسبغ عليه لباس الصحة والعافية ، وأن يوفق ولي عهده الأمين ويأخذ بناصيته للبر والتقوى وأن يكفيه شر الأشرار وكيد الفجار، وأن يوفق جميع ولاة أمور المسلمين للعمل بكتاب الله وتحكيم شرعه.
وفي المدينة المنورة، أدى جموع المصلين صلاة عيد الأضحى المبارك بالمسجد النبوي الشريف, يتقدّمهم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود, أمير منطقة المدينة المنورة, وبحضور سمو نائبه, صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن خالد الفيصل آل سعود, وقد أمّ المصلين فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ أحمد بن طالب بن حميد.
واستهل الشيخ أحمد بن طالب بن حميد الخطبة موصياً المسلمين بتقوى الله عز وجل، والإكثار من ذكره, وتسبيحه جلّ وعلا بكرة وأصيلاً, فالله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيراً, والحمد لله كثيراً, وسبحان الله بكرة وأصيلاً, ولا إله إلا الله, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, تملأ ما بين السماء والأرض, وتكفّر الذنوب ولو كانت مثل زبد البحر, وتُساقطها عن العبد كما يسّاقط ورق الشجر, هنّ غراس الجنة, والمنجيات والجُنّة, والباقيات الصالحات التي يبقى ثوابها, ويدوم جزاؤها, وينعطفن حول عرض الرحمن ولهن دويّ كدويّ النحل, يذكّرن بصابحهن فلا يزال له ما يذكّر به عند ربّه, وليس أحدٌ أفضل عند الله من مؤمن يعمّر في الإسلام, يكثر ذكره لله.
وزاد فضيلته في بيان فضل ذكر الله جل وعلا : هنّ صدقة الأبدان, وأثقال الميزان, ومحبوبات الرحمن, وبطيّهن الأسماء الحسنى, والصفات العلى, وهنّ جمع الشتات, وجِماع الطاعات, قال الله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً”.
وقال عزّ وجل “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا”.
وبيّن الشيخ أحمد بن طالب بن حميد أنه ما تشرّف بالتلبية, ولا تضلّع بالتروية, ولا عرف بالتزكية, ولا وقف بالتعظيم, ولا ازدلف بالتسليم, ولا رجم بالضحوة, ولا طاف بالغدوة, ولا نحر بالتكبير, ولا رمى بالهجير, إلا من كان لسانه رطباً من ذكر الله.
وأوضح الشيخ أحمد بن طالب بن حميد فضل الأضحية حاثاً المسلمين أن يضحوا لعلّ الله أن يتقبل منهم هذه الشعيرة العظيمة, مبيناً أنه ما تقرّب متعبّد في يوم الأضحى بمثل إراقة دم بهيمة الأنعام لربّ العالمين, فيُطعم ويهدي ويتصدّق, ويظهر شعيرة الله, سنة أبينا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
وفي الخطبة الثانية بيّن فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي أنه لا يصحّ في الأضاحي المريضة البيّن مرضها, ولا العوراء البيّن عورها,ولا العرجاء التي لا تطيق المشي مع الصحاح, ولا العضباء التي ذهب أكثر من النصف من أذنها أو قرنها, ولا الهزيلة التي لا تخّ في عظامها, ولا الهتماء التي ذهبت ثناياها من أصلها, ولا الجدّاء التي نشف ضرعها ويبس مع الكبر, ولا الجرباء, كما لا يجزي من الإبل إلا ما تم له خمس سنين, ولا من البقر إلا ما تم له سنتان, ولا من المعز إلا ما تم له سنه, ولا من الضأن إلا ما تم له ستة أشهر, وتجزئ البدنة عن سبعة, والبقرة عن سبعة.
وأضاف : والسنة نحر الإبل قائمة معقولة يدها اليسرى, وذبح البقر والغنم على جنبها الأيسر موجهة إلى القبلة, ويقول عند الذبح “بسم الله” وجوباً و “الله أكبر” استحباباً, والسنّة أن يأكل منها ثلثاً, ويتصدّق بثلث, ويهدي ثلثاً, وأن لا يبيع جلدها, ولا شيئاً منها, ولا يعطي الجزّار أجرته منها, ووقت الذبح من فراغ صلاة العيد إلى آخر اليومين بعده.
قال تعالى “وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”.
وقال سبحانه : لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ”.
وحثّ فضيلته المسلمين على الإكثار من الدعاء بوصفه مفتاح السماء, وأن يكثروا من الصلاة والسلام على إمام الأنبياء وسيد الأتقياء صلى الله عليه وسلم.
وفي الرياض أدى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض صلاة عيد الأضحى المبارك مع جموع المصلين في جامع الإمام تركي بن عبدالله.
وأدى الصلاة مع سموه سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء والرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن فهد بن محمد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فيصل بن بندر بن عبدالعزيز وصاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالعزيز بن عياف أمين منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي بن فيصل بن تركي بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن فيصل بن بندر بن عبدالعزيز مساعد رئيس الاستخبارات العامة وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن محمد بن فيصل بن بندر بن عبدالعزيز .
كما أدى الصلاة مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة الرياض الدكتور هاني بن سالم الحارثي ومدير عام الشؤون الصحية بالمنطقة الدكتور حسن بن علي الشهراني ومدير شرطة منطقة الرياض اللواء فهد بن زيد المطيري وعدد من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين وجمعاً من المواطنين.
وقد أمَّ الصلاة عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ الذي استهل خطبته بالثناء والحمد للمولى جل في علاه على ما أتم للحجيج من تسهيل ويسر في ظروف استثنائية راهنة وهم ينعمون بفضل من الله ثم بما تقدمه هذه البلاد المباركة من خدمة الحرمين الشريفين وخدمة قاصديهم وتهيئة أفضل السبل الصحية والأمنية التامة سائلا الله لهم القبول والأجر للجميع .
وأشار إلى ما يعيشه العالم من جائحة فيروس كورونا ووجوب التدبر والتفكر ومراجعة النفس بالتوجه إلى التقوى واجتناب النواهي والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى في السر والعلن .
ونوه بيوم النحر لله والفضل والخير العظيم الذي يجزي الله به عباده فيما يتقرّبون بتوحيد خالص وسنة نبوية .
وفي محافظة جدة أدى المصلون صلاة عيد الاضحى المبارك يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، وصاحب السمو الملكي الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة مكة المكرمة ، وذلك بجامع الملك فهد في حي المرجان بالمحافظة .
وأم المصلين، فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن صالح الزهراني، الذي أوصى في خطبته الناس بتقوى الله عز وجل في السر والعلن، داعياً الله تعالى أن يتقبل من الحجاج حجهم، وأن يشكروا الله الذي بلّغهم هذا اليوم العظيم الذي أعلى الله في العالمين ذكره وسمّاه يوم الحج الأكبر، وجعله عيدًا للمسلمين حجاجًا ومقيمين في بلدٍ اختصه الله بنعمتين الأمن ورغد العيش ، وولاة أمرٍ يسهرون على راحة الرعية .
وحث الزهراني المصلين بالفرح في يوم العيد، وذكر الله تعالى وشكره وحسنِ عبادته ، وتزيين الأعياد بالتكبير في المساجد والأسواق والمنازل والطرقات خاضعين له تعالى فيحصل لهم تعظيم ربهم في قلوبهم ، واتباع أحكام الاضحية والدعاء : اللهم احفظ علينا ديننا ، واجعل هذا البلد آمنا وارزق اهله من الثمرات .
وسأل إمام جامع الملك فهد في نهاية خطبته الله تعالى ، أن يُلبس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ثوبَ الصحة والعافية ، وأن يشفيه شفاءً لا يغادر سقما ، وأن يطيل عمره في طاعة الله عزّ وجل ، وأن يجبر خواطر شعبه بسلامته ، وأن يؤيده بتأييده ، وأن يحفظ رجال أمننا ، وجنودنا المرابطين .
وفي مدينة تبوك أدى المصلون صلاة عيد الأضحى المبارك يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك، في جامع الوالدين بمدينة تبوك، وأم المصلين رئيس المحكمة الجزائية بتبوك إمام وخطيب جامع الوالدين جابر بن علي الحربي، الذي استهل خطبته بحمد الله والثناء عليه على ما من به علينا من مواسم الخيرات , وما تفضل به من
جزيل العطايا والهبات.
وقال: أيها المسلمون هنيئا لكم ما أصبحتم فيه من توحيد وطاعة، وأمن وغنى، ومحبة واجتماع، وعيد وسرور، فلله الحمد على نعمة هذه الأيام العظيمة المباركة، ما أعظم هذه الأيام، بكة وعرفة، ومنى ومزدلفة، يوم التروية ويوم عرفة ويوم النحر، ويوم القر وأفراح العيد والأضاحي وعشر ذي الحجة , مشاعر تعجز كل شاعر , وشعائر تفيض فيها المشاعر هذه أيام تستجاب فيها الدعوات وتلك مواطن تسكب فيها العبرات.
وأضاف بأن ضيوف الرحمن يدرجون على ثرى هذه الأرض الطيبة المباركة, الآمنة بأمان الله , المحفوظة بحفظ الله , ثم بتكاتف وتعاون المواطنين والمقيمين , وبرعاية ويقظة رجال الأمن والمسؤولين .
واستطرد ناصحاً ” في ظل هذه الجائحة؛ تقيدوا بالتعليمات الوقائية، والتزموا بالإجراءات الاحترازية، ولا تكونوا سببا في نقل الداء لأهلكم، وأحبابكم، فالبلاء حاضر، والاحتياط واجب، وكل نفس عليها من الله حافظ”.
ثم قدم الشيخ الحربي من خلال الخطبة شرحاً عن أحكام الاضحية وما يسن فعله في أيام التشريق من الاكل والشرب والذكر والبر بالوالدين وصلة للأرحام والاحسان للجيران.
كما أديت صلاة عيد الأضحى المبارك في عدد من مصليات مدينة تبوك وجوامعها، وكذلك في مصليات وجوامع مدن ومراكز وهجر محافظات المنطقة.