كانت جبال المسودة قبل أربعة عقود مضرب المثل في الصعوبات وكان أهلها مضرب المثل في الصبر والتكاتف والتأقلم مع ظروف الحياة كانت القرى مأهولة بالسكان مما جعل حكومتنا الرشيدة ممثلة في وزارة التعليم ( وزارة المعارف) آنذاك بفتح مدرستين بنين وبنات ابتدائية كمباني شعبية ثم شملتها النهضة التعليمية وتم اسئجار مباني مسلحة ثم تم تحديد أرض للبناء عليها مبنى حكومي ولكن...... ماذا بعد !!
دعونا نلقي نظرة على جوانب الحياة الأخرى، كانت الحياة صعبة وقتها طرق وعرة جداً ولا كهرباء ولا ماء سواء بسيارات الجيب "دبل" أو "ديهاتسو" وبعض الأسر التي كان حالها المادي يوصف ب (الكفاف) كانت وسيلة جلب الماء الحمير في تلك الحقبة من الزمن، هذه هي الحقيقة ولا ضير من ذكرها.
ومع النهضة والتقدم الذي شمل البلاد شرقاً وغربا وشمالاً وجنوبا ولله الحمد والمنه .
الطرق أصبحت معبدة و الكهرباء وصلت للهجر والشوارع مضاءة والماء متوفر ولله الحمد والمنه حيث تم افتتاح العام الماضي شيب ماء في القرية ذاتها وعلى أعلى جبل وعلّ أكبر جبال غامد الزناد ارتفاعاً وقريباً بإذن الله تعالى سيدخل الماء كل منزل ومع ذلك أصبحت البيوت خالية من السكان نتيجة الهجرة المخيفة وأصبح بعض القرى لا يسكن فيها أحداً ابدًا وبعضها عائلة أو عائلتين فقط ولم يبقى سوى قريتين أو ثلاث فيها القليل من السكان وعلى اثر ذلك اقفلت مدرسة البنات قبل خمس سنوات .
ويوم الاربعاء الماضي الموافق ٢٣ / ١١ /١٤٤١هـ كان يوم حزين بقرار ضم مدرسة حذيفة بن اليمان بالمسودة لمدرسة ابن سيرين بنصبه . وقام بعض الأهالي بالتعبير عن اعتراضهم وتقدموا بشكوى والبعض غرد في تويتر في حساب تواصل غامد الزناد وحُق لهم ذلك لوعورة الطرق وقت الأمطار وكذلك بدافع الخوف على صغارهم ولكن لو بحثنا عن السبب الحقيقي وراء ضم المدرسة هو بلا شك الهجرة نعم هجرة الأهالي بعد أن وصلتهم كل الخدمات وهذا الكلام لا ينطبق على أهالي المسودة فحسب بل يشمل محافظة غامد الزناد بأكملها
فقبل سنوات أُقفلت مدارس عرشا بنين وبنات .
أعتقد بل أجزم أنه خلال السنوات القليلة القادمة سيقفل مدارس داخل المحافظة .
فلو نظرنا لحال مدارسنا الحكومية في مراكز المحافظة وألقينا نظرة على أعداد الطلاب وقارناه بالسابق لوجدنا الفارق كبير .
ما هو الحل في الهجرة المخيفة التي يتزايد عددها عام بعد عام ؟؟
سؤال أُثيره عبر صحيفة "أضواء الوطن"
ليتداوله المثقفون في محافظة غامد الزناد وربما يُطرح في مجلس المحافظة في اجتماعاتهم مع سعادة المحافظ الأستاذ نايف بن جمعان بن دايس وشيخ قبائل غامد الزناد الشيخ عثمان بن علي الزندي ليجدوا بعض الحلول الناجحة للحد من هذه الهجرة المخيفة.
وكما قالوا سابقاً
(ما يبني في الديرة إلا حصاها)
جمعان الغامدي - غامد الزناد