تأسس مشروع مستشفى سلام البيطري التابع لمجموعة سلام البيطرية في مدينة بريدة بمنطقة القصيم، على نفقة رجل الأعمال المعروف/ فهاد بن سليمان الفهاد بتكلفة تقدر بأكثر من 100,000,000 مائة مليون ريال بمساحة إجمالية (70 ألف متر مربع)، بطاقة استيعابية تتجاوز (4000) متن، يهدف إلى الاسهام في تطوير النهضة الحيوانية التي تشهدها المملكة من خلال التطبيب البيطري الشامل للإبل بأنواعها المختلفة، وإلى القيام بإعداد الأبحاث والدراسات التطبيقية التي تساهم في تطوير هذا النطاق الواعد، كما يهدف إلى خدمة البيئة والمجتمع في شتى المجالات البيطرية والتي تتدرج من التشخيص إلى التحليل والتشريح. يتطلع المشروع إلى أن تكون منطقة القصيم رائدة في هذا المجال ومرجعاً عالمياً ومرتكزاً أساسياً لملاك الإبل والهجن في مجال الصحة الحيوانية بإشراف مباشر من أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور/ فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود الذي يعتبر المحفز الأول لرجال الأعمال والداعم الأول في المنطقة للمبادرات التنموية المستدامة التي تساهم في تحقيق روية المملكة 2030م في ظل الدعم الكبير التي تلقاه مهرجانات الإبل من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين – حفظهما الله -، وبمتابعة من معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس/عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي مما يساهم مساهمة وطنية فعالة في كل ما يتوائم مع التطور الكبير الحاصل في الاهتمام بتنمية قطاع الإبل..
المشروع يضم أقساما متعددة ومتخصصة، منها أربعة أقسام علاجية بعيادات متخصصة كعيادات الباطنة والأمراض المزمنة، وعيادات الباطنة والأمراض المعدية، وعيادات الجراحة، ووحدة الأشعة والمناظير، ووحدة الملاحظة والعناية المركزة. كما يضم خمسة معامل مركزية مجهزة بكوادر بيطرية وقسم متخصص لنقل الأجنة وعلاج العقم، بالإضافة إلى مركز أبحاث للعمل على تحسين عمل وحدة السلالات. كذلك يشمل المستشفى على أقسام الطوارئ والمرافق التشخيصية، والمعامل الخاصة، وقاعات وغرف اجتماعات ومعامل تعليمية وبحثية، إضافة إلى قاعة مؤتمرات. كما يحتوي على غرف عمليات مجهزة بأحدث المعدات، وغرف تعقيم، وغرف توليد، وغرف إفاقة وصيدلية بيطرية، وغرف أشعة، وغرف ضمادات، وغرف تشريح وتبريد، وساحات فحص حيوانات وعنبر حجز حيوانات، وكذلك معامل للتشريح والمختبر، ومنطقة استلام وتسليم للحيوانات، وغرف أطباء، ومسارات أوناش لتعليق ونقل الحيوانات وأرصفة تحميل، وكافتيريا للمراجعين.
يتوقع أن يقدم المستشفى خدمات تشخيصية وعلاجية برسوم متناولة للجميع تشمل مختلف أنواع الحالات المرضية في الإبل، فضلاً عن الريادة العالمية في مجال البيطرة وزارعة الأجنة والحفاظ على السلالات، وتقديم الاستشارات في مجال التحصين والوقاية ضد الأمراض المعدية، وتقديم النصح والإرشاد بالطرق المثلى لتجنب الأمراض التي تنتقل من الحيوان أو منتجاته للإنسان، بالإضافة إلى متابعة الحيوانات التي تحتاج متابعة مستمرة مثل اللقحات والمعاشير والفحول والقعدان والبكار المثمنة، وسيقدم المستشفى كل ما يتطلع له ملاك الإبل والهجن عامة بأفضل تقنية، بالإضافة إلى معامل الأحياء الدقيقة ومعامل التنسيب الوراثي، وتحسين السلالات والإنتاج. هذا فضلاً عن العيادة البيطرية المتنقلة والمجهزة بكافة الأجهزة الطبية والأدوية البيطرية اللازمة والنشرات الإرشادية، والتي تساهم بفعالية في متابعة وعلاج وإسعاف الإبل المشاركة في الفعاليات والمهرجانات الوطنية.
وبما أن البحث العلمي يعد من أبرز سمات العصر الراهن، بل ومن أعظم واجباته وأهم رسائله، باعتباره أحد الركائز الرئيسية التي يقوم عليها عمل المختبرات العلمية والبحثية والتجريبية، فقد اهتم القائمون على مجموعة سلام البيطرية بالعملية البحثية من خلال إنشاء مركز بحوث متخصص يهتم بالتركيز على مجال الدراسات العلمية في مختلف المجالات والتخصصات البيطرية. وبهذه المناسبة الغالية نهنيء الجميع على هذا المشروع الريادي ونتمنى أن يتبعه عدة مشاريع مستقبلية تساهم في رفعة الوطن في المحافل العالمية.
كتبه
الدكتور/ خالد بن عبدالله التركي
الأستاذ المشارك بجامعة القصيم