لا زلتُ أؤمنُ بأنَّ معظمَ النتائج الإيجابية التي تحققها الأنديةُ السعودية مردُّها في المقامِ الأول إلى توفّر الزّاد البشري (المحلّي) الذي يصنعُ الفارق ويستطيعُ ملء الفراغ الذي يتركهُ غيابُ اللاعبين (المحترفين الأجانب) نتيجةَ الإيقاف أو الإصابه .
ولعلّه حتّى مع وجود هؤلاء المحترفين فإنّ اللاعبَ المحلِّي الكفء ، كثيراً ما كانَ يصنَعُ الفارق ، وما (الشهراني والبريك وسلمان وسالم وعطيف) مع الهلال ، ( والعويس وخبراني ومعتز وعبد الباسط وفتّاح وغريب) مع الأهلي ، ( والغنّام والعبيد وحمد المنصور وعوض خميس) مع النّصر إلاَّ شاهداً على ما أقول ، وقد ذكرتُ هؤلاء اللاعبين تحديداً على سبيل المثالِ لا غير وإلاّ فالقائمةُ تطول ولا تخفى على المتابع للرياضة السعوديه.
أسوقُ هذه المقدّمه نتيجة الأخبار التي تناقلتها وسائلُ الإعلام حول انتقال (عبد الفتاح عسيري) إلى أحد أندية العاصمه والخلاف الذي حدَثَ بينه وبين الإدارةِ الأهلاويّه حول قيمة العقد ، وكذلك أيضاً ما يتعلّق بتجديد عقدي ياسر المسيليم وسلمان المؤشّر .!
والسؤال .. لماذا الأهلي تحديداً وهو الذي يُعدُّ منافساً قويّاً وفي جميع المسابقات .. لماذا هو دونَ غيره من الاندية السعوديّه مَن ينتظر حتّى اللحظات الأخيره على انتهاء عقود لاعبيه ثم يبدأ مفاوضاته معهم حولَ تجديدها ليستغلّوا بدورهم هذه الفرصه ويدخلوا مع الإداره في مزايدات أشبَه بما يسمّونَهُ في لغتنا الدارجه باسلوب (لَيَّ الذراع) ، في حينِ أنّهُ كان يمكن تلافي كلّ هذه المزايدات منذُ وقتٍ مبكّر وبعرض أقل .!؟
ولماذا الأهلي وأيضاً (دونَ غيره) ، مَن يفرّط في (نُجومِه) بطريقةٍ تدعو إلى الدّهشه ، وتُثيرُ حولها الكثيرَ من التساؤلات .!؟
تعالوا معي أستعرضُ لكم قائمةً صغيرةً على سبيل المثال إبتداءً من ذلكَ الزمن الجميل مروراً بالأعوام القليلةِ الماضيه ، وانتهاءً بالموسم ما قبلَ الماضي .!
إبراهيم سويد ، خالد قهوجي ، خالد مسعد ، حسين عبد الغني ، نايف القاضي ، طلال المشعل ، صالح المحمدي ، رائد الغامدي ، صالح الشهري ، وأخيراً وليس آخر ، منصور الحربي وحمدان الشمراني .! الغريب أنَّ كثيراً من هؤلاء اللاعبين حتّى من كان يجلس منهم على (دكّةِ البدلاء) في القائمةِ الأهلاويه وبمجرّد انتقالهم للأنديةِ الأخرى فإنّهُ لا يمضي وقتٌ قصير ، إلاَّ وتظهرُ ابداعاتُهم وترتفعُ مستوياتُهم وعطاءاتُهم .!
والأغربُ والأعجب من كلِّ ذلك أن يأتي الأهلي مرَّةً أخرى ليفاوض تلكَ الأندية لاستعادةِ هؤلاء النّجوم بملايين الريالات .!
هذا هو الأهلي وعلى مدى تاريخِه يبيعُ (بالملاليم) ويشتري (بالملايين) .!!
هذا هو الأهلي الذي لا يمكنُ أن نستقرَّ معهُ على حال ، هوَ الحلوُ والمُر .. والرّضابُ والعذاب .!!