بعد مقتل رجل أسود من أصل إفريقي على يد شرطي أبيض من أصل أوروبي في الولايات المتحدة الأمريكية (الموطن الأصلي للهنود الحمر) , نجد العالم كله وقد اتحدض على قلب رجل واحد يستنكر ذلك ويعلن تضامنه مع المحتجين في أمريكا , حتى أن المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة قد إستنكرت ذلك . قارة أوروبا معقل الرجل الأبيض واليمين المتطرف تنطلق منها المظاهرات المستنكرة لجريمة القتل العنصرية وتطالب بتحقيق العدالة , بل وجدنا العديد من المسؤولين في الدول الأوروبية يعترفون بوجود نوع من العنصرية في بلادهم (بريطانيا , فرنسا , المانيا ) !! , طبعا قد تكون التداعيات السياسية والإجتماعية والإقتصادية (الإنقسام) الذي نتج عن مقتل جورج فلويد في أمريكا , وما ترتب على ذلك من (الفوضى الخلاقة) من نهب وسلب وحرق وقتل وتدمير , وخشية من أن يمتد الحريق إلى أوروبا ويتحول إلى حروب أهلية , أعتقد بأن العديد من الدول سوف تقوم بسن القوانين التي تجرم العنصرية وتشدد العقوبات على كل من يدعو إليها , وقد رأينا تباشير ذلك من فرنسا حيث بدأت بسن القوانين التي تحد من إستخدام الشرطة للعنف في مواجهة المحتجين , وفي أمريكا سوف يتم منع إستخدام تقنية الخنق أثناء عملية التوقيف , بل إمتد ذلك كي يشمل الرياضة العالمية من خلال تجريم كل من يستخدم الألفاظ والإشارات العنصرية , الإتحاد الأسيوي لكرة القدم يشترط على الدول التي تقدمت بطلب إستضافة بطولة كأس آسيا القادمة التعهد بإحترام حقوق الإنسان كشرط مسبق . كما وحد فيروس كورونا العالم في مواجهته , فقد أدى مقتل جورج فلويد إلى توحد وتكاتف المجتمع الدولي ضد العنصرية . أعتقد بأن الأحزاب اليمينة المتطرفة في العالم الغربي والتي تقوم على مبدأ تفوق العرق الأبيض والعداء للأجناس الأخرى سوف تشهد إنحسارا كبيرا في المسقبل , وأيضا سوف يكون لحقوق الإنسان شأن كبير في العلاقات الدولية .