قبل أن تقرأ هذه السطور عزيزي القارىء أريد التأكيد على أن ما ستجده هو تعبير عن رأى الشخصي ووجهة نظري في قضية مهمة وشائكة ينأى الكثيرين بأنفسهم عن تناولها أو الإشارة لها من قريب أو من بعيد.
فقضية بناء علاقات مع خصم عنيد لها وجهات نظر متعددة ما بين المؤيدة والمعارضة والمتعنتة والممتنعة و المتراخية ، غير أن القول الفصل هو أن العلاقات مع اَي جهة كانت لابد أن تقوم على العقل والمصالح المشتركة لا على العاطفة.
فالسائد هو أن العلاقات مع جهة تختلف معها هي خيانة وضياع و تنازل عن الحق ولكن شتان بين الاثنين ، فبناء علاقات مع جهة ما تكن لها العداء لا يعني بالضرورة أن تعطي ظهرك لحق مختطف ، فيمكن أن تتواصل مع الآخر في مساحة مشتركة أي كان شكلها مع تمسكك بملفك العادل الذي لا يمكن ان تتنازل عنه.
وحقيقة إذا لم تخرج من العاطفة للعقل فسنظل إلى أن يشاء الله في دائرة مفرغة، نتحدث عنها إلى أنفسنا امام مرآة في غرفة نوم معتمة دون خطوة واحدة إلى الأمام.
معلم البشرية الأول الذى هو قدوتنا وأسوتنا الحسنة أول من مد يد السلام والتعامل والتعايش مع العالم بأسره خاصة أن العالم اليوم أصبح قرية صغيرة.
فالحكمة المأثورة تقول : إذا أردت الوصول إلى الهدف فعليك تغيير نمط التفكير لكى تحصل على نتائج جديدة مذهلة ، فليس من الحكمة أن يكون لك نفس الفكر وتريد نتائج جديدة.
أ. عبدالعزيز بن رازن
الباحث بمركز الدراسات العربية الروسية.