يحل عيد الفطر المبارك علينا هذا العام في وقت اجتاح العالم
وباء ما يسمى بكورونا المستجد وقد فُرض الحجر على عامة الناس كإجراء احترازي للتخفيف من حدة انتشار هذا الوباء بين الناس .
وقد تعودنا نحن المسلمين على الابتهاج والاحتفال بعيد الفطر من السنة الثانية للهجرة وقد شرع الله لنا عز وجل عيدين في العام حيث عيد الفطر بعد الركن الثالث من أركان الإسلام ( صيام شهر رمضان المبارك ) وهي احتفالية عظيمة وفرحة بإتمام الصيام والقيام وتتويج لهذه العبادة التي اختصّها الخالق عز وجل لنفسه ، فقال في الحديث القدسي كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به .
والعيد الثاني عيد الأضحى المبارك الذي يأتي بعد إتمام الركن الخامس من أركان الإسلام وهو ( الحج ) .
إن الاحتفالية بالعيد وإظهار الفرح والسرور طاعة لله سبحانه وتعظيمًا لشأنه بالتكبير والتسبيح ، وحضور الصلاة جماعة وإخراج الزكاة والإحسان إلى الفقراء والمساكين وهنا يظهر تواد المسلمين وتراحمهم وشكرهم لله الذي أنعم عليهم ببلوغ الشهر وإتمام صيامه وقيامه قال تعالى :
{ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (٥٨) } سورة يونس~
عيدنا هذا العام عيد مختلف كما هو شهر رمضان المبارك فالإجراءات الاحترازية مستمرة وبشكل صارم خوفًا على أمننا الصحي ؛ لذا سيكون العيد داخل المنازل مقتصرًا على الأسرة الصغيرة فقط فلا اجتماعات ولا زيارات ولا احتفالات خارجية كالعادة فأشيعوا الفرح في بيوتكم والبسوا الجديد والعبوا مع أطفالكم وأهلكم وأدخلوا عليهم السرور وتواصلوا مع الأرحام والجيران والأصدقاء عبر وسائل الاتصال .
والله يقول على لسان فرعون (( موعدكم يوم الزينة يوم يحشر الناس ضحى )) .
واقتدوا بسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام ففي الحديث ( عن انس - رضي الله عنه - قال : قَدِم النبيّ صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما ، فقال : " قد أبدلكم الله تعالى بهما خيرًا منهما : يومَ الفطر ويوم الاضحى " ) رواه أبو داوود
وهكذا يتضح أن العيد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم عبادة ونُسُك ، ومظهر من مظاهر الفرح بفضل الله ورحمته ، وفرصة عظيمة لصفاء النفوس ، وإدخال السرور على الأهل والأولاد والأصحاب والجيران .
ولم يمتنع أو يمنع النبي صلى الله عليه وسلم عن الاحتفال بالعيد ، بل كان البيت النبوي وما حوله يشهدون مظاهر الاحتفال بالعيد في هذا اليوم البهيج ، على مرأى وعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فأهلا بعيد الفطر بعد صيام وقيام .. تقـبّل الله طاعتنا وكل عام وأنتم بخير .. والبحتري يقول :
بِالبَرِّ صُمتَ وَأَنتَ أَفضَلُ صائِمٍ
وَبِسُنَّةِ اللَهِ الرَضِيَّةِ تُفطِر
فَانـــعَم بِيَــومِ الفِطـٓــرِ عَيـنًــا إِنَّـــــهُ
يَومٌ أَغَرُّ مِنَ الزَمانِ مُشَهَّرُ
أما أنا فأقول : طابت أعيادكم وعدتم لأمثاله وأنتم بأفضل حال ... وعقبتني عليكم العافيه :
الكاتب / احمد المالكي
التعليقات 2
2 pings
حصن شريان
24/05/2020 في 3:27 ص[3] رابط التعليق
الله يكتب اجرك يابو احمد
واسأل الله في هذه الليله ان يجلي هذه الغمه عن امة محمد صلى الله عليه وسلم
وكل عام ومملكتنا الحبيبه وولاة امرنا وجميع شعبنا بصحة وسلامه
(0)
(1)
حصن شريان
25/05/2020 في 12:38 ص[3] رابط التعليق
اسف اقصد الكاتب أحمد ابو ماجد
(0)
(1)