الأعمال الخيرية والتطوعية في هذه الأيام كثيرةٌ ولله الحمد وذلك على مستوى الدولة والتنظيمات والهيئات وأيضاً الأفراد وهذه جُبلة الكثير من محبي الخير والمهتمين بتلك الأعمال التطوعية والتي تعود بالنفع على المجتمعات وبصور من التكافل والتعاون والرقي والحضارة وقد يُلفت إنتباهك أشخاصاً نذروا أنفسهم لفعل الخيرات وهم ولله الحمد كُثر في هذه الأرض الطيبة.
اليوم سأكتب لكم عن شخصية من تلك الشخصيات المباركة والذين أمضوا جُل أوقاتهم وأموالهم لأجل إنجاز أعمال تتساوى أحياناً بجهود بعض من الجهات الحكومية بموظفيها وعدتها وعتادها فلن أكون مبالغاً ولن أدعي كذباً أن بعض المسؤولين قد يرأس جهة حكومية بميزانيتها ويبقى مابقي له من الزمن دُنما تغيير أو تقدم لطموحات إدارته وموظفيه ، فما بالك بفرد لا يملك سوى المواطنة الحقه والعزيمة الصادقة والصبر والكفاح ومازال وحتى كتابة هذا المقال يتحمل المصاعب لأجل خدمة محافظته.
هذه الشخصية والتي مازالت تقوم بدور إيجابي رغم أنه شارف على السبعين من عمره أو يزيد ، رجلٌ بألف رجل ، رجل بأمة وأمةْ في رجل ،، خدم هذه المحافظة منذ عشرات السنين من ماله الخاص متبرعاً بعددٍ من الأراضي لإقامة عدة مشاريع تعليمية ودعوية ورياضية خلاف متابعته الجهات المختصة لإقامة تلك المشاريع ، فقد احتفا به وقدره كثيراً من المسؤولين من أصحاب الأمانات في الوزارات ذات العلاقة بتحقيق مطالبه للصالح العام ، فنتج عنها إقامة جامع كبير بالمحافظة ، ومجمع مدارس تعليمية من التمهيدي إلى الثانوية العامة للبنين والبنات ، ومعهد علمي ، ومجمع دعوي بكامل محتوياته .
فهو يضرب أكباد الصحاري ويقطع الفيافي والآكام ومابينهما ذهاباً وإياباً براً وجواً لمتابعة ما جرى وما يجري لفتح مدرسة هنا أو إقامة مشروع هناك أو بناء مسجد في ذلك الحي أو دعوة مسؤول لزيارة المحافظة وكل ذلك من وقته وجيبه الخاص ، أعلم أنكم تتشوقون لمعرفة هذا الرجل وحتى لا أطيل عليكم فهو الشيخ الجليل سعد بن بخيت بن محمد الغامدي ، مضى جُل حياته في خدمة وطنه فكانت البداية معاناته في طلب العلم يقطع مسافات طويلة من مقر إقامته مع والده في البر وحتى يصل إلى المدرسة وعندما يعود يشتغل مع والده لرعي الأغنام تارة والإبل تارةً أخرى ثم يذهب مع والده لسقي المزارع بتلك البلدة أنذاك فهو يحب العلم ويتحمل المشاق لأجل ذلك ووالده يجبره بمتابعة الرعي والبقاء بجانبه قصة طويلة مابين رحلة طلب العلم وتلبية رغبات والده ليس مجالها الآن .
نختصر لكم هذه المسيرة بإيجاز لنتحدث عن حاضره وليس الماضي التليد رغم أنه يستحق ذلك التاريخ أن يُكتب عنه بكل مافيه من معاناة وتعب ونصب ، فهو كأي شاب طموح في ذلك الزمن كانت البداية بحثاً عن عمل يساعده على تحقيق أهدافه فكانت البداية موظفاً عسكرياً حتى وصل رتبة رقيب وهو يواصل تعليمه وحصل على الشهادة الجامعية فعُين معلماً ثم بعد ذلك مديراً لعددٍ من المدارس بالإضافة إلى قيامه بالإمامة والخطابه حتى تقاعده من التعليم نظامياً ومن إمامة وخطابة الجامع على حسب رغبته بعد قرابة عشرين عاماً في محرابه وذلك لإتاحة الفرصة لغيره مضحياً بمبلغ مالي آخر كل شهر لأجل التفرغ التام لما بقي من حياته متعبداً لله وزائراً لصلة الأرحام وسعياً لإصلاح ذات البين ، بينما نشاهد بعض الأئمة سامحهم الله يعضون عليها بالنواذج من المهد إلى اللحد .
تاريخه العظيم يحتاج إلى مجلدات ليحكي لنا وللأجيال القادمة تاريخاً من العناء والصبر والكفاح في بداية حياته حتى وصل إلى تحقيق مراده وما تصبوا إليه نفسه من عمل الخير والسعي إليه متحملاً سوء الظن تارة والشكاوى من أعداء التنمية تارة أخرى .
إنني أقترح مجرد إقتراح وليس رأياً ملزماً أن يُكرم هذا الشيخ بتسمية إحدى المدارس أو الميادين تخليداً لإسمه لقاء جهوده القيمة لهذه المحافظة والتي أفنى فيها وقته وشبابه وماله لأجل خدمة الأهالي بهذه المحافظة وأيضاً من باب التشجيع للآخرين ليحذون حذوه ، هو حتما لا يريد من أحدٍ جزاءً ولا شكورا إلا الأجر من الله ثم دعاء المسلمين ، وقد بذل البعض عدة محاولات سعياً لتكريمه ، ولكنه رفض كل تلك المحاولات ، ومازال يحدوني الأمل ببعض الجهات الحكومية مشكورةً فلعلها تُبادر بمشروع بإسمه كشكرٍ وعرفان لهذا الرجل الكبير في سنه وخُلقه وتواضعه وتلك الخدمات الجليلة لهذه المحافظة وتلك الأجيال التي تخرجت على يديه ، فمن يفعلها .
- المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة يناقش تأثيرات الجوانب النفسية والأخلاقية والدينية والثقافية على المرضى
- وزير الاستثمار: الناتج المحلي للمملكة ارتفع بنسبة 50% منذ إطلاق رؤية 2030
- لا تحرموهم منه.. دراسة تكشف تأثير الإنترنت على الصحة العقلية لكبار السن
- عدم الالتزام بوقت العلاج.. “أخطر 4 أشياء تقوم بها عند مرضك” تكشفها “سعود الطبية”
- المرور السعودي: استقبال طلبات إنشاء 9 مدارس لتعليم القيادة مستمر حتى 13 ديسمبر
- “الغذاء والدواء”: منتجات “شبيه الحليب” آمنة ولا تشكّل أيَّ خطورة
- “الضمان الصحي”: الوثيقة الأساسية تغطي تكاليف جراحة السمنة بهذه الحالة
- انتبهوا.. هذه الفيتامينات تحفّز نمو الأورام وانتشارها
- هيئة تطوير منطقة مكة تطلق أعمال المسوحات الميدانية لمحافظات المنطقة
- طقس الإثنين.. توقعات بهطول أمطار رعدية تودي إلى جريان السيول على عدة مناطق
- تعليم الطائف يعتمد الدوام الشتوي للفصل الدراسي الثاني
- الفائزون بجوائز المسؤولية الاجتماعية للأندية للموسم 2023-2024.. “ماجد عبدالله” و”الهلال” في المركز الأول
- جدة تستضيف أول حدث دولي للكريكيت.. مزاد اللاعبين لبطولة الدوري الهندي الممتاز للعام 2025
- “هيئة العناية بالحرمين” تثري تجربة الطفل الروحانية بالمسجد الحرام
- نهج تعاوني.. “الصحي السعودي” يوضح المقصود بمفهوم “الصحة الواحدة”
بقلم : عائض الشعلاني
رجلْ بألف رجل
20/05/2020 12:20 ص
بقلم : عائض الشعلاني
1
291657
(0)(5)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3386751/
التعليقات 1
1 pings
Saad Alghamdi
20/05/2020 في 5:00 ص[3] رابط التعليق
رجل يستاهل التكريم من جميع قبائل غامد وخاصة محافظة العقيق وفقه الله وجزاه الله خيرًا فهذه تعتبر صدقة جارية إن شاء الله
(0)
(0)