تعتبر الحياة الإنسانية عالم مليء بالمتغيرات والمتناقضات، فليس لهذه الحياة شكلٌ ثابت أو نظام معين تسير عليه كما إن الحياة النفسية والاجتماعية للفرد الواحد أو لأفراد المجتمع لا تسير بنفس الشاكلة على الدوام، فهم اليوم سعيدين، وغداً يواجهون مشكلةً، تسبب لهم الضيق والقلق. ومن الشائع أنه مع انتشار أي أزمة سواء كانت صحية أو اقتصادية أو سياسية تهدد حياة المجتمع والكائن البشري فإنها بالتالي ستولد أزمة نفسية أو اجتماعية تصيب الأفراد بالخوف والتوتر والقلق والانفعال مما يسبب لهم العديد من الاضطرابات النفسية والاجتماعية.
إن التباعد الاجتماعي في ظل وجود أزمة كورونا يعتبر الحل الرئيسي في التعامل مع الأزمة من قبل أفراد المجتمع وذلك من خلال مساعدة الأفراد على مساعدة أنفسهم في مواجهة هذه الازمة، كما أن لوسائل الأعلام دور بارز وفعال في تقديم النصائح والتوجيهات من خلال توعية المجتمع من مرض كورونا ومواجهة الصعوبات الرئيسية والتغلب عليها.
ونظراً لانتشار مرض كورونا على مستوى العالم بشكل عام، وفي المملكة العربية السعودية بشكل خاص، وما قد يسبب من أزمات ومشكلات نفسية واجتماعية بسبب التباعد المكاني والانعزال في المنزل ولظهور العديد من أفراد المجتمع المتأثرين نفسياً واجتماعياً إما بظروف العزل الصحي في المنازل والمستشفيات أو بسبب اجراءات الحظر الجزئي والكلي دعت الحاجة إلى التغلب على الآثار السلبية الناتجة عن مرض كورونا وذلك بممارسة العادات الايجابية من خلال التواصل و التقارب الاجتماعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي واستغلال الوقت بما يعود بالفائدة على الأفراد والتي تساعدنا على التأقلم مع الظروف الراهنة والتخفيف من الضغوط حتى زوال هذه الجائحة.
بقلم : فهد محمد العنزي