كورونا وباء خطير وجائحة عظيمة اجتاحت العالم على حين غرة فغيرت المفاهيم السياسية و بدلت العادات الاجتماعية وقلبت كل أجندات كبار الساسة وبدلت أولويات أساطين الاقتصاد مما أدى إلى الكشف عن الوجه القبيح لأكذوبة الحضارة الغربية (حقوق الإنسان ) التي تشدق بها ساسة ومفكرو الغرب كثيراً
عند الأزمات الشديدة تنكشف الأقنعة الزائفة وتزول الأكاذيب وتظهر الحقائق المرة مهما حاول المدلسون إخفاءها فالحق ظاهر والباطل زاهق بإذن الله .
عندما اجتاح وباء ( #كورونا ) الغرب المتحضر بإمكانياته الاقتصادية الهائلة وبتقدمه الصحي الكبير لم يستطع قادته ( ساسةً و مفكرين ) مقاومة آلة الفكر الاقتصادي الرأسمالي المتحكمة في مفاصل النظام الاقتصادي والسياسي في بلدانهم مما دعاهم إلى القول بفكر المناعة الجماعية (مناعة القطيع) ولم يبادروا إلى فعل ما يجب عليهم عمله من إجراءات احترازية خوفاً من تأثُّر عجلة الاقتصاد في بلدانهم غير آبهين بما قد ينتج عن ذلك من موت أو مرض الآلاف من البشر متناسين دعواتهم لحقوق الإنسان والسلوك الحضاري مما أدى إلى تفشي الوباء في بلدانهم حتى انهار النظام الصحي في أوروبا وأمريكا حتى أنهم ولم يستطيعوا تلبية احتياجات الآلاف من مواطنيهم للرعاية الصحية والعلاج ناهيك عن تأمين أساليب الوقاية من كمامات أو قفازات أو معقمات أو حجر صحي ونتيجة لعدم قيامهم بالإجراءات الاحترازية اللازمة عجز نظامهم الصحي المتطور عن استيعاب الأعداد الهائلة من المصابين فتركوا الناس تموت بالآلاف في الشوارع أو ردهات المستشفيات فأين الإنسانية ؟! وأين حقوق الإنسان ؟ لقد تركت الحكومات الغربية مواطنيها يواجهون مصيرهم المحتوم .. مفضلة الحفاظ على البناء الاقتصادي المادي على الحفاظ على الإنسان فالبشر لاقيمة لهم في ميزان الغرب المتحضر فأين هي قيمة الإنسان أيها الغرب البائس ؟ المتشدق ! .
في الوقت ذاته برزت جهود حكومة بلادنا المباركة حين اتخذ خادم الحرمين الشريفين كافة الإجراءات الاحترازية واضعاً نصب عينيه صحة وسلامة المواطن والمقيم منطلقاً من مبدأ ثابت لايتغير (( الإنسان _أولاً )) [ أمنه .. سلامته .. صحته .. تأمين احتياجاته المعيشية .. ] فأمر حفظه الله بتعليق الدراسة وحظر السفر وتعطيل العمل وإغلاق المناطق حتى الجمعة والجماعات علقت تعليق موسم العمرة كل ذلك حرصاً على سلامة المواطن والمقيم ولم تتأخر دولتنا في اتخاذ أي اجراء فيه مصلحة المواطن والمقيم متحملة الآثار الاقتصادية الناجمة عن تلك الإجراءات دون خوف أو حساب للعواقب التي قد تنتج عن ذلك .
ولم تقف دولتنا المباركة عند ذلك بل دعمت الاقتصاد الذي تأثر نتيجة لحزمة الإجراءات الاحترازية ب 15 مليار ريال مع تحمل الدولة 60 % من رواتب الموظفين السعوديين في القطاع الخاص مع تحملها كافة تكاليف العلاج والحجر الصحي للمواطنين والمقيمين حتى مخالفي نظام الإقامة شملتهم عناية حكومتنا الرشيدة .. مع تكفلها بإقامة جسر جوي لنقل المواطنين الراغبين في العودة إلى أرض الوطن مع إقامة الحجر الصحي في نزل فندقي فاخر .
إن الموقف العظيم الذي وقفه خادم الحرمين الشريفين وفقه الله موقف خالد أكد المواقف السابقة لمملكتنا مملكة الإنسانية .. مملكة الحزم .. مملكة العدل
.. مملكة يقوم دستورها القرآني على صلاح الفرد كأساس لبناء الجماعة الصالحة نحو بناء أمة متحضرة ترعى حقوق أفرادها وتقوم بمسؤولياتها كاملة في كل وقت مهما اشتد الامر ومهما ادلهمت الخطوب .
هكذا هي الدول الرائدة تظهر مواقفها الناصعة البياض عند الشدائد وقد ظهر لكل منصف الفرق الشاسع بين موقف مملكة الإنسانية ( المملكة العربية السعودية ) التي جعلت الإنسان أولاً و بين مواقف الغرب المتشدق الذي طالماً أزعج العالم بأكذوبة (حقوق الإنسان) بينما حقيقة موقفهم ان مصالح الرأسماليين هي الأساس والإنسان عجلة تدار بها المصالح الرأسمالية .
شكرًا خادم الحرمين الشريفين .. شكرًا ولي العهد الأمين .. شكرًا أبطال الصحة .. شكرًا رجال الأمن شكرًا لجميع أبناء هذا البلد المبارك لقد أثبت بلدنا أنه بلد الأمن والسلام بلد تصان به كرامة الإنسان وتحفظ حقوقه يحق لنا أن نفتخر بأننا سعوديين يحق لنا أن نفتخر بأننا ننتمي لهذا البلد المبارك الذي حاز على قصب السبق في كل خير وكانت له فدم صدق في كل برٍّ ومعروف .
عاشت بلادنا وحفظ الله قيادتنا وأدام الأمن والأمان والصحة على جميع أبناء وطننا .
أسأل الله أن يرفع البلاء ويدفع عنا الوباء وأن يكشف الغمة عن الأمة .. حفظكم الله .
——————————————-
الكاتب : سَمَّاح سالم الداموك الرشيدي