الحمد لله مقدّر الأقدار .. والصلاة والسلام على نبيه سيّد الأخيار ..
تقتضي سنن الله عز وجل في خلقه أن تمر بهم الجوائح والمحن ، وتعصف بهم النوازل ، ولا سبيل لتجاوزها سوى التعلُّق بالله والرضا بالقدر واللجوء إليه بأن يكشف الغمّة ويجلي البلاء .
وفي هذا الوقت من عمر التاريخ تعصف بالعالم جائحة كورونا التي هزت العالم وأربكت توازنه .
لكننا في هذه البلاد العظيمة ننعم بكوننا مؤمنين بالله عز وجل إيماناً راسخاً يجعل من هذه الملمات والنوازل والمحن لحظات تجديد لوازعنا الإيماني .
وقد جاءت كلمة سيدي خادم الحرمين الشريفين معززة لهذا السياق الإيماني الذي يمثل سبيلاً لنا لنعبر هذه الأزمة بيقينٍ وثبات .
وكان خطابه يحفظه الله باعثاً على هذه الجوانب الإيمانية العظيمة في النفوس وهنا تتجسد حكمة القائد العظيم وعمق تأثيره .
والوطن بأسره يقف إجلالاً لهذا الموقف الذي تجلّى فيه إلهام قائد حديثه مليء بالوضوح والصدق والصراحة وشمولية الطرح والثقة في القدرة على مواجهة أحلك الظروف بالعزيمة والصبر والتكاتف والتعاون .
ولم تغفل كلمته - يحفظه الله - ما يعنيه المواطن للقيادة فهم اهتمامها الأول ، وهاجسها الأكبر وصحته وسلامته أعلى الأولويات .
وهكذا تدار الأزمات بالثقة في النفس وبتحديد الأولويات وتحديد المهام حين أكد - حفظه الله - على دور المجتمع وضرورة إسهامه الكبير في دعم جهود الدولة بالالتزام بالتعليمات الصادرة من الجهات المعنية وضرورة التحلي بروح الإيجابية والإيمان بحقه في الحياة .
ولقد كان قائد الأمة يقدم النموذج في كيفية حضور القائد الملهم الذي يذكي روح العطاء ويشجعه ويثمن دوره ، حين أثنى على أبطال الصحة وجهودهم وكذلك ما يقوم به رجال الأمن الأوفياء وكافة القطاعات من جهود لأجل وطننا الحبيب .
إنه حضور ملهم في وقت عاصف ، والوطن في هذه الملمة أمام مهمة صعبة تحتاج من الجميع أن يقفوا بشجاعة وأن يتحملوا مسؤولياتهم الوطنية .
وهنا نجدد العهد والولاء للقادة والوطن ونثمن كل هذه الجهود العظيمة لأجل هذا الكيان ونعد بأن نكون في ميادين التعليم جنوداً تبذل غاية جهودها بكل إخلاص من أجل استمرار رحلة الأجيال التعليمية وسنعمل وفق توجيهات القيادة على أن نصنع في نفوس الأجيال ذكرى لايمحوها الزمن في كيفية صناعة جيل واعد يتسلح بالإيمان بالله معتزاً بدينه يقف خلف قيادته ويعمل لأجل الوطن في مختلف الظروف ، وهذه المرحلة من عمر الوطن فرصة لصناعة جيل لا تهزمه كل الظروف .
حفظ الله بلادنا من كل مكروه وأمد قادتنا بالعون والنصر والتمكين .