بسم الله والصلاةُ والسلام على رسول الله ، وفي هذه الأيام؛ يواجهُ العالمُ َمرضاً ُمعِْدَيًا، تتجَلى فيه عظمة الله وقدرته ، عندما خلق فيروساً لا يُرى بالعين المجردة ليكون حديث العالم بأسره !
ولنا بذلك عِدّة معاني عظيمة ..
الأول : الله تبارك وتعالى هو خالقٌ الأسباب وربٌ الأرباب ، وخالقٌ الداء والدواء ، يقول ﷻ ( وَإِنْ يَمْسَسْك اللَّه بِضُرٍ فَلَا كَاشِف لَهُ إلَّا هُوَ ) ، أي أنه تبارك وتعالى بيده رفع البلاء ولا كاشف لهذا الداء إلا من أوجده وهو الله سبحانه ..
الثاني : هل يدعونا المرض لمحاسبة النفس أمّ أن الأمر سهلٌ لينٌ ولابأس عليه ! ونأخذ الأمر كأنه موضوع كوني أتى وسوف ينجلي عنّا عما قريب !
الأمر ليس كما تتوقع تماماً بل هو أكبر من ذلك ! ألم تتدبّر قوله ﷻ ( ظَهَرَ الْفَسَاد فِي الْبَرّ وَالْبَحْر بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاس لِيُذِيقَهُمْ بَعْض الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) ، هي أيةٌ وعبرةٌ لي ولك ، وفرصة حتّى نتأمل أحوالنا هل نحنُ نسير بالطريق الصحيح أم أن الطريق تصيبهُ الشوائب ! وفرصة لمحاسبة النفس !
لأن ما أصابنا هو بسبب ذنوبنا ومعاصينا وإسرافنا في أنفسنا !
وهل تأملت معي قوله ﷻ ( وَمَا نُرْسِل بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ) ، يريدُ الله تخويفنا حتّى نعود ونرجع ونحاسب أنفسنا وما الدنيا إلا كمثلِ رجلٍ ماضٍ في طريق ثم مكث تحت ظلِ شجرة وما سيأتي وقت إلا وسيذهب ! فهل تدبرنا ! هل تفكرنا !
الأيات البينات تمر علينا كل يوم ولا تُحرك فينا ساكننا ! ما الذي حدث !
وأعلم أن أمرك محسوم كما أخبر الصادق المصدوق في حديث ابن عباس رضي الله عنهما ( وأعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطئك لم يكن ليصيبك ) ، فقط إطمئن ووكّل أمرك له تبارك وتعالى وأعمل بالأسباب ..
الحل : هو العودة إليه بقلوب صادقه منيبة متبتلّة خاشعة ترجوا ما عنده تبارك وتعالى ، فقط سلّم أمرك وتوكل عليه وعد إليه وأبشر بكّل خير .
التعليقات 2
2 pings
غير معروف
23/10/2020 في 9:06 م[3] رابط التعليق
جزاك الله خيراً شيخنا
(0)
(0)
حمد ال رياش
23/10/2020 في 9:07 م[3] رابط التعليق
جزاك الله خيراً شيخنا
(0)
(0)