إنتشار فايروس كورونا وضع العالم أمام أزمة حقيقية ومحك كبير، وبات على كل دولة أن تفكر في كيفية حصر هذا الوباء وتضييق الخناق عليه، وكان الحل المتفق علية هو حل عمر بن العاص رضي الله عنه (العزل)
رأينا عزل للأفراد ومن ثم المناطق ولكن السؤال الكبير ما مدى قدرت العالم على تحمل العزل الأكبر (عزل الدول)، هل الدول قادرة على الإكتفاء الذاتي من الموارد المتاحة لديها!!
سوف نجيب عن هذا السؤال بعد أن ننظر لمدى قوة مواردنا الأساسية الذاتية ونسبة ندرتها ولنأخذ بشكل بسيط أهم مورد على وجة الكوكب ألا وهو الماء على سبيل المثال، ونرى قدرة الدول الشرق أوسطية بتحديد على توفيرة لنجيب على الفرضية السابقة
يقول كيري أندرسون ، استشاري المخاطر السياسية ، إن المخاوف المتعلقة بالمياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من المرجح أن تؤدي إلى إثارة الاضطرابات المدنية الداخلية و "تفاقم" قضايا أخرى غير التسبب في نزاع عبر الحدود (وذلك في الوضع الطبيعي أي بعيد عن إضافة عنصر الوباء للموقف)، أكمل وصفًا لندرة المياه على أنها "عامل مساهم في تصاعد الأعمال العدائية" على المستوى الإقليمي
وقال أندرسون أيضاً: "هناك أدلة قوية على أن الجفاف الشديد الذي طال أمده ساهم في أسباب الحرب الأهلية السورية ، جزئياً عن طريق تشجيع الهجرة من المناطق الريفية إلى المدن".
ويضيف وليد الزباري ، منسق برنامج إدارة الموارد المائية في كلية الدراسات العليا في المنامة ، البحرين ، إن قرابة مليون شخص تأثروا بالجفاف الممتد في شمال شرق سوريا بين عامي 2006 و 2009.
وأضاف زوباري أن هذا النزوح الجماعي للأشخاص من مزارعهم بحثًا عن ملجأ في المدن ساهم في الظروف التي أدت إلى اندلاع الحرب الأهلية السورية.
وقال إن التنافس على موارد المياه الشحيحة موجود في فلسطين كذلك ، مشيرا إلى أن إسرائيل مارست سيطرتها الكاملة على موارد المياه في الضفة الغربية منذ عام 1967 ، بما في ذلك الإمدادات من نهر الأردن ومستودعات المياه الجوفية الجبلية.
ووفقًا لزوباري ، فإن دارفور في غرب السودان مثال آخر ، حيث أدى تقلب المناخ وندرة المياه وفقدان الأراضي الخصبة إلى تفاقم المشاكل السياسية في المنطقة ، الناجمة عن التوترات العرقية ، لإشعال حرب أهلية طويلة الأمد.
وقال "المياه أصبحت بشكل متزايد مصدرا إضافيا للتوتر في منطقة غير مستقرة بالفعل" ، مشيرا إلى أن الماء أصبح الآن قضية أمن قومي
إذاً نحن بالفعل أمام أزمة ندرة في مورد أساسي لا نستطيع توفيره إلا عن طريق المصانع التي قد لا تسد حاجة كافة السكان في حال قررت الدول العزلة، وبهذا تكون الإجابة عن السؤال السابق واضحة جداً الاء وهي أننا لم نفكر في يوم أن نكون تحت هذا الظرف، لهذا نحن لسنا مستعدين لمواجة أشياء أقل بكثير من وباء.