إن العمل التطوعي في هذا الزمان مهم للغاية، وإذا تميز بالتنظيم وعدم ضياع وقت المتطوع، والاستفادة من الخبرات والمهارات المختلفة، والاحترام المتبادل، والتكريم المناسب فإن العمل التطوعي سيكون دعامة قوية لا غنى عنه بالنسبة للعمل الخيري.
لذا , يعد التطوع مجالاً للتدريب على الحياة العامة، واكتساب الخبرات التي تساعد على القيام بالعمل المطلوب؛ فهو مدرسة تتيح للمتطوعين الإحساس بمشكلات الآخرين، فالعمل التطوعي يفخر به كل إنسان، بل ويدافع عنه.
إن مجموعة المتطوعين لا تلقى الاهتمام المطلوب من قبل كثير من الجمعيَّات والمنظمات الخيرية في العالم الإسلامي خاصة، مع أنهم يملكون طاقات هائلة تكاد تقوم بالعمل الخيري.
ومن المعلوم أن التطوع جهد يبذل من أي إنسان بلا مقابل لمجتمعه، بدافع منه للإسهام في تحمُّل مسؤولية الجمعية أو المنظمة أو الجهة التي تعمل على تقديم الرعاية الاجتماعية.
وعليه فتكمن أهمية العمل التطوعي في كونه يوفر الفرصة للمواطنين لتأدية الخدمات بأنفسهم؛ مما يقلل حجم المشكلات الاجتماعية في المجتمع،
كما يتيح الفرصة للمواطنين للتدريب على الإسهام في الأعمال، والمشاركة في اتخاذ القرارات.
إن التطوع ظاهرة مهمة للدلالة على حيوية الناس وإيجابيتهم، ولذلك يؤخذ مؤشرًا للحكم على مدى تقدم الشعوب والمجتمعات.
إن للعمل التطوعي مزايا عديدة؛ منها: إكساب المتطوعين خبرات مَيدانية وإدارية في العمل الخيري، وتوجيه الطاقات البشرية لصالح المجتمع.
فإن قيل: ما هي مهام المتطوع؟ نقول يوجد في الجمعيات والهيئات والمنظمات الخيرية كثير من المهام والأعباء التي تحتاج إلى متطوعين؛ كإدخال المعلومات في الحاسب الآلي، وتجهيز الملفات للمتبرعين..إلخ.
لذلك كان على الجمعيات والهيئات الخيرية أن تحسن اختيار المتطوع، وتضعه في المكان المناسب لقدراته واستعداداته، وإمكاناته المختلفة، وفي كل المتطوعين خير؛ لأننا نوجِّه المتطوع حسب طاقاته وإمكاناته المعنوية والنفسية والفكرية.
فإن قيل: كيف يمكن للجمعيات والهيئات الخيرية أن تستقطب المتطوعين وتحافظ عليهم؟ نقول: يمكن استقطاب المتطوعين عن طريق الدعاية والإعلان في الوسائل الإعلامية، أو عن طريق الأفراد، أو عن طريق المتطوعين أنفسهم.
وإذا كان سهلاً استقطاب المتطوعين، فإن الحفاظ عليهم أمر صعب؛ إذ إن أي إهمال من الهيئات والجمعيات للمتطوعين أو أي فشل في فَهْم نفسيَّاتهم، وتقدير جهودهم قد يسبب خروج المتطوعين أو انقطاعهم عن العمل الخيري.
ومن ثَمَّ فينبغي على الهيئة أو الجمعية الخيرية أن تحافظ على متطوِّعيها؛ من خلال التقدير المادي والمعنوي، المتمثل في المكافآت والحوافز المادية والشهادات التقديرية،وخطابات الشكر، إلى غير ذلك من الأمور التي تميز المتطوع عن غيره.
وختامًا يمكن أن نبرز أهم دعائم وعوامل نجاح العمل التطوعي في حقول العمل الخيري داخل الجمعيات والهيئات والمنظمات الخيرية، فيما يلي:
(1) الرغبة الصادقة من المتطوع عند قيامه بالعمل التطوعي.
(2) الاحترام والتقدير المتبادل بين المتطوعين والهيئات والجمعيات الخيرية.
(3) إدراك المتطوع لأهمية التدريب وأثره في اكتساب الخبرات والمهارات.
(4) تكريم المتطوعين وتقديم الشكر والتقدير لمن قدم خدمات تطوعية مهما كان حجمها.
(5) الدور الإعلامي الذي يوضح أعمال وجهود المتطوعين، وآثار تلك الأعمال والجهود.
إن الواقع لا يتطلب المتطوع المتفرغ الذي يعطي جُلَّ وقته وجهوده لجمعيته، ولكن يجب أن نقدِّر كل جهد ولو كان يسيرًا وفي أي صورة من الصور.
أ . د / زيد بن محمد الرماني
ــــ المستشار الاقتصادي
وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التعليقات 1
1 pings
محمد الشيخلي
23/02/2020 في 11:07 م[3] رابط التعليق
اذا علم من يسلك الجانب الخيري والانساني عِظم عمله ومنزلته عند الله ، فانه سيبذل ويقدم كل قواه من اجل نيل هذه الدرجات العلى عند الله جل وعلى، وكذلك الجهات المسؤوله اذا استشعرت عظم الامر والمجال العظيم النفع الذي تعمل به فانها ستقدم وتطور ادواتها ومواردها البشرية وتحاول ان تستفيد من كل الخبرات من اجل ايصال الرسالة الانسانية
(0)
(0)