في الحكايات القديمة قيل إن أعرابياً كان مسافرا ومعه من المتاع الكثير الذي يعجز عن حمله جمل واحد، لكنه رغم ذلك لم يعبأ وظل يكدس ويضع حاجاته وأشياءه فوق الجمل دون اكتراث.
ومع استمراره في ذلك الوضع، بقيت كومة من القش التي لا تزن كثيرا، لكنه خوفا من حدوث مكروه، جعل يضع القش قشة وراء قشة بهدوء وتأن والجمل كان صامدا يقاوم ثقل الحمل.
وما إن وضع آخر قشة حتى انهارت مقاومة الجمل وسقط ميتا من ثقل حمله، لتتناول العرب على مر الزمن المثل الشهير "القشة التي قصمت ظهر البعير".
وبشكل عام عندما تحدث أي كارثة فإن هناك سعياً بطبيعة الحال إلى تحديد السبب الرئيسي وراءها حتى يصبح من الإمكان تجنب وقوع أخرى!
وأثناء السعي لمعرفة ما حدث غالباً ما يفضل الإشارة إلى سبب واحد قوي يمكن تحديده بسهولة، غير أن الكثير من الكوارث لا يمكن عزوها إلى سبب واحد واضح!
مابين السطور السالفة ، اقتباسات من معادلة (الصعود إلى الهاوية ) ونتاج بعض التجارب الواقعية والدراسات العلمية!
ومقدمة لإشارة استلمتها من رجال الحد الجنوبي ابثها لتذكير والذكرى تنفع المؤمنون ، لهيئة الطيران المدني ؟
مع أمل عريض أن تدفعهم إلى اتخاذ خطوات جريئة ، نحو الرفق بالمسافرين من جنود الوطن المرابطين في الركن القصي منه ، والذين اجبرتهم طول المسافات للجوء إلى كنف الرحلات الجوية قصراً لا ترفاً!
محملين بحقائب سفر تغص بكم كبير من الأعباء الثقيلة التي يحملونها على أكتافهم أين حلوا وأنا رحلوا.
والمتمثلة بالدفاع عن الدين والوطن ومقدراته والتي من ضمنها ، هيئتكم الموقرة، إضافة إلى حقائب خفيه بين أضلعهم مشحونة بقسوة الغربة عن الأهل والأبناء!
فتذاكر السفر الجوي صادمه بكل ما تعنية هذه الكلمة ، فلا تخلقوا منها القشة التي تقصم ظهر ذاك الجندي المكافح ذوداً عن ثرى الوطن !
فقد استنبطت من بعض مشقاتهم أن قيمة بعض التذاكر المباشرة من مطار جيزان الموازي للحد الجنوبي لبعض المطارات الداخلية تتجاوز ( 2500) ريال!!
ألا يستحق جندي الحد وحائط الصد على ثغر الوطن لتذكرة مجانية، أو على الأقل تذكرة رمزية تُعبر له عن قليل وفاء ، وشيء بسيط من رد جميل ومشاركة في حمل بعضاً من اثقاله ، تخلق داخله إحساس بأن هناك من يشعر به ويشاركه همه ..
أتمنى أن لا يكون الرد بأن لهم تذاكر مخفضة فعند الحجز يتم البحث عن أعلى قيمة ليتم تطبيق التخفيض عليها حسب ما فهمت!!
بقلم/ محمد بن جهز العوفي.
التعليقات 1
1 pings
غير معروف
31/01/2020 في 11:15 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خير ونفع الله بك وأثابك الله وكثر الله من أمثالك .
(0)
(1)