تمثل ” المرحلة الخامسة ” من رالي داكار في نسخته الـ 42 والذي انطلق مساء السبت الماضي من جدة كأول نسخة له في آسيا بعد احتكار 30 عاماً في قارتي إفريقيا وأمريكا الجنوبية ، من ابرز المراحل وأصعبها لوعورتها لا سيما أنها تمر وسط اجزاء من النفود الكبرى في منطقة حائل ، وتشهد هذه المرحلة اهتماماً كبيراً من قبل محبي هذه الرياضة التي بدأت بمنطقة الشرق الأوسط في الثمانينيات الميلادية وكان أول رالي دولي في أسيا اقيم في سلطنة عمان عام 1982م، وأقيم أول رالي خليجي في الكويت عام 1975م، ومن هناك انطلقت راليات الشرق الأوسط رالي عمان، رالي الكويت، رالي الفراعنة بمصر، رالي سوريا، رالي لبنان، رالي الامارات، رالي الاْردن، ثم رالي حائل الدولي الذي انطلق عام 2006 كأول رالي بالمملكة واستمر إقامته كل عام ، قبل أن تتوالى الراليات في المملكة مثل رالي الشرقية ورالي عسير ورالي العلا نيوم ورالي القصيم .
ويتزامن إقامة رالي داكار الذي يشارك فيه 556 سائقًا من 62 دولة حول العالم مع فعاليات موسم حائل 2019م التي تتجاوز فعالياته 40 فعالية متنوعه وتشهد اقبالاً كبيراً من الزوار تجاوز الـ 50 ألف زائر في اسبوعه الأول، كون مرحلته الخامسة جزءاً من فعالياته التي تشرف عليها الهيئة العامة للرياضة.
وينتظر أن يزحف مئات من محبي هذه الرياضة إلى مرحلة وصول المتسابقين في مدينة جبة شمال حائل 100 كم لإستقبال المتسابقين العالميين والاحتفاء بهم والذي يعد ابرزهم المتسابق ستيفان بيترهانسل البطل التاريخي في رالي داكار ويعتبر “سيد داكار” حيث يشارك باستمرار منذ 30 عاما، وناصر العطية الذي شارك 14 مرة في رالي داكار ، وفيرناندو ألونسو بطل الفورمولا 1 ، والمتسابق الذي يبلغ 57 عاماً كأكبر متسابق في الرالي وذو خبرة واسعه ، وكذلك والسعودي يزيد الراجحي والذي يملك خبرة بالصحراء السعودية اكثر من سواه.
وفي السياق نفسه ترتدي حائل ثوب «العالمية» من جديد بعد مرور أبطال العالم في الراليات من المشاركين برالي دكار الدولي بالكثبان «الرملية» في حائل والتي تحولت في فترة زمنية قصيرة لأكبر وأهم مدينة سعودية وخليجية في منطقة الشرق الأوسط بعدما نجحت في استضافة الجولة الافتتاحية من بطولة العالم للباها، قبل نحو عشرة أعوام , تحت مسمى رالي حائل الدولي 2010م ، والذي جاء بعد سنوات طويلة وعشاق رياضة السيارات في مدينة حائل ينتظرون نافذة يطلون بها على العالم، لإبراز مواهبهم وقدراتهم الفنية والإدارية والتنظيمية، فكان رالي حائل هو الحلم الذي تحول لحقيقة في فترة وجيزة حولت حائل لعاصمة الراليات الصحراوية وملتقى أبطال العالم على مدار العشر سنوات الماضية.
وانطلق السباق «العالمي» في 5 يناير ويستمر حتى 17 يناير، وسط مساحات شاسعة من الصحراء و طرقات وعرة و250 متراً من الكثب المرتفعة ستكون ممراً إجبارياً لأي متنافس يأمل في بلوغ خط النهاية.
وتبلغ المسافة التي يمتد فيها رالي داكار السعودية 2020، 7.8 آلاف كيلومتر من صحراء المملكة الواسعة وغير المكتشفة، وستكون نقطة الانطلاق من جدة تسير خلالها الفرق مسافة 752 كيلومترا عبر الكثبان السريعة المتعرجة قبل أن يستمر التحدي الصعب إلى الشمال لقرابة الـ900 كيلومتر، عبر مشروع البحر الأحمر حتى يصل إلى مدينة نيوم المستقبلية، حيث تصل الرحلة الشيقة التي تتخللها سلسلة من الوديان والجبال إلى أعلى نقاطها بارتفاع 1400 متر.
وسيمر السائقون وفرقهم المشاركة في رالي داكار السعودية 2020 بمنطقة من الرمال والحصى تمتد لمسافة 676 كيلومترا، خلال رحلتهم الصعبة من نيوم إلى العلا في المرحلة الرابعة من السباق، قبل أن يتوجب عليهم اختبار قدراتهم الملاحية عند مرورهم على التلال الرملية في حائل في طريقهم المنحدر صوب العاصمة السعودية.
وسوف يحصل المتسابقون على يوم راحة في مدينة الرياض قبل أن تستأنف الرحلة باليوم الأطول من أيام الرالي من حيث المسافة، حيث يمضي المشاركون في طريقهم لمسافة 741 كيلومترا، وينعطف مسار السباق تجاه الغرب في وسط صحراء المملكة الشاسعة قبل الالتفاف للخلف والمضي شرقا تجاه منطقة حرض في محافظة الأحساء، وهو ما يعني دخول منطقة الربع الخالي، ثم الاقتراب نحو خط النهاية في القدية وهي الوجهة المتخصصة في الترفيه والثقافة والرياضة والتي ستشهد تتويج الفائز برالي داكار السعودية