أعترفُ بدايةً بأنّني تردّدتُ كثيراً قبلَ البدءِ في كِتابةِ مقالي هذا ، خَشِيتُ أن يبدو في نظرِ "البعضِ" تَجاوزاً لحدود اللياقةِ في الخطاب ، أو أنّ فيهِ "تَعدّياً على بعض الشخصيّات الإعتباريّه ، وما علِمَ "هؤلاءِ" أنّنا نحنُ ، من يقفُ على خطِّ الدّفاع الأوّل ضدّ كلَّ من تُسوّل له نفسهُ المساسَ برموز هذا الأهلي على مدى تاريخِه .. أمّا الشّواهدُ فهي كثيرة وحِبرُها لم يجف بعد !!
لكنَّنا في نفسِ الوقت ، نُؤمنُ على الدّوام ، أنَّ كلَّ إنسانٍ يُؤخذُ مِنهُ ويُرَدْ ، وألاّ أحَدَ فوقَ النّقد !!
سيّدي الرّئيس ، لعلّهُ من "حُسنِ حظّكَ" أنْ أكونَ ممّن يعشقونَ العملَ في الضّوضاء ، فقد أمضيتُ جلَّ عُمُري مُتنقّلاً بينَ هديرِ معاملِ الغازِ ومصافي النّفط .. كانت أصواتُها بالنسبةِ لي ، أطرَبَ من أصواتِ البلابل وخريرِ جداولِ المياه .. أذكُرُ مرّةً أنني استبدلتُ جهازَ تكييفِ الهواء في منزلي ، لا لشيئ إلاّ لمجرّدِ أنَّهُ من ذلكَ النّوع "الهادئ" السّاكنِ وأنا لا أحبُّ السكون .. أستبدلتُهُ بآخر يُصدرُ ضوضاءَ "بيضاء" ، تُغطّي على تلكَ التي كانت تأتيني من "بيتِ الجيران" !!
• سيّدي الرّئيس ، إنْ كنتُ فيما مَضى أحسُدُكَ على " صَمتِك "، فذلكَ لأنني كنتُ أسمعُه، إلى أَنْ أتى اليومُ الذي أُشفقتُ فيهِ عليكَ وعلى نفسي ، من "صوتكَ" الذي لم يَعُدْ له "صوتَ" !!
• سيّدي الرّئيس ، لعلّكَ قَدْ عَرفتَ الآن أنَّ مَنْ أخبرَكَ أنَّ "السكوتَ من ذهب" قَدْ كَذبَكْ ، كانَ "حكواتيّاً".. مَلَّ صاحِبُهُ ثَرثَرتَه ، فأبدلَهُ الفضةَ بالذّهبِ كي يسكت !!
• ها أنتَ أخيراً قد عَرفتَ الطريق ، أُصمُتْ فقط ، حينَ يكونُ الصّمتُ أبلَغَ وأنفَعْ ، واصرُخْ بملء فِيكْ ، حينَ تطغى "الضّوضاءُ" عل كلِّ شيئ !!
• يا "صائغَ الذّهب" ، مثلكَ يعرفُ ولا ريب ، أنَّ المعدنَ النفيسَ ، لا بدَّ أن يخالطَهُ بعضُ الخَبثِ والشّوائب ، أوقِدْ أفرانكَ أيّها "الصّائغ" إنْ كانَ لكَ من إسمكَ نصيبْ !! ، ضَعْ بها كلَّ شيئ ، إبتداءً من البوابِ الذي يقِفُ على البوّابةِ الجنوبيّه ، مروراً بجميع اللاعبين والإداريين ، وانتهاءً بكلِّ من لَهُ علاقةٌ بأمرِ هذا الأهلي !! نريدُ أَنْ نرى اللهبَ يخرجُ من فُوّهةِ الفُرْن ، مصطحباً معهُ ذلكَ "الدُّخانَ الأسود" الذي طالما حجبَ عنّا الرؤيةَ فأصبحنا كَمن يتلمّسُ طريقهُ وسط الظّلام ، حتّى إذا ما بَقِيتَ "أنت وصاحبُك" ومعكما ذلكَ الذّهبِ الخالص حتى وإن كانَ قليلاً .. إنهضا واطْوِيا معاً كلَّ صفحاتِ الماضي ، وانطلقا في طريقٍ جديدٍ على بركةِ الله !!
• أمّا أنتَ يا "سُموّ الأمير منصور" فلا بُدَّ أنَكَ تعلمُ وأنتَ "الخبير" ، أنَّهُ ما مِنٌ سفينةٍ في البحر ، إلاّ وعلى ظهرها "رُبّانٌ" ماهر ، يُعِينُ "قائدَها" كي تعبرَ الامواجَ وتُبحِرَ بسلام .. أرجوكَ نيابةً عن كلِّ مَنْ وضعوا "ثقتهم" بك ، أَنْ تكونَ ذلكَ الرّبان ..!!
• مرحباً (جروس) ؛ ها أنتَ أيّها "السّويسري" ، تعودُ إلينا "من جديد" !! أرجو ألاّ تَخدعنَّكَ تلك "الحفاوة" التي استُقبِلتَ بها من "بعض" جماهير الأهلي لِتَظنَّ أنّكَ قادرٌ على أن تبيعَ لنا "ما لا تملك" !! تلكَ الحفاوةُ لا تعنيني في شيئ ، فما يعنيني هو ما سأراه منكَ على أرضِ الميدان ولا سِواه ، لا زِلتُ أنتظرُ شيئاً يغيّرُ قناعتي بأنَّ إقالة "صالح المحمّدي"، لم تأتِ في الوقت الصحيح !!
• شكراً "صالح المحمّدي" ، شكراً "محمد مسعد" ، شكراً بحجمِ السّماء ، أقولُها نيابةً عن كلِّ الأهلاويين ، تَسلّمتُما فريقاً مهترئاً متخاذلًا فجعلتما منهُ فريقاً مهاباً أصبحنا نراهنُ عليه .. تَسلّمتُما فريقاً أبدعَ لاعبوه في "قصّات الشَّعر" ، جعلوها من أولويّاتهم ، فلوّثوا بها أبصارنا وبصائرنا ..!! حَوّلتُموهُ إلى كتيبةٍ من المحاربينَ لا تُؤمنُ سوى بالنصر !!
• شيءٌ يذكرّني بِشي) : أحدُ رجالِ الأعمالْ رَفَعَ اللهُ قَدرَه ، زُرتُهُ ذاتَ يومٍ , ففاجأني بطبعِ "قُبلةٍ على رأسي" ، لا زِلتُ أحتفظُ لَهُ بها أكثرَ من خمسة عشرَ عاماً !!
• (خاتمه) ؛ بَكَيتُ سابقاً من أجلِ "يوسُف" وها أنا أبكي الآن من أجلِ "صالحْ ومسعد" ، وأرجو الله ألاَّ أبكي لاحقًا "من أجل الاهلي" ..!!