تحتضن مدينة حائل أحدث متحف «إقليمي» يعد بمثابة كتاباً مفتوحاً يروي عصور ما قبل الاسلام وفترة ما قبل التاريخ، الى جانب أنه يحكي تفاصيل الحضارة العريقة للجزيرة العربية، ويسرد تاريخ عروس الشمال، وتراث «الحائليين» القدامى، وهو ما جعله واحد من أهم المشاريع الثقافية الطموحة على مستوى المنطقة التي ينتظر أن تجتذب زوار موسم حائل الأول، الذي انطلق مؤخراً ويستمر حتى 8 من فبراير (شباط) لعام 2020، وسط تنظيم العديد من الفعاليات التراثية والثقافية والترفيهية والرياضية المتنوعة.
وتبلغ مساحة «متحف حائل» الإقليمي الذي أنشأته مؤخرا الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، نحو 20 ألف متر مربع، وقد صمم تصميماً فريداً مستوحى من عمارة حائل، ويضم 9 قاعات للعروض الزائرة، وبيئة المنطقة، وعصور ما قبل الإسلام وفترة ما قبل التاريخ، والفترة الإسلامية، والتراث، وعرض توحيد المملكة وقاعة عيش السعودية إلى جانب قاعات مخصصات للأطفال.
وكشف مدير المركز الإعلامي لموسم حائل صالح العنزي، بأن المتحف يحتوي على قاعة التاريخ الطبيعي والجيولوجي لمنطقة حائل وتعرض فيها عينات من صخور المنطقة مع التركيز على مواقع التعدين والمناجم والتراث البيئي والنباتي والحيواني بمنطقة حائل، لافتا إلى ان قاعة عصور ما قبل الإسلام بمنطقة حائل تبدأ من العصور الحجرية حتى العصر الجاهلي حيث تم عرض مجموعة من الأدوات الحجرية والقطع الفخارية ولوحات من النقوش والكتابات الصخرية إضافة إلى صور تحكي عن كل فترة من فترات ما قبل الإسلام.
وأضاف العنزي : “تعرض قاعة حائل عبر التاريخ الإسلامي مراحل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة وعهد الخلفاء الراشدين والفترات المتتالية”، إضافة إلى عرض لوحات تتضمن نصوصا وصورا ومخططات تعود إلى هذه الفترة، موضحا أن قاعة تراث حائل تعرض الجانب التراثي للمنطقة من خلال الصناعات التقليدية بعض الملابس والحلي التراثية وأواني الطهي وأدوات الزراعة، وغيرها من التراث المحلي، وأشار إلى أن قاعة حائل في العهد السعودي تحكي مسيرة انضمام حائل إلى الحكم السعودي ومشاركة أبناء المنطقة في توحيد أجزاء المملكة والأمراء الذين تعاقبوا على إمارة منطقة حائل، وتروي قاعة التعليم في منطقة حائل بدايات التعليم النظامي وأوائل المدارس في المنطقة إضافة إلى عرض مجموعة من الكتب والأفلام والرسائل القديمة.
وأكد مدير موسم حائل ماجد الغامدي، أن المتحف الإقليمي يشكل إضافة بالغة الأهمية للمشهد الثقافي والفني في المنطقة بما يحتويه من كنوز أثرية ومقتنيات تراثية ومخطوطات قديمة تتيح لجميع زوارها فرصة حقيقية للتجول بين الأزمنة والتعرف على التراث الحضاري للمملكة، موجهاً شكره للمسئولين في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة حائل الذين نجحوا في وقت مبكرا من إكمال استعداداتهم لاستقبال زوار موسم حائل.