بدعوة مفتوحة لجميع أهالي العلا وضيوفها،ضمنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا الحضور الرسمي والشعبي لفعالية الاحتفاء بدخول مربعانية الشتاء ظهيرة اليوم 22 ديسمبر في ساحة الدرب بالبلدة التراثية القديمة..
فأحسنت صنعا بهذه الدعوة المفتوحة الأمر الذي عكس الصورة المبهجة لهذا المشهد الثقافي التراثي الذي اعتاد عليه أهل العلا من كل عام في مثل هذا اليوم لإعلان دخول مربعانية الشتاء عن طريق الطنطورة وهي المزولة الشمسية المكونة من البناء الحجري الهرمي المشيد منذ زمن طويل لايعرف تأريخا محددا له..والذي اتخذت منها الهيئة الملكية لمحافظة العلا شعارها الرسمي للمهرجان الشتوي السنوي(شتاء طنطورة) حيث شهد العام الماضي موسمه الأول،ويشهد هذا العام موسمه الثاني الذي انطلق يوم الخميس الماضي كأول أسبوع للمهرجان في مشواره الأسبوعي الماراثوني البالغ طوله 12 أسبوعا حافلة بالفعاليات والبرامج والتظاهرات المتنوعة المتراوحة مابين المحلي والعالمي والشعبي والتراثي والترفيهي العصري(المودرن).
بينما استبق فعاليات المهرجان سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود وزير الثقافة محافظ العلا بكلمة تويترية في مايشبه التدشين والإعلان الرسمي لموسم شتاء طنطورة المصحوب بمقطع مرئي بروموشن لمهرجان شتاء طنطورة الثاني قال فيها:(بتوجيهات سمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية ودعمه،كل ذلك وأكثر في العلا.أهلا بالعالم في شتاء طنطورة)
مشيرا سموه بذلك إلى دعوة المملكة العربية السعودية للعالم الذي في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين يحفظها الله ستتشرف أرض العلا ذات الحضارات العريقة الضاربة في جذور المكان وأعماق الزمان باستضافة كل من ستسعد أرضها وأهلها باستضافة المهرجان وضيوفه وزواره من الداخل والخارج على مدار 90 يوما كاملة.
كلمة سمو وزير الثقافة محافظ الهيئة الملكية أتبعها مباشرة الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمحافظة العلا المهندس عمرو المدني بتغريدة كرس من خلالها هاشتاق(أهلا بالعالم)و(شتاء طنطورة)وقال فيها:(دعم سمو ولي العهد لرؤية العلا هو الدافع الحقيقي لتحقيق تنمية مجتمعية واقتصادية وثقافية وسياحية شاملة بقيادة سمو المحافظ سنعمل وأهالينا في العلا على الترحيب بكل العالم).
غير أن انطلاقة مهرجان شتاء طنطورة الثاني ليومي الخميس والجمعة واليوم الثالث السبت من الأسبوع الأول للمهرجان على صعيدي الحضور الجماهيري والتغطيات الإعلامية المواكبة.لم يكن كل ذلك على قدر مسمى وسمعة المهرجان المنتظرين بالنظر لانطلاقة الموسم الأول المدوية التي نقلت العلا منذ الأسبوع الأول،بل من قبله إلى قلب العالم وعين احتفاء وسائل الإعلام العالمية بالحدث الذي كان نجاحه إعلاميا يجير للإعداد الإعلامي والقدرة الفائقة لحشد الاهتمام الجماهيري على خلاف هذا العام الذي شهد ضعفا ملحوظا في التحضير الإعلامي على أرض الواقع للمهرجان الذي كان من مخرجاته عدم إقامة مؤتمر صحفي قبل المهرجان على غرار المؤتمر الصحفي السابق لمعرض العلا في باريس أو على غرار المؤتمر الصحفي السابق لرالي العلا نيوم.
أيضا عدم دعوة الصحافة في العلا للمشاركة في التحضير الإعلامي للدعاية السابقة للمهرجان أمر أثر سلبا بشكل مباشر على تغطيات الأيام الأولى لمهرجان شتاء طنطورة الثاني وربما لبرودة الطقس وبداية اختبارات طلبة المدارس الأثر الآخر السلبي في ضعف الحضور الجماهيري،والزخم الإعلامي الذي لايوازي قيمة وشهرة المهرجان.
ومايزال المشوار في أوله ومن المؤكد بما لقيادات الهيئة الملكية لمحافظة العلا من رؤى ثاقبة حريصة على نجاح كل أيام المهرجان وكافة فعالياته المقبلة ستتلافى ضعف البداية وستجيرها إلى نجاح يتلوه نجاح.
ولعل خير دليل على المقدرة الفائقة لقيادات الهيئة الملكية وعقولها المستنيرة بسرعة معالجة كل ماهو سلبي لإحلال كل إيجابي لصالح العلا ومهرجانها الأثير ماشهدته فعالية الاحتفاء بدخول مربعانية الشتاء لليوم الرابع الاستثنائي لمهرجان شتاء طنطورة من نجاح منقطع النظير وغير متوقع بالنظر لاعتقاد الجمهور في العلا برسمية الدعوة وتخصيصها لنخبة من مسؤولي وضيوف العلا.
لكن الهيئة الملكية في هذا الصدد أبهجت الجميع عندما فتحت الدعوة عامة للحضور والمشاركين والصحافة والإعلام عموما للتغطيات الحرة دون قيود تكبل إرادتهم وحركتهم.
الأمر الذي رسم أكثر من ملمح ضامن لنجاح وتفاعل الحضور والجمهور المتابع مباشرة من خلال وسائل التواصل.
وجدير بالذكر بأن فعالية الاحتفاء بدخول مربعانية الشتاء لهذا العام كانت تحت رعاية الهيئة الملكية لمحافظة العلا وبحضور الرئيس التنفيذي المهندس عمرو المدني ومحافظ محافظة العلا الأستاذ راشد بن عبدالله القحطاني المنتقل حديثا إلى محافظة العلا.
كما كانت الفعالية ذاتها بحضور ومشاركة بعض مشائخ وأعيان ومثقفي العلا ومن تقديم وإدارة الدكتور حامد الشويكان وفي حظوة العديد من المداخلات القيمة لأبناء العلا.
بينما اختتم الاحتفال المهندس المدني بتصريح مفاجيء حيث أطلق من خلاله بشارة سارة لأهالي العلا،وذلك بعزم الهيئة الملكية لمحافظة العلا العمل على استعادة جريان بعض العيون التي يمكن إعادة حفرها واستظهار مياهها بالذات الشهيرة منها الساكنة في ذاكرة أهالي العلا بمالها من قيمة وأثر على الزراعة والحياة العامة القديمة في العلا.