تترقب السوق السعودية في أقل من 45 يوما انطلاق مشروع الحوالات المالية للخارج حيث تدخل مؤسسة البريد السعودي في منافسة مع المصارف السعودية والأجنبية العاملة في السوق السعودية من خلال استقبال خدمة تحويل الأموال عبر نظام الحوالات البريدية الإلكترونية السريعة إلى دول مختارة تحت مظلة النظام المالي العالمي المضمون IFS الخاص باتحاد البريد العالمي.
وأوضح المهندس محمد العبد الجبار نائب رئيس مؤسسة البريد السعودي للاستثمار والتسويق، أن هذا المشروع سينطلق في مرحتله الأولى بعد شهر ونصف تقريبا وهو في مراحله النهائية، ولا نستطيع الإعلان عن تفاصيل الخدمة الآن لوجود شركاء معنا وما زلنا ننهي الإجراءات القانونية معهم، وأبدى بعضهم عدم رغبته في الإعلان عنها في الوقت الحالي. وأشار إلى أن خدمة تحويل الأموال معروفة في معظم دول العالم وهي أساسا ضمن خطتنا الاستراتيجية ومن ضمن الخدمات التي نقدمها حسب تعليمات المؤسسة في 2006 ولم تكن شيئا جديدا علينا وهو من ضمن تنظيمنا كمؤسسة، وقد مررنا بعدة مراحل في السابق. وأوضح أن هذه الخدمات تتطلب وجود شركاء مميزين وجاهزية تامة، لذلك سنستفيد من شبكة البريد المنتشرة ومن ثقة العملاء بها خاصة الذين يقومون بالتحويل في دول كثيرة كمصر والهند وغيرهما، وأنهم سيستخدمون مراكز البريد في كثير من الخدمات ومن ضمنها الحوالات المالية. وأفصح عن أن المؤسسة ستكون منافسا جديدا للمصارف، كما أنه ستكون هناك تحالفات مع مصارف أخرى، ولذلك شركاؤنا حريصون على عدم الإعلان حتى ننهي جميع الإجراءات والتفاصيل.
ويتوقع بدء الإجراءات النهائية خلال شهر ونصف إلى شهرين من الآن.
وعن طريقة الاستفادة من الخدمة، أوضح أنه سيكون هناك مراكز حوالات في المكاتب البريدية كما هو معمول به في البريد التونسي والمصري وغيرهما، أي أنه سيكون هناك قسم في كل مكتب بريدي مختص بالحوالات المالية. كما بين العبد الجبار أن كل هذه العمليات ستكون تحت إشراف مؤسسة النقد، بما أنها خدمة مالية وتحتاج للثقة والدقة والالتزام، ومعرفة العميل والتأكد من شرعية المبالغ المراد تحويلها. وأشار إلى أنهم يستهدفون بشكل مباشر وكبير العمالة الوافدة بما أنهم يحولون ما لا يقل عن 120 مليارا سنويا كون السعودية تتصدر حجم الحوالات المالية في العالم، إذ تحتل المركز الثاني عالميا في قيمة الحوالات المرسلة بعد الولايات المتحدة، فنسعى في المؤسسة إلى أن يكون لنا حصه من هذه الحوالات الكبيرة، مضيفا ‘هناك شركاء استراتيجيون من الخارج كما أن لهم شركاء محليين لتعزيز إمكانات المؤسسة وتبادل الخبرات’.
وأضاف: المرحلة الأولى تستهدف أكبر الدول الموجودة في مؤسسة النقد والبنك الدولي كأكبر الدول المستقبلة للحوالات كمصر والهند وإندونيسيا والفلبين وبنجلاديش وغيرها، مشيرا إلى أن الخدمة ستكون متاحة للتحويل للمبتعثين في الخارج إضافة للخدمات المقدمة لهم سابقا كخدمة الشحن وهي من أفضل الخدمات المقدمة لهم. وأشار إلى أن هذه الخدمة ستكون في البداية وحدة من وحدات العمل التابعة لمؤسسة البريد، ومستقبلا وفي الوقت المناسب حين تصبح مؤسسة البريد شركة قابضة، سنفصلها تدريجيا وستقدم هذه الخدمة عبر أكثر من 560 مكتبا موزعاً على أرجاء البلاد. وستمكن الخدمة الراغبين في التحويل من إجراء العمليات عبر مكاتب البريد. وكان الدكتور محمد بنتن رئيس مؤسسة البريد السعودي قد ألمح في وقت سابق إلى أن البريد السعودي سيقدم خدمات الحوالات المالية، واصفا هذا المشروع بالنقلة الكبيرة والمفيدة لعدد واسع من الأجانب الذين يعملون في البلاد الذين يواجهون صعوبات في تحويل الأموال، خصوصا وقت عطلة نهاية الأسبوع لدى الأغلبية، وإجازات الأعياد حين تغلق أغلب فروع المصارف أبوابها.
يذكر أن بريد الإمارات يقدم خدمة الحوالات البريدية لتحويل مبالغ نقدية وذلك عبر تعبئة استمارة الحوالة البريدية في مكتب البريد وتدفع قيمتها ورسومها بدرهم الإمارات. يضمن بريد الإمارات سرعة إرسال الحوالة في اليوم نفسه، وكون قيمة الحوالة الخارجية بالدولار الأمريكي بسعر ثابت هو (3.683 درهم للدولار) وتدفع للمتسلم بعملة البلد المرسل إليه. ويبلغ الرسم الأساسي لكل حوالة ثلاثة دراهم لمصلحة بريد الإمارات، إضافة إلى 0.5 في المائة من قيمتها لمصلحة الدولة المرسلة إليها الحوالة.