نعم ( كلمني ) حتى أراك ، فأنت (تختبئ) خلف كلماتك ، وتحت لغتك
فحديتك هو ( جواز ) مرورك الأول لـ ( قلوب ) الآخرين ..
للكلام فائدة كبيرة غير ( الثرثرة ) ، وغير توصيل المعنى والتعبير عن المتطلبات ..
فالكلام هو ( البرواز ) العام لشخصيتك ..
لأنه يحدد مخزونك ( الثقافي ) ، ومدى ( إتزانك ) ، وعمق ( تفكيرك ) في الطرح ..
من خلال ( كلامك ) تتضح معالم ( رأيك ) إن كان ذا قيمة ونابع من حسّ ( المسؤولية ) وليس رأي مبني على ( التبعية ) العمياء ..
نعم كلمني حتى ( أراك ) لأن كلامك يدل على أنك ( مرئي ) وبأنك (موجود) ، فصوتك هو أكبر من مجرد قدرتك على الحديث ، فكلامك هو ( أنت ) ..
نعم كلمني بـ ( إتزان ) وعليك وضع كلماتك في ( ميزان ) قبل النّطق بها ..
نعم كلمني وأنت ( مُدرك ) لما تقول ، ولا تقلل من ( قيمة ) مفرداتك ، فضعها في المكان والزمان الذي ( يليق ) بها ، دون تركها على (عواهنها) كـ ( حجارة ) ملقاة في الطريق ..
كلمني فأنا كلي ( أذان ) صاغية ..
إكشف لي عن هويتك ..
عبّر عن نفسك ..
إعلن عن شخصيتك ..
إطرح لي رأيك ..
من خلال ( كلامك ) سأتمكن من (معرفتك ) ، و (إحترامك) ، و (تقديرك ) ، فالرجال (صناديق) مغلقة (مفاتيحها) الكلام ..
ولكن .....!
إن كنت ( لا تحسن ) الكلام أو التعبير السليم ..
وإن كان في مفرداتك ( إساءة ) لنفسك وللآخرين ..
وإن كنت لا تجيد ( الإصغاء ) للحديث ..
وإن كنت لا ( تعمل ) بما ستقول ..
فنصيحة من مُحِب ، عليك بإلتزام ( الصمت ) ..!
لأن ( سلامة ) الإنسان في ( حفظ ) اللسان ..
ولأن الصمت ( أزينُ ) بالفتى من ( منطقٍ ) في غير حينه ..
فالصمت ( خيرٌ ) لك من قولاً فيه ( إثمٍ ) ، وخيرٌ لك من ( كلمات ) بلا (معنى) ..
فإن أردت أن يبادلك الآخرين بـ (الإحترام) عليك أن تعمل لذلك ..
من أجل أن تكسب الإحترام عليك أولاً أن تحترم نفسك من خلال قولك للكلام الصحيح وقيامك بالفعل الصحيح وتقديمك أفضل ما لديك لنفسك وللآخرين ..
وعليك أن لا ( تتلفّظ ) بألفاظ نابية أو جارحة عن الآخرين ، ولا تجعل مفرداتك ( بذيئة ) تحرج المستمعين ، وكنّ صادقاً في حديثك ..
لا تحتاج إلى عصا ( سحرية ) لتواجه إساءة غير ( المهذّب ) فقط عليك أن تعامله ( بتحضّر ) حتى يظهر الفرق للجميع فيفقد إحترامهم وتكسبها أنت ..
ولكن للأسف ..!
ما نشاهده في ( بعض ) البرامج الرياضية و بعض ما نقرأه في (المقالات) التي تسلط الضوء على أحداث الرياضة يجعلنا في حيرة ..!
فكلامهم بعيد تماماً عن الرسالة الجميلة التي تحملها (الرياضة) ..!
يبدعون في استخدام المفردات التي (تشوّه) المشهد التنافسي ..
إسقاط ، قذف ، تشكيك ، تبادل إتهامات ، كلها (مصطلحات) أساسية في حواراتهم ..!
وكأن لا ( عِلْم ) لديهم بأن الرياضة تهدف لخلق ( ثقافة ) لها ( قيّم ) و (مبادىء) و ( أعراف ) ، وأن (الإحترام) و ( التقدير ) من أهم مكوناتها ..
في الختام ..
الكلمات كـ ( الثمار ) تحتاج وقت حتى ( تنضج ) فإعتنِ بها ..
@matar_alkaabi