في جولة سياحية للجنوب الغربي من الوطن الحبيب وتحديدًا من منطقة الباحة التي تتميز بمناظرها الطبيعية في جبالها وسهولها والمباني الأثرية لقراها المبنية من الحجر والمزينة بأحجار المرو ( الكوارتز ) وتلك الحصون على قمم الجبال بالإضافة إلى ماتشهده من نهضة معمارية وحضارية تنشرح لها النفوس وتنقسم منطقة الباحة إلى قسمين سراة وتهامة و في هذه الجولة مررنا بتهامة الباحة وتوقفنا في محافظة الحجرة ولفت انتباهي لوحة كتب عليها قرية مطير العيش التاريخية في جردا بني عاصم التابعة لبني مالك قبيلة بني عصم وتتبع ادارياً لمحافظة الحجرة منطقة الباحة تعرفنا على أحد المرشدين السياحيين في هذه المحافظة ورافقنا في زيارتها لهذه القرية واستقبلنا بترحابٍ بالغ من القائمين عليها وقدموا لنا شرحًا وافيًا على ماتحتويه من مباني اثريه اعيد ترميمها بما يتناسب مع تاريخها وقد احتوت مقاراً لاستقبال الضيوف ومتحف وحصن لتخزين الأرزاق وساحات والحقيقة إن معالم هذه القرية وما احتواه متحفها من أسلحة قديمة وتجهيزات الضيافة والكثير من الموروث ليدل على عظمة وشخصية هذا الرجل.
سميت هذه القرية باسم مطير العيش المولود عام ١٢٥٠هـ والمتوفي عام ١٣٥٥ هـ رحمه الله تعالى الاسم مطير واللقب المكتسب العيش نظرًا لما اشتهر به من كرم وسخاء وطيبة نفس .
قرية مطير العيش تقع على طريق الحاج الذي يسلكه القادمون من جنوب الوطن واليمن وأفريقيا متجهين لمكة المكرمة لأداء مناسك الحج والعمرة وزيارة المدينة في قوافل سيرًا على الأقدام أو بالمواشي وكذلك القادمين من سراة زهران وبني مالك والقبائل المجاورة للتسوق وشراء المواشي من أسواق تهامة حيث كانت تشتهر بكثرة الحلال .
خصص مطير العيش مضافة بهذه القرية لراحة القادمين والتزود بالمعيشة والماء وكان خراج مزارعه التي تحيط بهذه القرية تستخدم لإكرام ضيوفه من عابري السبيل حيث كانت هذه القرية معروفه للقادمين وتتواجد القوافل للاكتمال فيها لم يكن مطير العيش رجلًا عاديًا في قومه فهو من وجهائها وأصحاب الرأي والحكمة كان كريمًا شجاعًا مقدامًا معيناً لمن استعان به .
كان من ضمن مبايعين الملك عبدالعزيز برفقة شيخ بني عاصم آنذاك ناصر من شهوان وأحد الموقعين على وثيقة المبايعة والعهد للملك عبدالعزيز رحمه الله وساهم في امداد المجاهدين بالمال والأرزاق والمواشي تعتبر قرية مطير العيش احد المعالم التاريخية والسياحية وتحكي تاريخُ عريق وأصالةً عربيه في الكرم والسخاء والجود فهي مفتوحة الأبواب للزوار
طيلة العام وتقام فيها الكثير من الفعاليات الرياضية والتراثية وقد أضفت عليها إمارة منطقة الباحة صفة الرسمية حيث افتتحها محافظ محافظة الحجرة وتشرٌفتْ باستقبال الكثير من الوفود الرسمية من داخل الوطن وخارجه .
مطير العيش بكرمه وجوده وتاريخه حيًا يرزق وإن غيبه الموت قد ترك بعده اثرا وصيتًا وذكرًا طيبا في الجود والكرم والسخاء والشجاعة وباختصار من خلف لم يمت ولا نقول فيه إلا كما قال الإمام الشافعي رحمه الله:
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات
التعليقات 3
3 pings
ام الهنا
19/11/2019 في 2:38 م[3] رابط التعليق
ماقصر ابو ماجد ..جعل عمره طويل …حافظ على تراثنا قبل يندثر ..
يستحق بفخر يكون شيخ بني عاصم
(1)
(3)
حسن الزهراني
20/11/2019 في 8:05 ص[3] رابط التعليق
الله يعطيك العافيه يابوماجد..
مثل هذه التحقيقات الصحفيه تستفيد منها الناس.
معلومات تاريخيه مهمه.للقريه وللمنطقه وتوثيقها مهم لكي تستفيد منها الاجيال القادمه.
حفظك الله يابوماجد.
(1)
(1)
حصن شريان
22/11/2019 في 8:10 ص[3] رابط التعليق
تسلم على الطرح الرائع والتقرير المصور كالعاده مبدع في الشرح واختيار المواضيع المفيده
شكرا ابو ماجد
(0)
(1)