تابع العالم بقلق بالغ الاستفزازات الخطيرة والتصعيد الكبير والتأزيم المتنامي الذي يمارسه النظام الإيراني ووكلائه في المنطقة والذي يرمي من خلالها إلى خلط الأوراق ورفع درجة التوتر رغبة في جر المنطقة إلى نزاع قد لاتحمد عقباه اعتقاداً منه أنه قد ينتج عن ذلك التوتر فرصة لتخفيف الضغط السياسي الكبير والاقتصادي البالغ الأثر الذي يفرضه النظام العالمي ضد همجية وبربرية واستفزازات نظام الملالي في طهران ووكلائه في المنطقة .
وانسجاماً مع الموقف الدولي الداعي إلى التهدئة رغبة في إرساء قواعد السلام مارست المملكة العربية السعودية كعادتها أعلى درجات ضبط النفس بعدم الاستجابة للاستفزازات الإيرانية وإعطاء جهود التهدئة فرصة كاملة - في موقف أثار الإعجاب وكان محل تقدير العالم بأسره - لكن غرور وهمجية النظام الإيراني تزايدت مما استوجب أن يكون للملكة موقفاً حازماً يكف أَذى يد الغدر المجوسي ويقلم أظافر أذناب السوء الرافضي في المنطقة ويضع الأمور في نصابها ليعرف كلاً حجمه ووزنه وقدره وقدرته في التأثير على مجريات الأحداث في المنطقة والعالم فكان القرار الحكيم في توقيته الحازم في مضمونه من خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى للقوات المسلحة وسمو ولي العهد حفظهما الله في 13 صفر 1441 باستقبال تعزيزات إضافية من القوات والمعدات الدفاعية الأمريكية لزيادة العمل ( السعودي - الأمريكي ) المشترك وتجديد الشراكة القديمة لحفظ الأمن الإقليمي ومواجهة أي تهديد لاستقرار المنطقة انطلاقاً من مبدأ الشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية لضمان الأمن و السلم الدوليين في رسالة عملية شديدة اللهجة موجهة للقوى المارقة التي يدعمها النظام الإيراني مفادها أن القيام بأي حركات عبثية أو أعمال تعرضية لوسائط نقل النفط أو موانىء تصديره أو مراكز إنتاجه سيواجه بردع سريع وقوي و بحزم شديد وقوة بالغة رغبة في حفظ الأمن والسلام في بقعة حساسة لاتقبل التوتر ولا أي عمل استفزازي حيث يخرج منها حوالي أكثر من نصف حاجة العالم من الطاقة بأنواعها .
إن موقف خادم الحرمين الشريفين الحازم ونظرته الثاقبة في تقدير المخاطر التي يمكن أن تنجم عن السماح لأصابع إيران الخبيثة بالتمدد في المنطقة وإشعال النزاعات ، ينم عن حكمة سياسية عميقة وخبرة كبيرة في إدارة الأزمات والقدرة على تجاوز المتأزمين الذين يريدون جر المنطقة إلى التوتر وإشعال فتيل النزاعات مما يهدد السلم العالمي وينذر بعواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي مما قد يجر المنطقة إلى نزاع أممي كبير وتوترات بين أقطاب العالم شرقاً وغرباً لايمكن التنبوء بنتائجها .
ستظل المملكة العربية السعودية على موقفها الثابت الداعي إلى السلام وتحكيم العقل في حل النازاعات وتغليب الحكمة في التعامل مع استفزازات قوى الشر ومحاور الإرهاب وإذا اقتضى الأمر فالعلاج البتر لأي عضو فاسد قد يجر العالم بأسره إلى مالا تُحمد عقباه فلدينا ولله الحمد القوة ونملك الإرادة لإنفاذ مانرى فيه مصلحتنا وخير أمتنا .
حفظ الله بلادنا آمنة مستقرة ووفق قائدنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده للخير والرشاد ، نقف صفاً واحداً وعلى قلب رجل واحد مع وطننا وتحت أمر قادتنا و حكامنا في وجه كل من تسول له نفسه الأمارة بالسوء مس مصالحنا أو محاولة العبث بأمننا واستقرارنا .
والله الحافظ والهادي إلى سواء السبيل .
——————————————
الكاتب : سَمَّاح بن سالم الرشيدي
حائل - محافظة الحائط
التعليقات 1
1 pings
عبدالرحمن بن محمد القلادي
14/10/2019 في 3:54 م[3] رابط التعليق
ممكن يكون العلاج ببناء الإنسان ، وتحصين الوطن ليس باللهو والعبث ، واستقطاب أحط فئات المجتمع للمشاركة في مواسم الترفيه ؛ بل بإصلاح التعليم ، والصحة ، والإسكان ، وبناء الترسانة القتالية ، وتعزيز دور الإعلام في الحفاظ على المعتقدات والقيم .
(1)
(0)