يعتبر الإخراج من المهن التي تعتمد بشكل كبير على الحس الفني للمخرج وعلى خبرته المهنية .
وكثيرون يرون أن نجاح أي عمل سينمائي يقف خلفه إخراج سينمائي مميز وكأنه سر من أسرار متعة الإبداع .
ولمعرفة المزيد حول الإخراج ودوره الكبير في نجاح صناعة السينما يسرنا أن نلتقي وإياكم مع المخرج فيصل الشناوي .
له العديد من الأعمال الفنية ، وحصل على عدة جوائز منها :
جائزة أفضل إخراج عن فيلم انيميشن “رحمة” وجائزة أفضل إنتاج عن فيلم “المعجزة” في مهرجان أوسكار اجييت السينمائي الدولي في دورته الخامسة ، وجائزة أفضل مخرج من جامعة الملك عبدالعزيز عن مسرحية فندق العروبة .
بدايةً حدثنا عن تقييمك لواقع الساحة الدرامية السعودية ؟
تشهد الساحة الفنية بشكل عام حاليًاحراك كبير ونشاط غير مسبوق لكل أنواع الفنون ، وهذا ساهم في النشاط الدرامي وسيساهم مستقبلا بشكل أكبر وأوضح .
يرى البعض أنَّ الدراما التلفزيونية طغت على المسرح في المملكة ، مارأيك ؟
حقيقة أن المسرح في المملكة ينقسم إلى نوعين مسرح خاص بالمسابقات والتنافس سواء محليًا أو دوليًا ، ويتميز فيه المسرح الجامعي وجمعيات الثقافة والفنون ، والمسرح الجماهيري الإجتماعي وهذا بحاجة إلى المزيد من الجهد والاهتمام وتوفير مسارح مجهزة لتقدم عروض تساهم في جذب المشاهد ، إضافة إلى أن الدراما التلفزيونية كان لها النصيب الأكبر من اهتمام المشاهدين .
هل هناك معوقات تواجه الممثل السعودي ؟
أكبر معوق يواجه الممثل السعودي هو عدم وجود أكاديميات فنية متخصصة ومدربين متميزين بشكل كبير لتدريب الممثل الشاب ، ورغم ذلك نجد أن الفنان السعودي متميز ونجد منهم إبداعات غير عادية خاصة إذا تم صقل هذه المواهب فأنها ستصل إلى العالمية .
برأيك هل أخذت الفنانة السعودية فرصتها في الساحة الفنية ؟
مازال الطريق أمامها طويل قليلا وبحاجة إلى المزيد من الجهد والتدريب لأن من تميزت منهن أثبتت نفسها لذا فهي تحتاج إلى الفرصة والتدريب والثقة .
من واقع تجربتك الفنية . كيف يحقق الممثل السعودي الإمتلاك الكامل لأدوات النجاح ؟
الايمان بموهبته ، والعمل على صقل هذه الموهبة بالتدريب والقراءة والمشاهدة الكثيرة والاستماع أيضا للغير ، ثم بناء شخصيته المستقلة بعيدا عن التقليد أو التأثر .
وهل أنت متفائل بالجيل القادم من الفنانين الشباب ، وترى أنه قادر على صنع التغيير في صناعة السينما ؟
بكل تأكيد إذا أخذ الفرصة كاملة وبمواضيع متميزة تمس المجتمع وتعبر عن هويته فأنه قادر على أن يصنع الفارق .
ما الفرق بين الإخراج المسرحي والإخراج التلفزيوني وأيهم أكثر صعوبة من وجهة نظرك ؟
كلاهما بحاحة إلى مخرج له رؤية فيما سيقدمه ويعمل على إيصالها للجمهور ، ولكن لكل منهم أدواته الخاصة ولغته الخاصة وإيقاعه الخاص ، والاصعب هو الإخراج المسرحي لطول مدة التدريب والبروفات ومن بعدها مواجهة الجمهور بشكل مباشر والذي لن يرحمك إذا أخطأت أو لم تكن على المستوى المطلوب ، عكس الكاميرا فانت تمتلك فرصة الإعادة إلى عدة مرات والمونتاج وضبط إيقاع العمل ، وهذا أيضا فيه جهد بدني وعقلي كبير ، وخلاصة القول أن أي عمل إبداعي هو عمل صعب .
يقال أن للفن قوة وتأثيرا على المجتمعات . هل هذا ينطبق على الأعمال الفنية السعودية ؟
بالتأكيد لأن العمل الفنى الناجح يلتف حوله المجتمع وبالتالي هو يؤثر في أفكارهم ، لذلك يجب الاهتمام بالمضمون إلى جانب الشكل .
يتحدث كثيرون عن انتشار الواسطة والمحسوبية في المجال الفني . ما مدى تأثير ذلك على جودة العمل ؟
تأثير سلبي إذا كان الشخص غير موهوب بالطبع لأن الفن لا يوجد فيه وساطات ، إما أن تكون فنان أو غير فنان ، ولايوجد منطقة وسط ، ولكن نجد في بعض الأحيان موهوب بحاجة إلى فرصة تساعده في الظهور وهذا شكل إيجابي .
رسالة توجهها للجيل الحالي من الفنانين الشباب ؟
كن مستعدا دائما لأن الفرصة ستأتيك طالما لديك الإرادة ، واصبر ، واتعب ، وتدرب ، وتعلم ممن سبقك في هذا المجال وشاهد كثيرا وآمن بموهبتك وستصل إلى حلمك بإذن الله .
كلمة أخيرة نختم بها الحوار ؟
عملت كثيرا مع الشباب ووجدت منهم طاقات جبارة وحب للفن والتزام والأرض تمهد لهم لتحقيق أحلامهم ، تمنياتي للجميع بالتوفيق والازدهار للمملكة وأهلها دائما .