في دروب الظلام أسير وحدي جاهلةً الإتجاهات لاأرى طريقاً واضحاً أوحتى طريقاً به ضوءاً خافتاً، لاأرى، لاأرى شيئاً، كل شيء هنا حالك السواد جداً.
ياإلٰهي أي طريق أسلك؟كل الإتجاهات مُتساوية جميعها مُظلمة. قلبي يخفق بشدة والدموع تنهمر من عينيّ لم أعد أقوى الصمود. يارب أنت ساعدني إني أخاف يالله، طمئن خوفي يارب. ومامكثت وهلةً أرددها حتىهدىء قلبي وبدأت الإختيار بين السُبل حتى بدأت قدماي تتحرك من تلقاء نفسها لتأخذتني لمفترق آخر مختلف عمّا إخترت وأنا في دهشة من أمري مالذي يحصل لي لما سلكت قدماي هذا الطريق لاأريد فأنا أرغب بشدة أن أسلك الطريق الآخر، فخُلق صراع داخلي ورغبات شديدة في العودة وقدماي مازالت تتحرك بغير رغبة مني. إستسلمت وبقيت أتسائل إلى أين ياقدماي؟إستمرت قدماي بالتحرك في سبيلها وقلبي مازال يراقب الطريق الآخر الذي طالما رغبت بسلكِه ،حتى أوصلتني قدماي إلى نهاية طريقها المختار ،ياإلهي ماهذا؟هذا أكثر مما أحلُم وأجمل مما رغبت به،ن ظرت لقدماي وقلت في نفسي من أين لك معرفة هذا ؟ وسمعت صوتاً في الأرجاء أهداني جواباً أيقنت بعده كل شيء.صوتٌ لم أرى صاحبه فقط صوتاً ردد كلماته على مسامعي ثم اختفى.
قال لي : "يا أمَة الرحمٰن إنكِ أنتِ وجميع بنو آدم مُسَيّرون ولَستم مُخيّرون"
تهوي أفئدتكم لشيء لو علمتم مابه من سوء لما هوت ورقصت لأجله ،وتستنفر من شيء وكل الخير فيه.
ياعباد الله لاتجزعوا وتحزنوا إن لم يأتي ماطمحتم له أو ما تمنيتموه فكل شيء بقدر ،وكل شيءٍ مقدر.
كذلك حزنك بقدر وهو مقدرٌ لك ،الله لم يجعل للحزن مكانا في قلبك إلا ليجعلك تتلذذ بالفرح وتجد فيه شعورٌ طيب.
وجميع مايحصل لك في هذه الدنيا من أمور حياتك المُيَسرة والمُعسِرة .
الله من وضع هذا وقدرة لك ليُعيدك إليه في كل مرةٍ تبتعد فيها وتتبع هوى نفسك.
الله من ألهمك مناجاته ودعوته في ضيقك وحمدك في سعتك .الله من قدر هذا و نحن مسيّرون ولسنا مخيّرون ،ولو إطلعنا على الأقدار لإخترنا ماقدره الله لنا.
فلنرضى ولا نجزع ونفرح ولا نحزن ونتفائل بعطاء الله ونحسن نظننا به فهو عند ظن عبده به.