الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد ؛
إننا حينما نتكلم عن اليوم الوطني
(للمملكة العربية السعودية ) فإننا نتذكر ونذكر بماانعم الله به من نعم عظيمة على هذه البلاد المباركة ، من أمن ورخاء ونماء ، وتحكيم للإسلام والشريعة ، ورفع للعلم وأهله ، ونشر للتوحيد والسنة ، ورغد في العيش ، ونهضة علمية وحضارية ، ومعايشة للحياة الكريمة بكل معانيها.
فالواجب على الجميع شكرالله جل وعلا والحمد له على هذه النعم التي لاتعد ولاتحصى ،
فالله جل وعلا وعد بالمزيد لمن شكر ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ).
اننا نتذكر من أسس ووحد هذه البلاد ، وجاهد بنفسه وولده وكل مايملك ، ومن معه من رجاله المخلصين ،الذين ضحوا بالغالي والنفيس، وساندوه وكافحوا ونافحوا معه ، حتى بلغوا الغاية ، ولقد وواجه الملك عبدالعزيز رحمه الله الكثير والكثير من العقبات والنكبات ، وتجاوزها بصبره وعزمه، وكرمه وعفوه ، فوفقه الله وأظهره على كل خصومه ، وقد تسلح بقلب عظيم ، مؤمن بربه وواثق بنصره ، جاهد على مدى أكثر من ثلاثين عاماً ، في سبيل وحدة هذه الأمة ، وأمنها وسلامة الناس ،وحفظ عقيدتهم ودينهم ، ودمائهم وأعراضهم وأموالهم ،
فهو من المجددين الذين جدد الله بهم للناس دينهم ودنياهم .
حتى أصبحت المملكة العربية السعودية بفضل الله ثم بفضل جهاد الملك عبدالعزيز وجهوده ومن جاء من بعده من الملوك من أبنائه الأخيار ،
أصبحت السعودية قبلة لكل المسلمين والعرب في الدين والدنيا .
فالملك الصالح عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -رحمه الله -هو المؤسس والموحد لهذا الكيان العظيم (المملكة العربية السعودية)
فقد كان رحمه الله من رجالات التاريخ ، ومن صناع الرجال الأبطال ، ومدرسة للأجيال ، أعاد بسيرته ونهجه سيرة من سلف من الخلفاء العظماء ، والملوك الكرماء.
وقد بدأ مسيرته باسترداد عاصمة ملكه وملك آباءه (الرياض )عام 1319هـ الموافق 15 يناير 1902م
وقام بعد ذلك بيسير بضم مناطق ، منها سدير و جنوب نجد والوشم وكان عام 1320 هـ الموافق من عام 1902م.
وبعد ذلك تم ضم منطقة القصيم عام 1322 هـ الذي يوافق عام 1904م، وبعد ذلك تم ضم منطقة الإحساء عام 1331 هـ والموافق في عام 1913م، وبعدها تم ضم منطقة عسير وكان في عام 1338 هـ وكان هذا موافق لعام 1919م، وبعدها ضم منطقة حائل في 29من شهر صفر عام 1340 هـ وكان موافق لعام 1921 م، وبعدها تم ضم منطقة الحجاز وكان بين عامي 1343 هـ و عام 1344 هـ، وكان هذا موافق لعام 1925م وتم إستكمال توحيد منطقة جازان وكان في عام 1349 هـ وكان هذا موافق لعام 1930م
بعد هذا أصدر الملك عبد العزيز رحمه الله بإصدار مرسوم ملكي برقم 2716 عام 1351 هـ، وكان المرسوم الملكى ينص على تحويل اسم الدولة
من (مملكة الحجاز، ونجد وملحقاتها )إلى
المملكةالعربية السعودية
وكان ذلك من يوم الخميس 21 من شهر جمادى الأولى 1351 هـ و الموافق للأول من الميزان وكان هذا اليوم يقابل يوم 23 من شهر سبتمبر 1932م.
وبعد هذا النصر العظيم ، ونشأة هذه الدولة المباركة ، وانتهاء الجهاد في التوحيد والوحدة ،
بدأ الملك المؤسس رحمه الله بجهاد آخر جهاد البناء والتطوير وارساء قواعد الدولة الحديثة ، وسخر جميع الطاقات والجهود لتكون في رتبة الدول المتقدمة في كل نواحي الحضارة ، والمدنية مع الحفاظ على هويتها الدينية والعربية ، فكان ما أراد المؤسس وقد شاهد بنفسه تأسيس النواة الأولى لنهضة المملكة السياسية والدينية والعلمية والاقتصادية.
وتابع الملوك بعده هذا البناء وخطوا خطوات كبيرة نحو الامام حتى أصبحت السعودية في زمن يسير في مصاف الدول العظمى.
وان المملكة لتعيش اليوم في هذا العهد الزاهر الباهر، عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين
الملك /سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله
وسيدي ولي عهده الأمير /محمد بن سلمان بن عبدالعزيز
لتعيش تقدما وتطورا عاماً ، ومبادرات سباقة ، ونجاحات سياسية ، وقوة اقتصادية ، جعلتها في مصاف دول العشرين ، وتميزا شاملاً ، وخططا طموحة ، ورؤى ومبادرات ناجحة ، توجت برؤية 2030 ،
لذا أصبحت هدفاً للحاسدين والأعداء الحاقدين.
ولايضرها ذلك بإذن الله فالله يدافع عن الذين آمنوا
ولايضر السحاب نبح الكلاب ، ولاترمى إلا الشجرة المثمرة.
واني أرجو وأتمنى ان تكون ذكرى هذا اليوم وهو يوم الوطن حافزاً لشبابنا وأولادنا ذكورا وإناثاً لخدمة الدين والوطن ومعرفة ماقاساه أسلافنا من الشدائد
بدءً بالملك المؤسس ومن جاء بعد من الملوك الخيار ورجالهم المخلصون ، في سبيل بناء هذه الدولة المباركة ، ولتكون معينا لهم في نهضة هذه البلاد وخدمتها بالغالي والنفيس، وان يتذكروا نعمة الاجتماع والأمن وان تجدد عندهم الحب والولاء لهذه الدولة المباركة ، وولاتها الكرام الذين ارتبطوا بشعبهم وارتبط الشعب بهم وأحبهم وان يعظموا البيعة الشرعية للملك وولي عهده وان يلزموا الطاعة بالمعروف ينصحوا لولاتهم الذين يصدق فيهم قول الشاعر:
بِيضُ الوجوه كريمةٌ أحسابهم
شُمُّ الأُنوف من الطِّراز الأول
حفظ الله المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً
وأدام الله عزها وحفظ الله أمنها ونماءها واستقرارها ورفعتها.
أ.د/خلف بن حمود الشغدلي
رئيس الثقافة الإسلامية بجامعة حائل
٢٣/١/١٤٤١هـ
22/9/2019
التعليقات 1
1 pings
سماح سالم الرشيدي
23/09/2019 في 7:16 م[3] رابط التعليق
مقال رائع يحمل مضامين تاريخية تمثل تسلسلاً لتوحيد هذه البلاد المباركة ومدى اعتزازنا بيومنا الوطني ومايمثله لنامن قيمة كشعب محب لوطنه وقيادته ..
(0)
(0)