كل يوم نعيش مع الإرهاب بمسلسلاته العدوانية ضد الإنسانية ، لأن الإرهاب تهديد للأمن والإستقرار ، فإذا حصل الأمن والإستقرار سعدت الإنسانية.
الإرهاب في السنوات الماضية كان يتمثل في أفراد وجماعات ، من خلال تأثيرات فكرية وأمراض نفسية .
ولكننا اليوم نجدأن هناك دولا تتبنى الإرهاب ، وتجعل له ميزانية خاصة ، قد تصل إلى نصف ميزانيتها السنوية .
عاش العالم في حياة آمنةمستقرة، باختلاف الإنتماءات والألوان.
وجاء الخميني بثورته المزعومة ١٩٧٩م إلى إيران حاملا راية الطائفية والدعوة إلى نظام ولاية الفقيه ، لأن ذلك مما يجعل له بسط هيمنته التعسفية على معارضيه .
لقد استبشر بعض المثقفين المتحمسين من المسلمين بالثورة الجديدة التي اتخذت لباس التضحية دفاعا عن المظلومين ، فنسوا من أن العدو الأول في مفهوم الثورة هم المسلمون الذي يؤمنون من ان رسالة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام آخر الرسالات، فلا رسول بعده.
فجعل الخميني من بنود الدستور الإيراني ( تصدير الثورة ) بمعنى نقل الثورة المجوسية إلى العالم لتحويله إلى عالم يعيش وفق توصيات نظام الملالي .
فبدات الثورة بالحرب مع العراق فترة طويلة دون مراعاة حسن الجوار، لأنها ثورة لاتراعي حسن الجوار ، إنما تؤمن بإعادة الهيمنة الفارسية بعد ما أزالها الإسلام.
ولم تكتف الثورة بعد انتهاء حربها مع العراق ، إنما رجعت بعد سقوط العراق لتقسيمها إلى أقاليم بطوائف وأحزاب موالية لإيران ، فكثرت المليشيات ، والحشود الشعبية ، كلها في خدمة ولاية الفقيه .
فكانت للبنان نصيب كبيرا من الثورة بحزب اللات بزعامة نصر اللات لتدمير لبنان ، وخلق مليشيات مسلحة باسلحة إيرانية لتكون في تهديد المنطقة .
وجاء دور اليمن بالحوثين المفسدين ، فاخرجوا الشرعية من العاصمة صنعاء ، وسفكوا دماء إخوانهم ، واستباحوا أموالهم وديارهم ، كل ذلك بتخطيط من ولاية الفقيه .
بعد هذا المسلسل الإرهابي يتبين لنا أن النزعة الفارسية التي ارادت الثورة توزيعها في دول الجوار العراق ولبنان واليمن لم تكتف بذلك ، بل الهدف الأساسي زعزعة أمن المملكة العربية السعودية ، لأنها تمثل قبلة المسلمين ، ولها مكانتها في نفوسهم، صوتها مسموع لديهم، لأن قلوبهم معها، يتوجهون اليها في اليوم خمس مرات في صلواتهم .
فالمدن السعودية التي يضربها الحوثيون بالصواريخ تثبت مدى تعدي النظام الإيراني حدودها في إفساد بلاد الحرمين ، التي جعلها المولى من دخلها كان آمنا.
ألم يأن للمتعاطفين مع الثورة الإيرانية أن يدركوا أن المنطقة تحولت إلى دمار جراء جرائم الثورة وانتهاكاتها ضد الأبرياء الآمنين؟.
وهاهي الثورة تبعث رسالة ارهابية في منتهى الإرهاب ، وبحماقة في منتهى الحماقة إلى المملكة العربية السعودية بطائرات بدون طيار(درون) لاستهداف معملين تابعين لشركة أرامكو بمحافظة بقيق وهجرة خريص .
إن العمليتين تشكلان جزءاكبيرا من المخططات الإيرانية لضرب المملكة ، الثورة ضربت المملكة دينيا من حيث المظاهرات الفاسدة ، والشعارات الباطلة ، والدعايات الكاذبة في موسم الحج ، واليوم اقتصاديا بضرب معملين للنفط .
وما دمنا على يقين من أن تصريحات سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله- بعد الحادثة المؤلمة من أن المملكة لها القدرة التامة للدفاع عن نفسها إذا لزم الأمر ندرك جيدًا أن هذه الرسالة القوية من لدن قائد عظيم ، يجمع بين سداد الرأي ويقظة الضمير والشعور بالمسؤولية تبعث الثقة في النفوس من أنه قبلتنا تحت رعاية الله ثم بقيادتها الحكيمة الرشيدة التي نذرت نفسها لخدمة الحرمين الشريفين وضيوفهما الأجلاء.
فمن ظن أن إيران ليست وراء كل جريمة فهو في سبات عميق، فجرائم إيران كل يوم بلباس جديد .
فالثورة أمرها الدعوة إلى طقوس المجوس، من تقطيع الأجسام ، وتمزيق الجلود، وتحويل عاشوراء من الصيام إلى التباكي على الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما .
بقلم الشيخ : نورالدين محمد طويل
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس في فرنسا