كانت العرب تتشائم من نعيق الغُراب وأي العرب ؟ أنهم صفوت العرب قريش !
هل كانوا سُذج أو أغبياء ؟ لا أعتقد ، ومن يعتقد غير ذلك فهو " كالعيس في بالبيداء يقتلها الضماء والماء فوق ظهورها محمول "
ربما كان تشائم العرب من صوت الغراب إعتقاد أو عقيدة ، المهم ، لدي يقين أن تشائمهم تكون وانبنى على أسس ثابتة لاتقبل التأويل والتفسير ، وهي التجربة وليست محض صدفة!
والمثل يقول:- ( اسأل مجرب ولا تسأل طبيب )
وقد ثبت بعد الرسالة النبوية أن الغربان من الفواسق التي تُقتل في الحل والحرم .
استوقفني لهذا الشؤم القديم غربان حديثة عهد والتبسني كثيراً من اليقين استباح جزء من الشك لدي لكثرة الغربان الناعقه صباح مساء عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي احتلت حيزاً واسع من حياتنا اليومية ، فصارت تنعق عبرها ليل نهار ، تهرف بما لا تعرف ، حيث تهيئت لها السبل أن تقتحم عالم الكل وتجبرهم على سماع نعيقها رغم إرادتهم!
فأصبحت وأمسيت أتقوقع عباءة شيوخ العرب الغابرة المنسوجة بخيوط التشائم من سوء ما أسمع لدرجة اني أحزم حقائب سفري عازم الذهاب بكل همومي لمكان ماوأبحث فيه عن لحظات من الهدوء والراحة والبعد عن ضجيج العالم لأتخلى هناك عن بعض مايزعجني.
وقبل أن أرحل أتفقد جهاز جوالي قبل أن أُغلقه لأغادر بطمأنينة على من أحب .
فأتفاجئ برسالة أو مقطع يحمل فكر ضحل موغل في أودية التخلف ويصدمني الكم الكبير لكثرة مشاهديه ومتداوليه رغم تفاهته أو عدم مصداقيته ، فينكسر عزمي وينشط داخل نفسي هرمون جدي العربي التشائمي الذي ورّثه لبني جلدته سامحه الله وأُصاب بالأحباط وأنثني عنماعزمت عليه ويُسقط في يدي!
وقطعاً للطريق على المتحذلقين وسداً لذريعتم ، أُخبرهم أني كافراً بالتشائم مؤمن أنه ( لا تشائم ولا طيرة )
ولكن هي النفس البشرية فطرها الخالق كيف إرادته وأخبر سبحانه بقوله ( خلق الأنسان هلوعى إذا مسه الشر جزوعى)
أعترف أني أشعر بشئ من الغصة عندما أُشاهد بعض الوجوه وأسمع بعض الأصوات وأقرأ بعض الأفكار ،المجتمعة في هيئة ( إنسان ) لايفقه إلا كما تفقه الدابة "هم كالأنعام أو أضل سبيلا ".واتفائل ببعض الوجوه وبعض الأصوات وبعض الأفكار رغم بساطتها وفطرتها النقية التي تتورع كثيراً وكثيراً عن النطق ببعض الحقائق المُشتبه بها خوفاً من الوقوع في مايكُدر صفو الأخرين ويكسر قلوبهم!!