يجب ان يكون الاختلاف في الرأي وسيلة اصلاح وليس وسيلة تنافر وتناحر حيث انه يعتبر أمر طبيعي ، فكل شخص له وجهة نظر قد تكون مختلفة عن الأخر بناها على مفاهيم تكونكت داخله جراء تراكمات علميه أو خبرات عمليه أو حتى اجتماعية
قد تكون صائبة وقد تكون خاطئة!
فالحوار والنقاش الهادف والبناء باب من ابواب الإصلاح الذي نحن بحاجه ماسه له وقد تتغير بموجبه مفاهيم خاطئة لدى فرد أو مجتمعات.
ولكن وللأسف الشديد في وقتنا الحالي تحول الحوار إلى جدال ومشاحنات لأثبات الذات والانتصار لنفس بل واصبح من يحمل وجهة نظر أو رأي مخالف غير مرغوب فيه بل والبعض يتحاشى الحوار معه بحجج واهيه.
واصبح البعض معتداً برأيه وصحة وجهة نظره بدون اي دليل أو حجه واقعيه يستند إليها ، فقط لأثبات رأيه أو ان هذا ماوجدنا عليه ابائنا.
كما وانه قد اصبحت بعض العقول متحجرة ومقيده بإرث ومفاهيم اجتماعية باليه غير قابله لنقاش والحوار في نظرهم بحجة ان الجميع يقول أو يعمل بصحتها!
وبالتالي تولد عن ذلك المشكلات الاجتماعية بل والأسرية حتى طالت العلاقات الزوجية.
ولتغلب على تلك المشكلة لا بد من فهم ادب الحوار مع الأخر والتي تتمثل بالتالي:-
١- حسن المقصد بحيث يكون الهدف من الحوار هو الوصول للحقيقة والأيمان التام بأن رأي المحاور نفسه قد يكون صواباً وقد يكون خطأ.
٢- الأصغاء لطرف الأخر وعدم مقاطعته أو التقليل من شأنه بمجرد انه خالفك في الرأي فالإنصات يجعلك تشحذ تفكيرك تجاه مايدلي به المحاور وقد تسمع من المتحدث بعض النقاط التي تقوي حجتك وموقفك في حوارك.
٣- الأنصاف حيث انه يقودك للاعتراف بالحق حتى وان كان من شخص بينك وبينه تضاد فكري أو اجتماعي أو حتى عقائدي.
٤- احترام الطرف الأخر مهما كانت شخصيته أو موقعه الاجتماعي فالبعض يعتقد ان اسقاط الأخر يعتبر نجاح ويجهلون ان اسقاط الطرف الأخر أو انتقاصه يعتبر عجز وافلاس.
٥- عدم الهروب من الحوار بحجة ان المحاور على خطأ ولا يستحق المحاورة فهذا بحد ذات دليل ضدك على خلل في الفكر وعدم الثقه بما لديك من حجه.
٦- التواضع مع جميع اطراف الحوار وعدم التكبر أو التعالي عليهم وعدم النظر اليهم بنظره دونيه أو اظهار بعض التعبيرات على الوجه او العينين او الشفاه بالهمز أو اللمز.
فالشخص المتواضع يقبل الحق وان كان على لسان عدوه فالهدف من الحوار هو الوصول إلى الحق والصواب بغض النظر عن المحاور وموقعه.
وأخيراً التراجع عن الخطأ والاعتراف به فضيلة وميزه لا يجيدها إلا ذوي العقول الراجحة والمتميزة بالتدبر والتفكر.
وفي النهاية نستشهد على ماذكر بقول الحق سبحانه وتعالى:-
(( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ))