نقلت وكالة الأنباء العراقية عن المجلس القضائي، الخميس، أن زعيم تنظيم داعش، أبوبكر البغدادي، مريض.
وذكرت الوكالة أن “مقرباً من الإرهابي الملقب أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإجرامي (كشف) أن الأخير يعاني من مشاكل صحية كبيرة”.
ونسبت إلى مجلس القضاء الأعلى قوله إن “المقرب من الإرهابي البغدادي كشف أيضاً عن خلافات داخل التنظيم”.
ابن عم البغدادي يعترف
في التفاصيل، فقد عرض القضاء العراقي اعترافات رباح علي إبراهيم علي البدري ابن عم زعيم تنظيم داعش إبراهيم عواد إبراهيم علي البدري الملقب بـ”أبو بكر البغدادي”.
ويروي الإرهابي في معرض اعترافاته أمام محكمة تحقيق الكرخ المختصة بقضايا الإرهاب أبرز ما دار بينه وبين ابن عمه.
وحسب ما نشرته وكالة الأنباء العراقية فإن رباح قال: “كنت مقرباً من البغدادي، نشأنا معاً منذ الطفولة وافترقنا نهاية الثمانينات عندما انتقل للدراسة في بغداد حتى حصوله على شهادة الدكتوراه، وخلال تلك الفترة كنا نلتقي بين الحين والآخر”.
الانتقال لشعفة
وأضاف ”كنت أسكن قضاء الدور في صلاح الدين في الوقت الذي أعلن التنظيم سيطرته على بعض المحافظات والمدن، وكان قد انتمى ثلاثة من أولادي الستة للتنظيم، لأن أغلب سكان المنطقة التي نسكنها انتموا ورددوا ما تسمى البيعة، وانتقلت بعد ذلك إلى نينوى، ورددت البيعة هناك ما يسمى إمام شرعي الولاية والمكنى أبو مصطفى بيعات”.
وذكر في اعترافاته أمام القاضي المختص بنظر قضايا جهاز المخابرات الوطني العراقي الذي تولى التحقيق مع رباح بتوفر جميع الضمانات القانونية، “عينت للعمل في ديوان الزراعة/ قسم الثروة الحيوانية حيث كان يقتصر عملي على تربية الأغنام والمواشي وبيعها وإرسال الأموال إلى ما يسمى بيت المال للتصرف بها”، مشيراً إلى أن “ديوان الزراعة كان يشكل مورداً مالياً مهماً للتنظيم فضلاً عن الموارد الأخرى”.
وبين “عند تحرير مدينة الموصل من قبل القوات العراقية انتقلنا بصحبة عائلاتنا إلى ما تسمى ولاية الفرات، وعملت هناك في ديوان الزراعة أيضاً وبعد تقدم القوات لغرض تحرير محافظة الأنبار انتقلنا عبر الحدود إلى سوريا منطقة شعفة تحديداً”.
بيت “صغير”
وعن محاولاته اللقاء بابن عمه البغدادي يتحدث رباح قائلاً “تلقينا تحذيرات عديدة ومنعنا من محاولة التقرب أو اللقاء بالبغدادي كأقرباء له من قبل شقيقه، وهو المكلف بحمايته وحارسه الشخصي خشية ملاحقته من قبل الأجهزة الأمنية أو معرفة مكان تواجده لذلك لم أفكر حتى بالحديث بالأمر”.
ولفت رباح إلى أنه “في أحد الأيام حين كنت متواجدا في أحد الدور في منطقة شعفة حضر لي أحمد شقيق أبو بكر البغدادي وحارسه الشخصي بصحبة شخص لا أعرفه يكنى أبو هاجر، وطلب مني الذهاب معه إلى مكان لم يحدده”.
وأوضح “كان البغدادي يقطن في بيت بسيط صغير لا تتجاوز مساحته 150 متراً، وكان بصحبته رجل عربي فبدأ يسألني عن أخباري، وعن أحوالي ومصير الأسرة، وطلب مني نقل العائلات إلى مكان آمن خشية تعرضهم لمكروه كون المعارك أخذت تشتد، فضلاً عن الخلافات التي بدأت تعصف بالتنظيم”.
خلافات حادة
وقال ابن عم البغدادي “أخبرته أن هناك خلافات حادة عصفت بالتنظيم سببها اختفاؤك أو تأخر ظهورك على الساحة وادعاء الإرهابي العرب بعدم وجودك، حتى إنه في إحدى المرات حين كنا متواجدين في أحد المساجد خرج أحد المقاتلين التونسيين وقال لا يوجد خليفة؟ متسائلاً بصوت عال: أين الخليفة؟”.
ونوه بأن “البغدادي أخبرني بالنص بأننا غرقنا بالأشخاص الذين يعملون ضدنا، وإنه كان على علم بكل ما يحدث، هذه الخلافات أخذت تشتد حتى تطور الأمر ليصل إلى مرحلة الانقلاب قاده إرهابيون أجانب وعرب”، مبيناً أن “أبرز من كان يروج للخلافات ويدعي عدم وجود خليفة هم التونسيون في صفوف التنظيم”.
وبين رباح أن “البغدادي كان قد بان عليه التعب والإرهاق وعلامات التقدم في السن، وكان يعاني من ألم نتيجة للعملية الجراحية التي أجراها في أذنه اليسرى في منطقة البوكمال السورية “.
وأضاف “لم يكن البغدادي بعيداً عن منطقة شعفة السورية حيث استغرقنا من الوقت للوصول إلى المكان الذي كان يمكث فيه من 10 إلى 15 دقيقة من مكان تواجده لحين الوصول إليه، ما يدل على أن المكان لم يكن بعيداً أو خارج المنطقة على الأقل”.