تعتبر " مبادرة عفو " والتي تتبناها مؤسسة الدكتور محمد بن مران قويد الثقافية والإجتماعية والخيرية من المبادرات الوطنية ، والتي تهدف إلى إطلاق حملة وطنية الإطار ، وشرعية الأساس ، ونبيلة الغايات ، بإهداف تثقيفية توعوية دعويّة ، تتضمن برامجاً يتم من خلالها تعزيز القيم الدينية في نفوس الشباب ودعوتهم لحفظ الدماء المعصومة ، حيث لا يخفى على الجميع أنه ظهر مؤخراً ظاهرة مقلقة حيّرت عقلاء المجتمع من الأمراء والعلماء والمشائخ والأعيان والوجهاء ولجان إصلاح ذات البين الرسمية وهي المبالغة في الديات والمزايدة فيها ، والمساومات المالية بصورة تعجيزية حتى تخطت المنطق وتجاوزت المقاصد الشرعية السامية والتي تهدف إلى إبتغاء الأجر والمثوبة ﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ .
فيتم من خلال هذه المبادرة العمل على تعزيز القيم الدينية حفظاً للدماء وتجنباً لإزهاق الأرواح وتفادياً لإهلاك النفوس والتي حرم الله قتلها إلا بالحق والبعد عن التوتر والمهاترات والمصادمات والتي تؤدي عادة إلى نتائجٍ وخيمة قد لا تُحمد عقباها .
وبالفعل فقد بدأت هذه المبادرة الوطنية تؤتي ثمارها حيث سيقوم مجلس الشورى الموقر بدراسة هذه الظاهرة المزعجة ، والتي تجاوزت الأعراف الإجتماعية والقيم والمباديء الأخلاقية حتى تحولت إلى متاجرة صريحة بالدماء وسمسرة وتكسّب من المغالات بالديات لكبح جماحها ، ووضع حلولاً ناجعة لمعالجتها ووضعها في إطارها الصحيح وايجاد سقفاً أعلى للديات ، والعمل على ايقاف التبرعات العشوائية ووضع آلية وضوابط خاصة بها تحت متابعة الجهات المعنية .
واخيراً اسأل الله أن يكلل مساعي هذه المؤسسة بالنجاح ، وأن يوفق القائمين عليها بكل خير ، ويديم على وطننا المعطاء طمأنينته وأمنه وإستقراره ، ويحفظ حدودنا وجنودنا في ظل حكومتنا الرشيدة وقادتنا الأوفياء .