من الجميل ان يكون المرء مصدر إشعاع إذا غاب حل الظلام الدامس ، ومن الجميل ان يكون المرء معول النشاط وديمومة الحركة إذا غاب سكن كل شيء وتجمد ، ومن الجميل أيضاً ان يكون المرء محور الأمل والإنتاج فإذا غاب تمحور كل شيء على ذاته ،والأجمل من كل ذلك ان يُصطفى المرء من بين الخلائق ليصلي عليه الله وملائكته .
المعلم والمعلمة هما المخولان الأوحدان بفتح أبواب العقول والسماح بأشعة النور أن تخترقها وتتجول في ردهاتها ؛ ليخلقان إنساناً قوي الإرادة
ثاقب البصيرة متَّقد الطموح يعلو بوطنه على هامات السحائب ، هما من يملك
المفاتح التي تنوء بحملها شمُّ الجامعات ، هما من يحملان مشاعل النور بين أيديهما ويمنحانها لابنائهم وبناتهم جيلاً يتلوه جيل ليستضيئون بها في دروب مستقبلهم .
في صباح الغد سيقف المعلم وستقف المعلمة على أبواب مدارسهم بثغورٍ باسمة وأيدٍ مصافحة يستقبلون أبناءهم وبناتهم مبتهجين بعودتهم الحميدة إليهم ، وقد فرشوا لهم من الورد طرقاً ، ومدوا لهم من الأمل جسوراً ، وخدّوا لهم على القلوب أخاديداً . فمنذ أسبوعين وهم يغدون ويروحون إلى مدارسهم يهيؤنها لاستقبال طلابهم غير آبهين بمقتنصي المثالب أو العازفين على أوتار الغيرة أو الصارخين بالأصوات النشاز ، بل بالعكس فهناؤهم في الغدوة والروحة للمدارس ، وعشقهم تقويم مثالب ابنائهم واستمتاعهم بعزف أجراس الحصص .
أعتقد انه يحسن بالطلاب والطالبات وأولياء الأمور أن يستقبلوا " رسل النور"
في الغد بطموحٍ عالٍ وتفاؤلٍ مندفع وتعاونٍ وتقديرٍ مثمر ، لتسير السفينة
نحو المرفأ بهدوء على متن الامواج الصاخبة .
مسمع : " لو لم اكن ملكاً لوددت ان أكون معلماً "