علقت الدكتورة “سمية محمد العسل ” رئيس اللجنة العليا لمكافحة الارهاب والتطرف الفكري،وباحثة متخصصة بالشأن الإيراني.على طلب شباب الإخوان بالسجون المصرية العفو عنهم مقابل إعتزالهم السياسة.
وقالت أن هذا الطلب يحمل اثنين من السيناريوهات أولهما يأس شباب جماعة الإخوان من الدعم الخارجي لهم وقناعتهم بضعف قياداتهم خصوصا وأنها ليست المرة الأولى فقد حدث منذ عدة أعوام وفي زمن حكم محمد مرسي أمر مماثل بمحاولة انشقاق البعض وهم مجموعة من الشباب قاموا بتوجيه نقد لإدارة الجماعة ،وهذا يعظ أمر غريب ويخالف مفاهيم الولاء والطاعه التي عاهدوا قيادتهم عليها قبل الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين.
وأضافت الدكتورة”العسل” في تصريح خصت به “أضواء الوطن الإلكترونية” أن السيناريو الا5خر هو مراوغة وأوامر من القيادة تحمل معنى (الكذب من أجل الخلاص)، وبعد خروجهم من السجون سنشهد تضاعف في تنفيذ العمليات الإرهابية ولربما تجنيد لخلايا نائمة أخرى تصبح ظهير قوي لهم في حال تم القبض عليهم مرة اخرى وايداعم في السجون.
و لا أرى أن الإفراج عنهم في هذا التوقيت قرار صحيح، نظرا لاننا الآن نشهد عملية إعادة لتوزيع خارطة الإرهاب على مستوى دولي ، تتلخص في العائدون من داعش وعناصر القاعدة وانضمامهم إلى كيانات جديدة أخرى منها الحوثي في اليمن ، ولا يمكننا ان نتجاهل تاريخ العلاقات بين الاخوان وايران في ظل ما ترعاه إيران الآن من إرهاب داخل المنطقة.
ان علاقة الإخوان بالشيعة ترجع إلى الستينيات، عندما زار سيد قطب إيران، مشيرا إلى أن هناك تشابه كبير بين الفكر الإخوانى والشيعى خاصة فيما يتعلق بالمظلومية والكربلائية.
بل أن محمد مهدى عاكف، المرشد السابق للإخوان يعد من أكثر المطبعين مع الشيعة والداعين للتقارب مع الشيعة، كما أن مرشد الثالث للإخوان عمر التلمسانى أحد أبرز قيادات الإخوان الذين دعوا لهذا التقارب.
أن النظام الذى يتبعه الشيعة خاصة إيران، متقارب مع الإخوان، فكلاهما يتبع نظام المرشد الأعلى سواء إيران أو الإخوان، موضحا أن هناك تقارب فكرى بين الإخوان والشيعة
ويجب على جماعة الإخوان المسلمين مراجعة مواقفها وتوجهاتها وان لا تقتصر المبادرة على الشباب فقط، بل يجب على جماعة الاخوان نفسها أن تتبنى هذه الفكرة، بشكل جاد وفعال وليس من أجل تحقيق مكاسب سياسية فقط، أسوة بتجربة سابقة لمبادرة الجماعة الإسلامية.
ويجب أن نعلم أن هذه المبادرة ليست الأولى، بل سبقها العديد من المبادرات والتي باءت جميعها بالفشل.
إن صحت المبادرة فيجب علينا أن نعلم موقف اقطاب الجماعة من هذه المبادرة الشبابية ، لانهم ما زالوا يسيطرون على قطاع كبير من شباب الجماعة، بالإضافة إلى وجود انشقاقات داخل صفوف قيادات جماعة الإخوان المسلمين.
واعتقادي أن هذه المبادرة من شباب الجماعة هي بمثابة جس نبض للشارع المصري من قبل قيادات الجماعة فإن نجحت وتعاطف الناس معها فستقوم قيادة الجماعة بتبني الموقف وفي حال فشلت ولم يحدث تعاطف معها من قبل الشارع المصري فستتخلى عنها الجماعة وتخرج علينا ببيانات تؤكد أن الجماعة لم تطرح اي مبادرات، بل هي من قبل أنصار قلة من شباب الجماعة.