بكيت على أبوابها أترقب الساعات الأولى للذهاب إلى عرفات وقلبي ينبض فرحا وخشية وصدقت ما قيل ويقال دوماً " الحج ينادي " عبارة نسمعها لمن أراد الحج وقصتها.
أجمل أيام في العمر .. وبدأت رحلتنا بعد وصولنا إلى الفندق للتجمع مع المخيم للذهاب إلى بيت الله الحرام من جدة إلى مكة من صباح يوم الجمعة في إحدى الفنادق المتعاقد معها كان شعور لا يوصف من الفرحة والرهبة ، أنظر لمن حولي وأرى ملامح وجوهم ونظراتهم وملابس الإحرام كان شي يثلج الصدر .
تحركت بنا الحافلة مع "مخيم المأمونية" ( إحدى المخيمات المنظمات للحج لتسهيل سنن الفريضة ضمن مجموعات ) وذهبنا إلى منى ومن ثم تم التعارف على من معنا من الناس كان يوم جميل لم أكن أتخيله فالناس هناك كعائلة واحدة كل منا يسأل عن الآخر وكانت هناك داعية وداعي يذكروننا وينصحون عن كيفية الحج وماذا نفعل في يوم عرفة؟.
وفي اليوم التاسع من فجر يوم عرفة تحركنا من منى الى عرفة ومكثنا فيه ليلة دعونا ربنا بكل ما نريد وبفضل الله تم نزول أمطار غزيرة وكأن الله يقول استجبت دعواكم فكان يوم مليء بالحب والطمأنينة والراحة في يوم لا يتكرر
يالله لا أستطيع وصف هذه الرحلة الإيمانية الممتلئة بتهذيب وتزكية النفوس وغسلها من الآثام والشرور اجتماع للنفوس المؤمنة على الحب والإخاء والمودة والتسامح قلوبهم بالله متعلقة تركوا أوطانهم وبلدانهم وبذلوا أموالهم وتحملوا متاعب السفر إجابة لدعوة الله تعالى .
وبكل فخر فإذا أردت التحدث أكثر سأتحدث عن المتطوعين الذين لهم الفضل بعد الله على المساعدة فعندما انتقلنا من عرفة إلى مزدلفة للمبيت ورمي الجمرات كانوا هنالك رجال الكشافة والشرطة والدفاع المدني وكل جندي مجند لخدمة ضيوف الرحمن بثغر مبتسم لمساعدة الناس للعبور والتنظيم وتأمين الحجاج لها طعم خاص من حلاوة العبادة والشعور بقداسة الموقف وأن أفضل احساس ممكن أن يشعر به الجندي وهو يقف حارسا على مشعر من المشاعر المقدسة أو يمد يد العون لحاج يحتاج إلى معاونته لاستكمال الفريضة التي فرضها الله فأسأل الله لهم السعادة والتوفيق والطمأنينة والأجر .
مواقف عدة يشهد لها الأرض والعبد نقلتها لنا عدسات الكاميرات ليرى العالم أجمع ما تقوم به السعودية من الجهود المُبهرة لخدمة ضيوف الرحمن وبكل اعتزاز وبلامِنّة رغم ما يواجهها من متاعب وعقبات والتي بفضل الله يتم تذليلها رغم قُصر فترة مناسك الحج بالذات والتي لا تتجاوز فقط السبعة أيام لكثافة عددية تُقارب المليونين والنصف حاج مع تأمين الإيواء والسكن والغذاء والعلاج والأمن.
إنها مواقف مشرفة هناك من ساعد كبار السن بالكراسي المتحركة للدخول لرمي الجمرات وعبور الطريق وغيره والمسعفين المتواجدين في كل مكان بفضل الله ثم جهودهم كان الحج ممتع .
شكرا لكم بحجم السماء و بحجم عطاءكم الوافر الذي لا ينتهي شكرا لمساعدتكم بكل ما تستطيعون به شكرا كثيرا فمن لا يشكر الناس لا يشكره الله جزاكم الله خير الجزاء وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال شكرا حملة المأمونية الكرام جزيتم خيرا على ما فعلتموه.
عشت اللحظة عن قرب ورايت الجهد المبذول من أصغر متطوع إلى أكبر مسؤول شكراً من القلب لكل من سعى في إنجاح الحج وليس من غريب على شباب وشابات أرض الحرمين الشريفين فالكل معطاء وخدوم بروح جميلة ليرسم للعالم صورة مشرفة للسعودية بلد مضياف وحامي أرض الحرمين .
يعجز اللسان عن الوصف لقيمة الشعيرة والمكان والزمان .
كنت دائماً أرى وأسمع صور الحج والقائمين عليه على صفحات التواصل الاجتماعي، اليوم رأيته على أرض الواقع، رأيت ابتسامة لا تفارق وجوه رجال قوى الأمن ، والكشافة والكوادر الصحية والمتطوعين رغم مشقة المهمة رأيت الإحسان في أبهى صوره.
" طريق يا حاج " عبارة لن ينساها الحجاج فهي تتردد في آذانهم.
حقيقة ؛ أشعر بأن بداية لعهدٍ سعيد مختلف عما قبله وكأنني أبدأ مع هذا اليوم عام جديد.