الكل أو الغالب عندما يتصفح مواقع التواصل الاجتماعية ، تقع عينه على انتقادات لكثير من الصفات الدونية ويشاهد حروب تدور رحاها ضد عالم أخر مجهول أو مستتر !
لا أدري على أي أرض يقيم هذا العالم المجهول السيء الطباع ، فالكل بلا استثناء يدعي النزاهة والبعد عن الزلل بل وكمال الصفات ، وانه ذاك الطيوب الحبوب الذي وقع بين حبائل وبراثن الغدر والخيانة من قبل طرف ردئ المعشر ، رغم نزاهته وحسن تعامله وعلو همته وترفعه عن سقائط الأخلاقيات ودنئ الصفات !
فأن دار الحوار عن الكرم فالكل سيده ، وأن أنعطف مسارة لمواقع البطولات ومعارك الشجاعة فالكل يمتطي صهوة جوادها ، وأن دار الحديث عن الغيبة تعوذ الجميع وحوقل من شر ذاك المغتاب !
الكل أن وجد حكمة راقية ذات معاني سامية أسقطها على نفسه ، وأن وقع نظره على بيت من الشعر يذم صفة ترتفع النفس البشرية السوية عن تعاطيها وتمجد الذات بالترفع عنها تمثل به ، وأن طرقت أذانه شيلة هياطية تمجيدية للذات ، نشرها لتنبئ الأخرين عن حالته وأنها تنطبق بحق ذاته المنزه !
السياسي يسند موقفه ، والمسؤول يعلي من قيمته ، والكاتب ينزه قلمه ، والشاعر يمجد مساره ، والمتلقي يلتقط ويسقط على ذاته تلك الصفات الكمالية ، حتى يخال لك أن الكل سوي منزه وأنه يعيش النقاء بكامل تفاصيله .
من بين تلك الشواهد تلبسني سؤال يطارد فكري ويجثم على صدري ، في نهايته علامة استفاهم كبيرة تحجب مدى بصري ويندلق خلفها ألف علامة تعجب!
صيغة ذاك السؤال :-
مع من حربنا الخرافية التي نخوضها ونطلق جرائها ملايين القذائف العشوائية من الصفات الذميمة وتلك العادات القبيحة التي يترفع غالبيتنا أن لم يكن عمومنا زيفاً عن ممارستها ، من جبن وبخل ونفاق وغيبه وحرب للأقرباء وتخلف و و و ؟؟
لماذا لانتخذ من تلك الحكم والأشعار وجميل الأقوال والأفعال مرجعية توعوية لنبدأ من خلالها في التغيير من دواخل ذواتنا لننأ بها عن المزالق التي تنحدر بنا إلى وحل الأخطاء ومستنقعات الرداء ، بدلاً من التمثل بها وإسقاطها على الذات وكأنهُ يمارسها الغير ونحن الكرام البررة ؟!!
ومضة :-
الكمال لله وحده لاينبغي لغيرة ، والنفس البشرية مطوية على النقص ومجانفة الآثم والزلل بقصد أو بغيره، ولكن الفضل جواد يمتطي صهوته الشجعان فقط ، والذين يعترفون بأخطائهم ومثالبهم إذا تبينت لهم معالمها ، ويتراجعون عن مواصلة الركض في مضاميرها ..
دمتم بود ..
التعليقات 3
3 pings
محمد
16/08/2019 في 10:34 ص[3] رابط التعليق
مقال جدا رائع
(0)
(0)
مواطن
16/08/2019 في 1:50 م[3] رابط التعليق
مقال رائع وفعلا واقع نعيشه .. تحياتي لك ..
(0)
(0)
محمد بن جهز
17/08/2019 في 12:57 م[3] رابط التعليق
محمد
و
مواطن
تحية لكم من العمق شاكر مروركم الفخم وفي كل حالاتي انتم الداعم وانتم من يزف قلمي لعالم الابداع ..
تحيه مره اخرى ..
(0)
(0)