مائتان و خمسون الف ريال، آخر صبر خمسة عشر عام ، على صندوق التنمية العقارية، فرحت بها فرح المولود المنتظر ، بنيت و انتهيت بحمد الله و فضله.
مع أن خطوات صندوق التنمية كانت بطيئة جداً جداً جداً، لكن كان للجميع فرصة لتملك منزل ، وأظنه لو سرعت هذه الخطوات؛ لكان أفضل بكثير من ربطها بالبنوك التي لا يهمها المواطن بأي حال من الأحوال، مما ترتب عليه حرمان " عديموا الدخل" من فرصة تملك منزل ولعل الجزء المشرق في برامج وزارة الإسكان الحالية، الذي يجعلنا نلين نوعًا ما معها، وهو أن فرصة تملك المنزل أصبحت أسرع، فالآن نجد شبابًا قد تملكوا، بعد أن كان هذا حلمًا يستهلك " ثلثي العمر"!!. مع تحفظي الشديد على تملك الشقق، لكن " العوض و لا القطيعة"!!
في مناسبة عامة قابلت أحد الأقارب، أعرف وضعه تمام المعرفة ، في منتصف العمر ، رب أسرة، لا يحمل مؤهل دراسي، عاطل عن العمل، غير مسجل في الضمان لعدم انطباق شروطه عليه، ولأن الحديث عن الإسكان أحتل المركز الثاني بعد الأحاديث الرياضية، و ليس لي و صاحبي في الرياضة مجال، فقد كان الإسكان هو الحوار؛ حيث تفاجأت من جوابه المخيب للآمال، وردة فعله السريعة الصادقة ، عندما سألته من دافع محبة؛ هل تقدمت بطلب على الإسكان ؟! كان الرد موجعًا صادمًا : يا حليلك يابو جزاء؛ الإسكان حوَّلنا على البنوك، و البنوك تبي راتب للاستقطاع ، وانا ماعندي وظيفة !! ولما أخبرته عن الإسكان التنموي؛ أوضح أن هذا خاص بمستفيدي الضمان الاجتماعي، وهو غير مستفيد !!، لحظتها لم أنتبه لنفسي إلا و أنا أردد " الله يذكر أيام الصندوق العقاري بالخير".
لعلنا نجد عند وزارة الإسكان توضيح كافي بخصوص هذه الفئة من أبناء وطننا الغالي، التي حرمتها أنظمة الوزارة من حقها في تملك سكن كالبقية، و ليس لهم ذنب إلا أنهم " عديمو الدخل" ، ولم تنطبق عليهم أنظمة " الضمان الإجتماعي" أو " مكتب العمل" ليستفيدوا من " الإسكان التنموي" علما أنهم قد يكونوا أشد حاجة من غيرهم، فهم بحق " غلابة "
اتمنى أن أكون مخطئًا، وأن صاحبي " ماعنده سالفة " و أن هناك برنامجًا مفعلًا، و معمول به يخص هذه الفئة، أما إن كانت هناك دراسة، أو برنامجأ سيطلق، فهذه نقطة سوداء في مسيرة وزارة الإسكان !! كيف لم يُلتفت لهم منذ البداية ؟ كيف سقطوا من حساباتها، و توجهاتها؟!. عمومًا أتمنى إن كان لهم بارقة أمل، أن لا يرددوا " ياليل مطولك".