جدة- حسن علوي  

غدير حافظ فنانة تشكيلية لا تعرف المستحيل أمام أي تحدي يواجهها من أجل الوصول إلى فضاء واسع تحقق من خلاله جملة من الطموحات والآمال .
استطاعت أن تصقل موهبتها خلال مسيرتها الفنية وجعلت لأعمالها بصمة وضجة لدى الصحافة العالمية .
شاركت لوحاتها في العديد من المعارض المحلية و الدولية منها معرض “إلتقاء الفن” بفيينا عام 2009 ، والمعرض الدولي الرابع بالمكناس عام 2013 ، كما شاركت في مسابقة حرب القتال في إيطاليا عام 2014 ، و نالت العديد من الجوائز .

ولتسليط الضوء أكثر حول تجربتها الفنية وطرح العديد من التساؤلات وغيرها ، يسرنا أن نلتقي وإياكم مع ضيفتنا الفنانة التشكيلية غدير حافظ

فأهلا وسهلا بك ،،

بدايةً نود أن نُعرف السادة القُرّاء على البطاقة الشخصية في سطور ؟
فنانة تشكيلية ، صاحبة معهد إبداع الغدير للفنون بجدة ، مدرب معتمد كأول فنانه تشكيلية سعودية معتمدة عالميا من المعهد العالمي الكندي ، أسعى إلى نشر الوعي الثقافي الفني من خلال دورات المعهد ومن خلال المعارض والورش الفنية التي أقوم بها داخل وخارج المملكة العربية السعودية ، وهدفي طرح و معالجة بعض القضايا الإنسانية التي يصعب على البعض التعبير عنها .

‏‎إلى أي مدرسة فنية تتجه أعمال الفنانة التشكيلية غدير حافظ ؟
كل المدارس الفنية تستهويني ولا اتوقف عند التجربة لمدرسة معينة ، ولكن أكثر المدارس الفنيه التي خضت بها معارضي هي المدرسة الانطباعية الرمزية في معرضي الشخصي مجموعة إنسان .
والآن في معرض “شتات بين الحقيقة والخيال” أسلوب الفنتازيا وهو أسلوب مزج بين الخيال والواقع .

‏‎من خلال تجربتك ،، ما الذي يحتاجه الفنان التشكيلي كي يكون مٌتميزاَ في هذا المجال ؟
يحتاج الفنان إلى الدراسة أولا والدراسة لا أعني فيها فقط الاكاديمية بل والخوض في كل أنواع الفنون بشكل أكاديمي علمي ، ثم الممارسة وأركز هنا على كلمة الممارسة لأن الفنان إذا توقف عن ممارسة الفن يكون توقف عن الإتقان والفنان الذي يمارس الفن بشكل مستمر يصل إلى الإبداع .

‏‎وما أهم التحديات التي واجهتك خلال مسيرتك الفنية ؟
التحديات التي واجهتني كثيرة جدا ولكن سأذكر بعضا منها :
-عدم تقبل الناس للمفهوم الصحيح للفن التشكيلي .
-الوعي الثقافي لمفهوم الفن التشكيلي ضعيف جدا جدا لدى الطبقه العامة في مجتمعنا ومازال بحاجة إلى العديد من المقومات حتى يصل بشكل جيد .
-المديح الزائد لمن يعتلي مناصب في الفن علما أنهم لا يفقهون بالفن شيء .
-تدني مستوى القائمين على المعارض الفنية .
-رداءة الأعمال على الساحه الفنيه وفوضى عارمة تعم معارضنا .
-عدم وجود مقاييس فنية صحيحة للجان التحكيم
وتمسكهم بتحجيم مستوى الإبداع عند الفنان بحجة العادات والتقاليد .
وهناك المزيد ولكن أكتفي بذلك .

‏‎لوحة فنية تعتبرها غدير حافظ “الخطوة الفاصلة” نحو الانطلاق للشهرة ؟
لوحاتي في فينا كانت أكبر إنطلاقه لي في بداياتي للعالمية ، ولوحتي لـ “عهد التميمي” في سكوبيا أحدثت ضجة فنية في صحف مقدونيا .

‏‎كيف تنظر غدير حافظ إلى النقد ، وهل تتقبله برحابة صدر ؟
النقد الفني حينما يكون من ناقد فني دارس ومثقف اتقبله بكل رحابة صدر لأن ذالك سيفيدني بالتاكيد فنحن في الدنيا نتعلم ، ولكن إذا كان النقد من إنسان عادي لا صلة له بالفن أو مجرد رأي شخصي لا اعطي له أي بال ، ومن وجهة نظري لا قيمة للكلام حينما يكون من غير أهله .

‏‎وهل لديك شغف الخروج عن المألوف في أعمالك الفنية ، بمعنى أن يكون لك بصمة خاصة ؟
نعم بالتأكيد ليس فقط لتكون لي بصمه خاصة بل لأنني استمتع بمعاندة الحياة ، فتحديات الحياة تقويني والخروج عن المألوف يعطي أعمالي طابع خاص لا ينساه المتلقي والمتذوق للفن والمثقف لذلك استمتع بالخروج عن الواقع .

‏‎حدثينا أكثر عن أسباب إلغاء معرضك الشخصي مؤخرًا والذي كان من المقرر أن يقام في ثقافة وفنون جدة ؟
معرض شتات بين الحقيقة والخيال بعد معاناة طويلة جدا في إقامة معرضي في جدة بسبب الاحتكار الموجود للصالات الفنية أقمت المعرض في مصر في دار الأوبرا المصرية بجهود شخصية وذلك لإعلاء اسم وطني في كل مكان ، وكان حضور سعادة السفير “أسامة نقلي” شرف كبير لي ، ثم قررت أن أقيم المعرض في جدة وعدت من جديد للبحث عن قاعة فنية ، ونظرا للتوجه الرائع من سيدي سمو الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – في رؤية 2030 والوضع الثقافي في المملكة قررت أن أقيم المعرض في جمعية الثقافه والفنون بجدة رغم أنني أعلم أن مستوى الجمعية مازال لا يؤهلها للمستوى الذي أطمح إليه ، ورغم ذلك حاولت المبادرة بأن أكون معهم ولكن تعاملهم المتعب والغير منظم وتكرر التأجيل والتغيير في المواعيد رغم الاجتماعات المطولة التي كانت بيننا جعلتني أشعر بالإحباط وأنني أحلم في عالم ليس عالمي ، لأن المصداقية في عملي هو أساس النجاح والتنظيم للمعارض الفنية تخضع لبروتوكول معين يجب أن يعطى حقه وهذا ما أقوم به في معارضي الشخصية عادةً ، وبعد أن تأكدت أن التعامل مع الجمعيه سيفقدني مصداقيتي مع جمهوري قررت إلغاء المعرض بعد أن أوضحت لمدير الجمعيه الأستاذ محمد آل صبيح سبب الإلغاء على الرغم أنه حاول الاعتذار وإعادة الترحيب بي إلا أنني وبكل صراحه فقدت الثقة في تعاملي معهم بسبب تغيير الموعد إلى ثلاث مرات في وقت قصير ، وهذا ما جعلني أفقد ثقتي بهم مع احترامي للجميع .

‏‎أهم مشاركاتك الداخلية والخارجية والجوائز التي حصلتي عليها ؟
من أهم مشاركاتي الفنية داخل المملكة مشاركتي في أول ورقة عمل لتطوير عمل المرأة في المملكة التي قدمت بها فكرة لعمل المرأة في الفن التشكيلي ، ولكن للأسف لم تصل فكرتي للمسؤولين وسُرِقت ، فأحبط من جديد ثم نفذت ماطرحته على أرض الواقع بإقامة معهدي الشخصي معهد إبداع الغدير للفنون بجدة .
ومن أهم مشاركاتي الدولية :
-تمثيل المملكة لأربع سنوات متتالية في كوسوفو كأول فنانة تشكيلية سعودية تمثل المملكة في كوسوفو من خلال سمبوزيوم كوسوفو آرت كولوني الذي ضم 60 فنان وفنانة من عدة دول في العالم وكنت الفنانة السعودية التي تمثل المملكة .
-مشاركتي كعضو لجنة تحكيم لـ 28 دوله في أول ملتقى فني لذوي القدرات الخاصة أولادنا في مصر تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي .
-مشاركتي في سمبوزيوم “أنا إمرأة” في قبرص لأربع سنوات على التوالي لتمثيل المرأة السعودية .
وهناك أيضا مايقارب 38 مشاركة دولية أخرى ولكن هذه أهمها .

‏‎وماذا عن خططك ومشاريعك القادمة ؟
بمشيئة الله الفترة القادمة ستشهد حراك مجددا في المملكة بعد كل الإحباطات التي أصبت بها إلا أنني لا استسلم أبدا فلدي معرض “شتات بين الحقيقة والخيال” الذي سيقام في مدينة جدة بمركز الملك عبدالله للمعاقين حيث أنني خصصت جزء من مبيعات المعرض لأطفال ذوي القدرات الخاصة .
كما سيقام في صالة روشان التي ستضم المعرض وسيحمل طابع مختلف تماما عما تم عرضه في مصر وأيضا سيكون مختلف عما سيعرض في مركز الملك عبدالله ، فأنا أحب التغيير دائما حتى لا يصاب المتلقي بالملل ولكن سأتركها مفاجئة للجميع لأنني أعدك أنني سأطلق قنبلة فنية تحمل طابع مختلف عما أعتاده جمهور الفن التشكيلي من غدير حافظ .

‏‎رسالة عتب إلى من توجهها غدير حافظ ؟
‏‎إلى وزير ‎الثقافة سمو الأمير بدر بن محمد بن عبدالله الفرحان ، لأنني حاولت أن اتواصل معه من خلال تويتر ومن خلال موقع الوزارة ولكن للأسف لم تصله رسالتي رغم أنني متأكدة إن التقيت به واستمع إلى مقترحاتي سأجعل من أرض المملكة متحفًا فنيًا ينافس دول العالم ، فأنا لدي مخطط فني واحتاج إلى إتاحة الفرصه لتحويل جدران المملكة وشوارعها إلى متحف فني ولكن الوصول إلى سموه صعب جدا .

‏‎كلمة أخيرة نختم بها الحوار ؟
وما توفيقي إلا بالله تعالى ثم برضا والدايا ، شكرا لاستضافتكم الرائعة ، وعلى أسئلتكم الممتعة وأعدكم بالجديد دائما ، ورسالتي إلى كل من قرأ الحوار (تأكد أن الأحلام لا تتحقق إلا بالعمل الجاد والسعي وراءها فكن متأكد أن أحلامك لن تحقق وأنت نائم ) قناعاتي غدير حافظ .