تزامناً مع العصر الإلكتروني ، وتعدد وسائل التواصل الاجتماعي ، إختلط الردئ بالجيد ،واجتمع الغث مع السمين ، وتسابق عدد من المتحمسين في مضمار التطوع الحديث الذي تميّز جلّه بغياب المرجعية والمصداقية بعيداً عن مفهوم التطوع الديني الذي حثنا عليه ديننا الحنيف بأمر الله عز وجل وإتباعاً لسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ومواكبةً لرؤية المملكة٢٠٣٠
تنافس محموم بين دخلاء دخلوا على التطوع بمعناه السامي ، ومفهومه الديني وتخفوا خلف أقنعة هذا التطوع وجل مايرجونه هو التكسب المادي وهوس حب الظهور والشهرة .
وسهولة الوصول إلى المتلقي دفع الكثيرين من هؤلاء الدخلاء إلى إطلاق لقب "متطوع" أو "متطوعة" على أنفسهم لمجرد إنضمامهم لمجموعة تطوعية ركبت موج التطوع المستحدث لمجرد اشتهارهم في وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة متابعيهم دون أن ينالوا شرف تلقيهم هذا اللقب المبجَّل .
كوادر غير منضبطة في أدائها مُكرِّرة لجميع المبادرات التي تنفذها في المؤسسات ذات العلاقة والتي تستقبلها بدون خطاب رسمي بل بطريقة يغلب عليها المحسوبيات دون أدنى وعي لماتتضمنه هذه المبادرات من هدايا قد تسيء لأهداف هذه المؤسسات .
فرق تطوعية لامظلّة لها تفتقر إلى ثقافة العمل التطوعي ، فرق تطوعية بدون هوية وبدون عمل منظم منذ تأسيسها حتى تنفيذ مبادراتها والتي تقتصر على مبادرات تقليدية من جميع الفرق التطوعية .
أصبحنا في كل يوم نسمع عن إنشاء فرق تطوعية جديدة دون تحقق ماهو العمل التطوعي الذي يهدفون إليه وذلك يقلل من شأن هذه الفرق ويجعلها عبئاً على الجمعيات الخيرية ذات الطابع الرسمي التي تعمل وفق إستراتيجية ومنهجية واضحة, وتشرف عليها بعض الجهات الحكومية.
كوادر بشرية غير مؤهلك إرتقوا سفينة التطوع وأبحروا بها إلى مسار مخالف جداً عن ماعرفته البشرية عن التطوع منذ خلقهم.
سفينة ثائرة دهست في طريقها كل مبادئ الإنسانية وكل الأوامر الدينية ،دهست في طريقها التطوع السامي شكلاً ومضموناً.
العمل التطوعي نماء وعطاء ومساعدة الفقراء وقضاءحوائج المساكين والمحتاجين بمفهومه المتعارف عليه وليس تنظيم الفعاليات والمهرجانات لمساعدتهم بالكوادر البشرية لتخفيف المادة عن المنظم وعدم دفع مبالغ طائلة للشركات المنظمة إنما بشهادة شكر وتقدير ودرع تذكاري يقدم لهذه الفرق
كما أشار نبينا على التطوع بأنه عمل خفي بين العبد وربه وسار على نهجه العديد والعديد من المتطوعين الحقيقيين ولكن هؤلاء خالفوا هذا النهج الرباني وأصبح تطوعاً علنياً يملأه الرياء والسماعة وحب الظهور .
كم يفرح هؤلاء بإشادة من جهة حكومية ، بإشادة من أناس تقلدوا مناصب عليا ،بزيادة عدد متابعي مواقعهم في التواصل الاجتماعي الخاصه بهم ،
نعم هذا هو مايريدونه ،هذا مايسعون إليه ، هذا هو ماقصدوه نتاج تقلدهم هذا المسمّى المُبجّل .
أي تطوع سامي تريدونه أيها الدخلاء !!
أهذه المساعدات التي تقدمونها تحت أضواء الكاميرات والتي تنشر في جميع مواقع التواصل الإجتماعي تسمى تطوّع!!
للأسف هذا ماتريدون إيصاله للمجتمع ولكن أنتم أمام مجتمع واعي مثقّف ، مجتمع نشأ تحت راية الدين ونحتوا أوامر الله عزوجل ورسوله عليه الصلاة والسلام بصدروهم لن تخدعوهم وإنما هذا ماتوهمون به أنفسكم أيها الدخلاء.
دخلاء بدأوا كمجموعة يتخللها الكثير من الغموض ،الكثير الكثير من التساؤلات .
كيف لمجموعة اختفت خلف ستار سامي غاب عنها بأن هذا الستار ينهى عن جلّ مايقومون به من تضليل للمعنى الحقيقي لمفهوم التطوع وسمحوالأنفسهم بتغييرها إلى ماأرادوه هم دون ضوابط .
أهذا عمل ديني بنظركم !!
لن توهمونا بسمو مقصدكم
"فرق تطوعية - متطوع فردي- متطوعة فردية "
ظاهرة لابد للحد من إنتشارها إحتراماً لمعنى التطوع السامي ، وحفاظاً على الذوق العام ، وإتباعاً لديننا الحنيف.
التعليقات 19
19 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
عبدالله النفيعي
14/06/2019 في 12:23 ص[3] رابط التعليق
الله عليك تسلم اناملك ابدعت⭐??
(0)
(3)
متطوعه.
14/06/2019 في 1:12 ص[3] رابط التعليق
الله يسعدك للأمانه أثر كلامك فيني كثير والله يعطينا على قد نيتنا ??
(0)
(0)
سليمان السواط
14/06/2019 في 1:34 ص[3] رابط التعليق
أصبت كبد الحقيقه أستاذ ياسر سلمت أناملك
(0)
(0)
عهد
14/06/2019 في 2:09 ص[3] رابط التعليق
لا فُضَّ فوك
(0)
(0)
عاطف الشهري
14/06/2019 في 2:10 ص[3] رابط التعليق
أحسنت اخي ياسر جميل ماذكرت .. اسم تطوع استغل عاطفة الكثير بعيد عن الهدف المنشود للتطوع… التطوع بحاجة للتنظيم
(0)
(0)
صلاح الحارثي
14/06/2019 في 2:16 ص[3] رابط التعليق
نسأل الله الثبات للعاملين على الأعمال التطوعية والأجر من خالق السموات ودمتم لعمل الخير
(0)
(0)
هدى
14/06/2019 في 3:24 ص[3] رابط التعليق
اشكرك على المصداقيه فعلا اصبحت الفرق التطوعيه هم يشغل الامهات والاباء لماتحويه من اختلاط بين شبابنا وبناتنا نسال الله السلامه
(0)
(0)
محب الخير
14/06/2019 في 3:47 ص[3] رابط التعليق
للنجاح أناس يقدّرون معناه، وللإبداع أناس يحصدونه، لذا نقدّر جهودك المضنية، فأنتَ أهل للشكر والتقدير .. فوجب علينا تقديرك .. فلك منا كلّ الثناء والتقدير
صحفي قدر مهنته واستخدم قلمه لصالح مجتمعه يقول الحقيقه بكل صدق يخلص في كل حرف ينتقي كلماته وينمق حروفه فعلا هذا ياسر الجعيد اهنئ الصحافه بوجود امثالك واهنئ الاعلام باعلامي مثلك الى الامام وفقك الله
(0)
(1)
صريح العباره
14/06/2019 في 5:36 ص[3] رابط التعليق
انجزت واصبت ومقالك اثر في الكثيرين من المتطوعين والمتطوعات الفرديين كما اسمو انفسهم ومنهم من غير مسمياتهم في حساباتهم في تويتر وحذفوه منها وهذا اثبت وجهة نظرك فيهم واكدلنا بان مبتغاهم المسمى فقط وماخفي كان اعظم
(0)
(0)
مود الطائف
14/06/2019 في 11:18 ص[3] رابط التعليق
سلمت اناملك حبيبي ياسر .. ?
(0)
(0)
عزام العتيبي
14/06/2019 في 1:21 م[3] رابط التعليق
السلام عليكم
ابدعت ايها الجميل في كتابة مايجري ويحصل
والبحث عن الكاميرات لاجل الشهرة
مبدع ابو عبدالله قلت مانراه صياغة مميزة
(0)
(0)
سليمان العيدي
14/06/2019 في 10:22 م[3] رابط التعليق
مقال مؤثر أثر في الكثير والعديد والكل والجميع وان لم يؤثر فيهم رضاً فقد اثر غصباً لانك يااستاذ كشفت النقاب عن كل المتطوعين وازحت ستارهم الذي تخفو خلفه ازمنه عديده نشكرالله ان وضعك في طريقنا لتكشف نجاسة الفرق التطوعيه والافراد المتطوعه
(0)
(0)
سفيرة الحكمه محاسن السوسي
14/06/2019 في 11:12 م[3] رابط التعليق
يا استاذي الفاضل سلم الفكر الراقي وشكرت الانامل الكاتبه باركك الرحمن اينما حللت انت تحدثت عن موضوع قوي ومهم وأكثرنا تأذى من بعض هذه الفرق لأنهم يأكلون حقوق المتطوعين الاعضاء بحجة انت متطوع او انت تبحث عن الشهره انت متطوع سجل فكره يسجل اسم صاحبها فقط بالجدول الاداري ولكن امام الكل الرؤساء هم من يسلط عليهم الضوء ويكرمون ابدعت بطرحك لهذا الموضوع بالتوفيق اخي الغالي وللأمااااام ?????
(0)
(1)
غير معروف
15/06/2019 في 1:21 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خيرا أصبت عين الحقيقة سلمت يد خطت هاذا المقال
(0)
(0)
نونا
15/06/2019 في 3:42 م[3] رابط التعليق
انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ مانوى
(0)
(0)
?
15/06/2019 في 8:37 م[3] رابط التعليق
كلماتك جات على الجرح وكأنك تتكلم عن اشباه الرجال قادات الاعمال التطوعية ممن يظهرون التطوع وحب الخير ويبطنون الشر واستغلال المتطوعات لمآربهم الشخصية واستغلال اموالهم لعمل بواجهه خيريه لا تمت للتطوع بصلة.
(0)
(0)
محب الخير
15/06/2019 في 10:12 م[3] رابط التعليق
ماشالله تبارك الله الكلمة عسل
(0)
(0)
فهد
14/07/2019 في 7:55 ص[3] رابط التعليق
ياأستاذي العزيز
أصبح التطوع عمل منظم ومؤسسي يلزم توثيقه وكتابة تقارير حتى يتأكد الجميع من سير أعمالهم .
أما القلوب والنوايا فعلمها عند خالقها .
أدعوك للانضمام لإحدى الفرق التطوعية المتميزة والمرخص لها وستجد بإذن الله شعوراً إيجابياً يغير الصورة القاتمة التي تشكلت لديك .
(0)
(0)
توفيق محمد غنام
22/06/2019 في 10:37 م[3] رابط التعليق
أبشرك اخي ياسر وزارة العمل والتنمية وضعت معايير معينة تتواكب مع الرؤية لايستطيع اي فريق تطوعي ممارسة العمل التطوعي الا بالحصول على رخصة الممارسة أو محاسبة المخالف أو كما اسميته ” الدخيل “
(0)
(0)